2024-11-30 03:33 ص

تمر "المجول" الفلسطيني الأفخر عالميا

2013-09-26
اريحا/ قال مدير قطاع الزراعة في مشروع 'Compete' عماد قمحاوي، الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، إن تمر المجول الفلسطيني يعتبر أفخر التمور وأشهرها في العالم ويصدر إلى أشهر الفنادق العالمية.

وأضاف قمحاوي في تقرير صدر عن مشروع Compete، أن الخاصية التي تتواجد في غور الأردن لا تتواجد في أية منطقة أخرى في العالم وهي الطقس الجاف والحار، فكلما قلت نسبة الرطوبة كلما كانت جودة تمر المجول أعلى، وما يميز التمر الفلسطيني المزروع في منطقة غور الأردن، هي قلة نسبة الرطوبة في حبة التمر وكذلك كبر حجمها.
وأشار إلى أن تمر المجول يتميز بحجم السوبر جمبو، ويصل وزن الحبة منها من 30-40 غراما، وهذا الحجم غير موجود في العالم ولا حتى في كاليفورنيا والمغرب التي تشتهر أيضا بزراعة هذا النوع من التمور.
وتعتبر مزارع التمور الفلسطينية حديثة الولادة، حيث بدأت زراعة نبتة نخيل المجول في المزارع الفلسطينية عام 2006، وهناك جدل حول مصدرها فهي كانت متواجدة أصلا في منطقتين فقط في العالم في المغرب وولاية كاليفورنيا الأميركية حيث المناخ قريب من مناخ غور الأردن.
وأوضح خبير الجودة الزراعية في مشروع Compete عصام أبو خيزران، أن المساحة المشغولة حاليا بمزارع النخيل في منطقة غور الأردن تصل إلى 12 ألف دونم، ممتدة من أريحا وحدود البحر الميت لغاية بردلة وعين البيضة، مشيرا إلى أن المنطقة الأساسية التي يزرع بها المجول هي أريحا والعوجا والجفتلك وصولا إلى الزبيدات، وفيما عدا ذلك تقتصر الزراعة على صنف البرحي نظرا لتحمله لدرجات حرارة منخفضة مقارنة بالمجول.
وأضاف أبو خيزران أن إنتاجية المجول الحالية تصل إلى ألفي طن، وتوقعاتنا للموسم الحالي بأن تصل الإنتاجية إلى ثلاثة آلاف طن، وتعود هذه الزيادة إلى النمو الطبيعي للمزارع التي تمت زراعتها عام 2006 ونشهد اليوم إنتاجها الطبيعي أما تلك التي زرعت عام 2010 فهي لم تنتج لغاية الآن، فالشجرة تثمر بعد خمسة أعوام من زراعتها.
ولفت إلى أن زراعة المجول بدأت في مساحات قليلة بلغت أوجهها في عام 2010 حيث وصلت المساحات الزراعية إلى 10000 دونم أي ما يعادل 70% من المساحات الزراعية المستغلة في غور الأردن، فزراعة الخضار بدأت تتلاشى وذلك نظرا لثلاثة عوامل رئيسية؛ أولها جودة مياه الري والتي أصبحت غير مناسبة للخضار ما اضطر المزارعين للتوجه لهذا البديل، وثانياً بسبب العائد المادي من النخيل حيث يعتبر جيدا مقارنة بالخضار ولا يتطلب نفس المجهود، وسعره منافس عالميا فهو أقل من سعر المجول الإسرائيلي بـ20% إلى 30%.
وقالت المهندسة في مشروع Compete سرين أبو جاموس إنه يوجد هناك ما يقارب 500 مزارع في غور الأردن يوفرون ما يزيد على 4 آلاف إلى 5 آلاف فرصة عمل، وهذه العمالة تشمل العمال في المزارع والعاملين في التغليف والتصنيع، وبعض هذه الفرص تعتبر موسمية في حين جزء منها ثابت ودائم.
من جانب آخر، قال مدير تطوير مشاريع القطاع الخاص في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية غسان الجمل إن تدخل الوكالة يعتمد على رؤية استراتيجية وتخطيط وتحضير للمستقبل لضمان استمرار نمو وتطور هذا القطاع، فحاليا هناك 12 ألف دونم من مزارع النخيل، المنتج منها يصل إلى 30%، لكن خلال أربع أو خمس سنوات سيصل الإنتاج أوجهه وعليه فإننا نعمل مع المزارعين والشركات على تهيئة القطاع لهذا الحجم من الإنتاج سواء فيما يتعلق بالبنية التحتية أو تطوير العملية التصنيعية والتسويقية.د
وأوضح أن الوكالة ستعمل من خلال مشروع Compete على تطوير البنية التحتية، فالقدرة الاستيعابية الحالية لتخزين وتبريد التمر تصل إلى 1000 طن ونظرا لتوقعنا لإنتاج يصل إلى 3000 طن فعلينا العمل سريعا على إنشاء وحدات تخزينية ووحدات تبريد بقدرة استيعابية تصل من 2000 إلى 3000 طن خلال الموسم الحالي، وسنعمل على إنشاء وحدة بالتعاون مع الشركات والمزارعين ودعمهم على إنشاء شركة لإدارة وحدة التبريد، وخطتنا تشمل إنشاء ثلاث وحدات تبريد في كل من أريحا والجفتلك والعوجا، وهذا أول تدخل وهو تدخل جوهري حيث أن تخزين المنتج يطيل من عمره ويؤثر على جودته.
من ناحيته، أفاد أبو خيزران بأنه يتم العمل على تطوير التغليف لمساعدة المنتج الفلسطيني على المنافسة عالميا، إضافة إلى توفير الفرص للمشاركة في المعارض الدولية مثل فروت لوجستيكا في برلين، وجولف فوود في دبي، حيث تم تسجيل نجاحات هامة ساعدت العديد من الشركات الفلسطينية على دخول أسواق عالمية جديدة وعلى زيادة نسبة صادراتها.
وحول معالجة مشكلة المياه، أوضح قمحاوي أن عمل المشروع يشمل جانبا أساسيا آخرا، يتمثل في إيجاد مصادر مياه تغذي القطاع وذلك من خلال إدخال تقنيتين إحداها تعتمد على استخدام تكنولوجيا المياه الممغنطة لمعالجة ملوحة المياه، أما التقنية الثانية التي نأمل بأن يكون لها أثرا كبيرا تقوم على استخدام ونقل المياه العادمة المعالجة في محطة البيرة لري سهل العوجا والتي تبلغ مساحتها 30 ألف دونما، المستغل منها فقط 5 آلاف وذلك يعني بالضرورة وجود فرصة هائلة للتوسع والامتداد.
ومن الأسواق التصديرية التي يتوفر فيها فرص لدخول المنتجات الفلسطينية هي؛ السوق الأوروبي، والأسواق الإسلامية التي تعتمد على التمر في مواسم رمضان والأعياد وكذلك في تركيا، وحاليا يتم عرض التمر الفلسطيني في معرض موسكو العالمي للأغذية.
وتعمل الوكالة الأميركية بالتوازي مع التدخلات الأخرى على الاستجابة لمتطلبات الأسواق، حيث ساعدت من خلال مشروع Compete شركة نخيل على تطبيق نظام جودة للسوق الأوروبي والأميركي بما في ذلك (أيزو 22000 وBRC وGLOBALGAP) والمشروع الآن قيد التدخل مع مزارعين وشركات أخرى من خلال توفير نظام 'Traceability' المتوفر إلكترونيا وبإمكان كافة مزارعي النخيل الاستفادة منه وتطبيق متطلبات الجودة العالمية.
ويسعى مشروع Compete إلى معالجة المخاطر على هذا القطاع وأهمها معالجة سوسة النخيل، حيث وفرت مصائد تم توزيعها من خلال وزارة الزراعة الفلسطينية وجمعية التمور، للسيطرة على هذه السوسة وممارسة الحجر الزراعي، وهناك نية لعقد دورات تدريبية للمزارعين من خلال الاستعانة بخبرات دولية في هذا المجال وتحديدا من خلال الاستعانة بخبرات دول الخليج العربي.
يذكر أن مشروع Compete هو أحد مشاريع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID، حيث يساهم في دعم القطاع الفلسطيني من خلال تعزيز القدرة التنافسية له في أربعة قطاعات اقتصادية محددة وهي الزراعة والحجر والرخام والسياحة وتكنولوجيا المعلومات، ويهدف المشروع إلى تنمية وزيادة حجم الصادرات في هذه القطاعات من خلال استحداث التقنيات وتشجيع تصنيع منتجات جديدة تساهم في زيادة فرص العمل والاستثمار ورفع مستوى جودة المنتج الفلسطيني مع زيادة القيمة المضافة له.