غير أن دوائر واسعة الاطلاع كشفت لـ (المنــار) بأن المناورات التي بدأت في ظل ما يسمى بـ "الربيع العربي" منذ أكثر من عام وبشكل تصاعدي هي مناورات ذات مستويات وأشكال تختلف عن المناورات التقليدية المعتادة، وتركز على مجالات معينة يمكن أن تشكل سيناريو محتملا لعمل مشترك امريكي اسرائيلي في احدى الساحات المجاورة في الفترة المقبلة.
ومن بين المناورات التي جرت مؤخرا، المناورات الجوية التي انتهت الاسبوع الماضي، وهي مناورات يمكن وصفها بالتقليدية والاعتيادية، فهي تأتي في اطار العمل المشترك للبلدين في المجال الجوي، وهي موجودة على روزنامة المناورات الاساسية بين البلدين والمناورات الجوية المذكورة استمرت أكثر من اسبوعين وشاركت فيها طائرات قتالية أمريكية واسرائيلية، حيث وصل من أجل هذا الهدف مئات الجنود والضباط، وتركزت المناورات بشكل أساسي على الطيران الجماعي، لكن، المناورات الجوية ليست الوحيدة، فهناك العديد من المناورات المشتركة بين واشنطن وتل ابيب تتناول التعامل مع سيناريوهات محتملة لمخاطر يمكن أن تطفو فجأة على السطح والجزء الأهم من هذه المناورات ليست التقليدية الموجودة على روزنامة المناورات المشتركة للبلدين، ولكن، هناك مناورات اخرى فرضتها الاحداث في المنطقة والحالة المحيطة باسرائيل ورغبة أمريكا في حماية مصالحها في ضوء ما يشهده العالم العربي من تأثيرات تسببت بها رياح الربيع العربي.
وتضيف الدوائر أن هذه المناورات لها أهدافها العديدة ولا يمكن أن تخفي حقيقة أن هذه المناورات مرتبطة بما يحدث في سوريا ومناطق أخرى في المنطقة ، وفي نفس الوقت لا يمكن فصلها عن المناورات التقليدية والهدف المعلن منها، وهو التمرن والتدرب على التعامل مع الخطر الايراني الا أن المناورات المستحدثة هي أيضا لا تنفصل عن المناورات التي تهدف الى الاستعداد للتعامل مع الخطر الايراني، فلا يمكن لأحد تجاهل حقيقة ما تؤمن به أمريكا من الوصول الى مهاجمة المنشآت الايرانية النووية، وهذا لن يتم بدون تدمير الدولة السورية، أي أن أي هجوم على ايران حسب ما تؤمن به أمريكا وتؤكده في لقاءات عسكرية مع تل أبيب، يجب أن تسبقها اجراءات ضد دمشق وحزب الله، وهذا ما يفسر استمرار الحرب الارهابية على الشعب السوري، لأن النظام السوري يستطيع عرقلة ما تسعى اليه واشنطن من ضمان ترتيبات جديدة في المنطقة.
وفي هذا الاتجاه تأتي المناورات المستجدة التي تتناول التعامل مع المخاطر التي تحيط باسرائيل، وبشكل خاص ما يحدث في سوريا، ومن بين هذه المناورات تلك التي شارك فيها مئات الضباط من المارينز ونظرائهم الاسرائيليين في قواعد تدريب خاصة في اسرائيل، حيث اجريت مناورات حول القتال داخل المدن وعملية السيطرة على مواقع مكتظة بالسكان، كذلك، كانت هناك مناورات لفرق امريكية ـ اسرائيلية مشتركة للتعامل مع أماكن تخزين الاسلحة الكيميائية ونزع فتيل مثل هذا الخطر وراء خطوط العدو، وهناك عشرات الوحدات من الجيشين الاسرائيلي والامريكي تقوم بمناورات على مدار العام الاخير.
وآخر هذه المناورات التي تتعلق بالمستجدات الاقليمية جرت قبل اسبوعين في قواعد خاصة جنوب اسرائيل، وايضا في مناطق خاصة للتدريب في المناطق الشمالية، كذلك، أجريت تدريبات خاصة في اطار الابقاء على مستوى عال لهذه القوات، وهي القوات الخاصة الموجودة في قواعد عسكرية في اوروبا، هدفها الاساسي التدخل السريع واجلاء الدبلوماسيين والرعايا الامريكيين في حالات الطوارىء في الشرق الاوسط.
وأكدت الدوائر نقلا عن تقارير خاصة أن هذه المناورات هي للتعامل مع سيناريوهات مختلفة، وهي ليست سيناريوهات وهمية بعيدة عن أرض الواقع وانما هي تدريبات مهمة وضرورية في ضوء ما تشهده الساحات المجاورة، وامكانية ترجمة المناورات المذكورة في ساحة الميدان.