2024-11-26 03:29 م

أبعاد خطيرة لخطاب رئيس وزراء اسرائيل في جامعة بار ايلان

2013-10-07
القدس/المنــار/ كتب المحرر السياسي
أبعاد خطيرة لخطاب بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل في جامعة بار إيلان، تؤكد عدم رغبته في تحقيق السلام، وإصراراه على مواقف مرفوضة فلسطينيا.
خطاب "بار ايلان2"، يصفه نتنياهو بأنه يمثل رؤيته للمستقبل، وقراءة لهذا الخطاب نجد أن رئيس الوزراء الاسرائيلي يركز على النووي الايراني، وتطرف للموضوع الفلسطيني والمفاوضات التي استؤنفت.
وفي قراءتنا لهذا الخطاب يجب أن لا ننسى الظروف التي أحاطت به، فهو يأتي بعد خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة، والأهم من ذلك، يأتي بعد المشاورات التي أجراها مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض، ومن هنا تأتي خطورة ما ورد في خطاب "بار ايلان2".
بالنسبة للنووي الايراني أعاد نتنياهو التأكيد على ما تحدث به في نيويورك، بأن اسرائيل لن تسمح بامتلاك السلاح النووي، وأن "ابتسامات" الرئيس الإيراني حسن روحاني خادعة، وطهران تريد "الضحك" على المجتمع الدولي.
غير أن هذا التشدد في موقف نتنياهو اتجاه النووي الايراني يأتي للاستهلاك الداخلي، فهو لن يستطيع "المشاغبة" في هذا الموضوع، ولن يسمح له الرئيس الأمريكي بذلك، فهناك صفقات تتم بين الكبار لحل الكثير من المشاكل في مقدمتها النووي الايراني، وروسيا ستدخل قريبا على خط الاتصالات فطهران ستمنحها هذا الدور.
أما بالنسبة للملف الفلسطيني، فان نتنياهو أعاد التأكيد على شروطه المسبقة لأي اتفاق دائم مع الفلسطينيين، عندما تحدثت عن دولة فلسطينية منزوعة السلاح بمفاهيم اسرائيلية، وتحدث أيضا عن ضرورة الإعتراف بيهودية الدولة كشروط لتحقيق أي اتفاق مع الفلسطينيين.
هذه الرسالة التي أعاد نتنياهو التأكيد عليها من جديد مرة أخرى تأتي بعد عودته من الولايات المتحدة المتحدة، بمعنى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يتفق مع نتنياهو على صعوبة التوصل الى اتفاق دائم مع الفلسطينيين يتناول كافة المسائل الجوهرية، وأكثر من ذلك، أن نتنياهو على ما يبدو نجح في التوصل الى شكل من أشكال التفاهم مع أوباما على عدم المشاغبة في الوضع الايراني، مقابل عدم الضغط عليه في الموضوع الفلسطيني، أي أن خطة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لتحريك عملية السلام، وإحداث تقدم في المفاوضات وانفراج في الاتصالات بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي قد تسير من الآن فصاعدا ضمن "مسار آمن" حسب مفهوم نتنياهو، أي أن المفاوضات ستتقدم بشكل بطيء في القضايا السياسية وبشكل غير ملزم، ولن يكون هناك وصول الى لحظات حسم ومناقشة قضايا جوهرية قد تشكل تحديا لنتنياهو سواء داخل حزبه أو داخل الائتلاف الحكومي الذي يترأسه.
وفي نفس الوقت سيتواصل العمل من أجل توفير طريقة لادارة الصراع بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ومنع انزلاق الأمور نحو العنف، خاصة وأن نتنياهو أدرك خلال زيارته لواشنطن أن اهتمامات الرئيس الأمريكي ليست بالملف الفلسطيني، وأن الملف الإيراني والوضع في سوريا يسيطران بقوة على تفكير أركان الادارة الأمريكية، وأن إحتياجات الولايات المتحدة الى تعاون عبر الهدوء والسكينة من جانب اسرائيل خلال فترة التفاوض وفحص "النوايا" الايرانية ستجعله أكثر حرية وقدرة على المناورة. كما أن نتنياهو أدرك خلال زيارته لواشنطن أن سقف كيري الزمني للمفاوضات هو سقف وهمي أو سحري يمكن تفكيكه ورفعه دون جهد أو تعب، وهو ما سيتم بالفعل، فلا سقف زمنيا للمفاوضات الدائرة حاليا بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وهو ما أكدته تسيفي ليفني رئيس طاقم المفاوضات عن الجانب الاسرائيلي عندما تحدث عن احتمال تمديد المفاوضات لتتجاوز التسعة أشهر.
ان التركيز في الفترة القادمة سيكون على الموضوع الاقتصادي في خطة كيري، وستكون السلطة الفلسطينية مضطرة للتعامل مع هذا التوجه، لأن البديل سيكون الحصار والانهيار والانزلاق نحو مواجهة جديدة من أعمال العنف.
وهذا يعني أن لا حلول أو اتفاقيات يمكن رؤيتها في الافق، وعلى الفلسطينيين ادراك ذلك، فشروط نتنياهو موجودة ولم تتغير، وموقفه ما زال على حاله، وهذه أدوات لمنع أي تقدم في عملية السلام، ونتنياهو يستبق التفاوض باشتراطات مسبقة، وهو يريد انتزاع اعتراف فلسطيني بيهودية اسرائيل، وهو موقف لا يختلف عن موقف اليسار في اسرائيل، فالفرق بين موقف نتنياهو وموقف اليسار اتجاه هذه المسألة، هو أن اليسار يريد اعترافا فلسطينيا بيهودية الدولة قبل التوقيع على أي اتفاق، وهو يتفهم امكانية أن تطيح هذه المسألة بكل شيء. بينما نتنياهو ومن أجل تعطيل المفاوضات يبكر في حسم مسألة الاعتراف لتصبح في المرحلة الأولى من المفاوضات وليس في مرحلتها الأخيرة.
فيهودية الدولة أمر ومطلب مرغوب لدى اليمين ولدى اليسار في اسرائيل، ويحقق أمنية أن تكون اسرائيل دولة يهودية ديمقراطية باعتراف الفلسطينيين.