2024-11-26 01:32 م

هل ستحافظ حركة شاس على وحدتها بعد رحيل الحاخام عوفاديا يوسيف

2013-10-20
القدس/المنــار/ لا أحد يجزم كيف سيكون عليه الوضع في حركة شاس في أعقاب موت حاخام الحركة عوفاديا يوسيف، وتحديدا في اية معركة انتخابية وبشكل خاص على مستوى الكنيست.
دوائر حزبية في اسرائيل ترى أن الحاخام يوسيف كان شخصية جاذبة للاصوات ليس فقط داخل المعسكر الديني المتزمت، بل كان جاذبا لأصوات العائلات المحافظة. وحركة شاس تمتلك ستة مقاعد كنيست فقط من داخل الشريحة التي تنتمي اليها، والباقي هي ثمرة اصوات المحافظين والمتدينين غير المتزمتين الذي يمنحون أصواتهم لشخصية عوفاديا يوسيف المقبولة في اوساط اليهود الشرقيين.
لكن، بعد وفاة يوسيف، هناك تحد داخلي في شاس، فهل تتمكن الحركة من المحافظة على وحدتها الداخلية ، وهل ستنجح في منع اية انشقاقات داخل صفوفها، فالحاخام المتوفى الذي تزعم الحركة سنوات طويلة حرص على ضمان أكبر قدر ممكن من الوحدة داخل المعسكر الشرقي المتزمت، ومن هذا المنطلق كانت عودة اريية درعي الى صفوف الحركة، لكن، في ظل غياب الراعي صاحب الكلمة المسموعة فان كل الاحتمالات باتت واردة، خاصة وأن درعي يعتبر نفسه الزعيم السياسي الذي بادر الحاخام يوسيف الى اختياره زعيما سياسيا للحركة في أعقاب انتخابات الكنيست التي خاضتها الحركة برموز ثلاثة: اتياس، درعي ويشاي.
ويشاي هو الاخر تمكن خلال فترة غياب عوفاديا يوسيف عن الساحة الحزبية من بناء بنية تحتية قوية من المؤيدين والتابعين، وفي حال سقطت الوحدة ودخلت الخصومة والانشقاقات وطفت على السطح ، فان المواجهة ستلحق أذى كثيرا بهذه الحركة التي اقامها يوسيف في سنوات الثمانينيات، وقد واجهت شاس عشية الانتخابات الاخيرة للكنيست وضعا صعبا وفشلت في الحفاظ على الشريحة التي كانت تمنحها اصواتها بشكل دائم، بل أكثر من ذلك، فشلت في طرح أجندة عمل جاذبة لشرائح اخرى من خارج الاطار الذي اعتادت التحرك داخله، لذلك سيكون وضعها اكثر صعوبة في غياب عوفاديا.
فحركة شاس لا تعتمد بشكل اساسي على وسائل الاعلام والحملات الدعائية في الاعلام المتطور، وانما على قوة العلاقة مع الشارع وهناك ضرورة لشخص لديه الديناميكية لتحقيق ذلك.
فالتحدي صعب والتركة ثقيلة على درعي، وهو يحتاج الى ارضاء القيادات داخل شاس، وعليه أن يعكس ويبهن للشراع والمؤيدين أن الحركة ما زالت صلبة وموحدة رغم غياب الزعيم.
والسؤال الذي يطرح نفسه، هنا، هو: هل يتمكن درعي من وضع خارطة طريق نحو المستقبل تسير على اساسها شاس وتحافظ على وحدتها وتمنع اية انشقاقات داخل صفوفها، وهل ستتمكن القيادات المتصارعة التي تخاصمت في حياة عوفاديا، وهل ستتمكن القيادات المتصارعة التي تخاصمت في حياة عوفاديا أن تتجاوز ذلك بعد رحيله، وأن تتفادى تصفية الحسابات؟!
ان المهمة في حركة شاس ليست سهلة، وليست مهمة فردية، بل هي مهمة جماعية يجب أن تحشد لها القوى حتى تمنع الحركة تسرب الاصوات القادمة اليها من الخارج، على الاقل للحفاظ على نواة وجودها على الساحة الحزبية، وهي المقاعد الستة التي تؤخذ عادة من داخل شريحة الحركة، مع محاولة طرح أفكار وبرامج تجذب الاصوات من خارج هذا الاطار، وهناك شبه اجماع في اوساط المحللين والمراقبين للساحة الحزبية في اسرائيل والاوضاع في شاس بأن الامور تتجه نحو شحذ السكاكين، وسواء كان مستقبل الحركة زاهرا أو مليئا بالخصومات والازمات، فان هذا لا يمكن التنبؤ به.