2024-11-27 12:39 م

الرسائل الاربع في خطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة للامم المتحدة

2012-09-28
القدس/المنــار/ من على منبر الجمعية العامة للامم المتحدة، كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس صريحا وواضحا في خطابه الذي حظي بقبول وتصفيق من ممثلي دول العالم، فقد حمل موقف شعبه وطرحه على الحضور متمسكا بكامل تفاصيل هذا الموقف، متمثلا في رفض الاحتلال وتبعاته من استيطان وقمع وحصار، مؤكدا بوضوح أن شعبه باق على أرضه، محذرا من نكبة جديدة وعواقب التعنت الاسرائيلي الرافض للسلام، وسياسيات حكومات الاحتلال الداعمة للاستيطان وممارسات المستوطنين بحق المواطنين الفلسطينيين. وأمام ممثلي المجتمع الدولي أكد الرئيس محمود عباس مجددا تمسكه وشعبه بالسلام،لكن، مع الرفض القاطع لمفاوضات دون مرجعيات اساسية والى ما لا نهاية وهذا دليل حرص على استقرار المنطقة وامنها متمسكا بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس رافضا محاولات اسرائيل نزع الشرعية عن هذا الهدف الفلسطيني، غير أن نتنياهو قابل خطاب عباس بمزيد من التعنت والتجاهل والتمسك بالاستيطان، بل رأى في الصراع مع الفلسطينيين في اخر سلم الاهتمامات لاسرائيل.

خطاب نتنياهو..

جهات عدة، كانت مهتمة بخطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكل جهة لها اسبابها الخاصة بها لهذا الاهتمام، ونتنياهو نقل في خطابه رسائل الى هذه الجهات، لكن،ركز في خطابه على ما يمكن وصفها المسالة الاهم التي تتصدر جدول اهتمامات اسرائيل، وهي الملف الايراني الذي له انعكاساته الكبيرة على اسرائيل وعلى المستقبل السياسي لنتنياهو نفسه وعلى مصير اسرائيل كدولة، لذلك، اكد نتنياهو ان اسرائيل لن تزول ولن تختفي، ردا على خطاب الرئيس الايراني احمدي نجاد الذي تحدث عن جذور ايران منذ اكثر من سبعة الاف عام، نتنياهو قابل ذلك بالتأكيد على ما يؤمن به وينعكس على كل القضايا التي تتعامل معها اسرائيل ، هو لم يتحدث عن تاريخ الشعب الاسرائيلي بل على تاريخ الشعب اليهودي، وحاول نتنياهو التأكيد بأن اسرائيل ترى بامتلاك ايران قنبلة نووية خطر على قيام الدولة اليهودية لا يمكن القبول به والسكوت عليه مهما كانت مواقف الاطراف الاخرى ، وفي خطابه يرى نتنياهو ان شباك الفرص الدبلوماسية يوشك على الاغلاق، حيث الدبلوماسية لم تعد اللغة التي يمكن للمجتمع الدولي ان يوصل عبرها رسالته الى ايران.
ولوح نتنياهو بأهمية الخط الاحمر الفاصل بين العمل الدبلوماسي والعمل العسكري، وهذا ما تخشاه اسرائيل، حيث اقتربت طهران من امتلاك القدرات النووية العسكرية، وشدد نتنياهو على الهدف المشترك للولايات المتحدة واسرائيل، والمتمثل في الحيلولة دون امتلاك ايران قدرات عسكرية نووية، ورغم ذلك، لم يغلق نتنياهو الباب امام التوصل التى تفاهم مشترك حول الخطوات المقبلة مع امريكا في ما يتعلق بمعالجة الملف الايراني ووجه نتنياهو الرسالة الثانية الى الرئيس الامريكي اوباما في محاولة لتخفيف حدة التوتر بين مكتبه والمكتب البيضاوي، ولم يحاول نتنياهو تضمين خطابه اية عبارات، يمكن ان يستغلها خصوم اوباما ومنافسيه في انتخابات الرئاسة بالولايات المتحدة. ويأمل نتنياهو من خلال هذه "اللفتة" الى ايصال رسالة الى اوباما بأن اسرائيل لن تتدخل في المسائل والشؤون الداخلية وبشكل خاص انتخابات الرئاسة الامريكية حيث تتهم جهات داخل اسرائيل والولايات المتحدة نتنياهو بالسعي الى احراج الرئيس الامريكي واظهاره بمظهر المعادي لمصالح اسرائيل الامنية.
وفي خطابه أمام الامم المتحدة وجه نتنياهو رسالة الى الفلسطينيين رغم مروره سريعا على موضوع الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، حيث يرى فيه ملفا ثانويا بالنسبة لاسرائيل في ظل الحالة الامنية المستقرة، لقد اراد ان يوصل للفلسطينيين رسالة مفادها ان استئناف المفاوضات المباشرة مع اسرائيل هي الطريق الوحيد للوصول الى لغة مشتركة بين الجانبين تترجم بعد ذلك الى افعال على الارض، واشار نتنياهو الى أهمية المحافظة على السلام مع مصر والاردن، املا وراغبا من وراء ذلك أن تكون هناك نشاطات فاعلة للدولتين لاقناع الجانب الفلسطيني بالجلوس على طاولة المفاوضات المباشرة ورسالة رابعة في خطاب نتنياهو تتعلق بمصر وان اسرائيل كلها اذان صاغية لكل ما يمكنه الحفاظ على نقطة التحول في الشرق الاوسط، المتمثلة بمعاهدة كامب ديفيد.
وبالعودة الى الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، فان خطاب نتنياهو يعكس ايمانا قويا بفكرة الدولة القائمة على تفاهمات امنية، اولا، من خلال اشارته الى الدولة منزوعة السلاح، وايضا الرؤية الاقتصادية لقيام الدولة الفلسطينية ، وشدد نتنياهو على اهمية اعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة، ورغبة اسرائيل في رؤية شرق اوسط قائم على التطور والتقدم والسلام، وهذا جزء من رؤية السلام الاقتصادي، وعلى اهمية التعاون بين كافة الجهات لمحاربة ما اسماه الاسلام المتطرف واعداء السلام.