2024-03-28 05:59 م

أوكسفام " العار البريطاني" بواجهة إنسانية

2018-02-23
بقلم: بطرس الشيني
مرت فضيحة جمعية " أوكسفام" البريطانية الخيرية التي كانت خلال سنوات مضت واجهة لممارسة الدعارة واغتصاب الأطفال في مناطق الكوارث والأزمات عبر العالم مرت هذه الفضيحة دون أثر يذكر في الصحافة البريطانية والغربية بشكل عام ولو أن الأعمال القذرة التي مارستها هذه الجمعية تمس مستوى أخلاق المجتمعات البريطانية أو تتناقض معها كان بالإمكان مشاهدة مظاهرات أو ردة فعل شعبية لمحاكمة المسؤولين عن متاجرة العاملين في الجمعية بحاجة الأطفال للغذاء والأمن وافتراسهم تحت يافطة المساعدات والحس الإنساني البريطاني المرهف .. جمعية " أوكسفام " المسماة خيرية هي واحدة من أكبر الجمعيات البريطانية وربما أكبرها وهي تأتي ضمن سلسلة واسعة من الجمعيات العاملة في الحقل " الخيري " عبر العالم وصفة " خيرية " الملتصقة بهذه الجمعية وغيرها عدد كبير من الجمعيات الأوروبية ما هي إلا واجهة براقة ذات إيحاءات وسمات إنسانية راقية فيما العفن والشر يعشش في ظلها الممتد عبر العديد من الدول وأماكن الأزمات الإنسانية وإضافة الى ذلك كانت مثل هذه الجمعيات واجهة لممارسة أعمال التجسس وإثارة العصبيات الأمنية والطائفية والمذهبية وأداة بيد الشركات الاستغلالية وحكومات الغرب لممارسة النفاق " الإنساني " بأبشع صوره لأنها تابعة لتلك الدول التي تمارس النهب المتواصل لشعوب إفريقيا وأمريكا الجنوبية واجزاء واسعة من من آسيا . حالة المتاجرة بالإنسانية وخاصة بإنسانية الأطفال سمة عامة لمعظم الجمعيات المسماة خيرية عبر العالم وخاصة أنها توظف الدين وقيمه لخدمة أهدافها أو تكون هي أداة لمنظمات متعصبة أو متطرفة ,وفي عالمنا العربي برزت جمعيات عدة كانت أدوات ناعمة وواجهة لمنظمات إرهابية دورها الأساسي نشر الفكر المتطرف وجباية الأموال لتمويل الإرهاب وهي بذلك مارست الدور عينه لمثيلاتها الأوروبيات وهو استخدام القيم الإنسانية وسمة الخير لممارسة الشر والاستغلال بأبشع صوره ... وربما تصلح أزمة هجرة ملايين السوريين نتيجة الحرب الإرهابية الدولية على سورية كدليل دامغ على التصرف الشرير للجمعيات المسماة خيرية وإنسانية وهذا ينطبق أيضاً على أزمة هجرة العراقيين فقد تدفقت مئات الجمعيات الى مخيمات اللجوء من الدول الأوروبية والعربية ونشرت الصحافة والأفلام الوثائقية فضائح شتى عن تلك الجمعيات التي قدمت بيد الحليب والملابس للأطفال واستعبدتهم باليد الأخرى عبر بيعهم كرقيق في سوق الدعارة وانتشرت فضائح صادمة عن بيع فتيات قاصرات أو تزويجهن قسراً من كهول أغنياء من الخليج العربي وكل ذلك جرى بشكل خاص في مخيمات اللجوء في الأردن ولبنان وتركيا وقامت الجمعيات " الخيرية "بدور " القواد " والسمسار الدولي في تلك الصفقات التي تمثل العار ليس على تلك الجمعيات فقط بل وعلى الدول التي تشغلها كواجهة إنسانية للتدخل السياسي والتأثير الاجتماعي وتمويل الإرهاب. فضحت الصحافة التركية المستقلة منذ عامين بالصور والوثائق الدامغة دور منظمة الهلال الأحمر التركي في دعم الإرهاب وبينت مقاطع الفيديو بشكل جلي كيف قامت السلطات أو المخابرات التركية باستخدام شارة الهلال الأحمر المحمية دولياُ كواجهة إنسانية لتمرير السلاح للمنظمات الإرهابية في سورية وخاصة منظمة القاعدة وتنظيم داعش تحت شحنات الأدوية وحليب الأطفال وعوضاً أن تعتذر تركيا عن ذلك قامت بإغلاق الصحف التي تحدثت عن الموضوع ووضعت المحققين والقضاة الذي وثقوا القضية قانونياً في السجن وصدرت بحقهم مع الصحفيين أحكاماً طويلة بتهمة تسريب أسرار الدولة التركية ... وصمتت المنظمات " الإنسانية " الدولية على الواقعه لأنها هي الأخرى بما فيها مجلس حقوق الإنسان مارس الدور ذاته في دعم الإرهاب ولو بأسلوب مختلف وكل ذلك صب في النهاية في صالح التحالف الدولي الداعم للإرهاب برعاية الثلاثي الشرير الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا . ما قامت به منظمة الهلال الأحمر التركي لا يختلف لا بالشكل ولا بالمضمون عما قامت به عشرات الجمعيات الخليجية والعربية التي عملت في مخيمات اللجوء وفي داخل سورية والعراق ولبنان فمعظمها قامت بالدور المكلفة به من قبل الدول المشغلة لها سواء بتمويل الإرهاب أو بتأمين اللحم البشري الرخيص لإشباع رغبات وشذوذ بعض الأغنياء في تلك الدول . وكل تلك الجمعيات لا تختلف من حيث السوية الأخلاقية مع شقيقتها الكبرى " اوكسفام " التي تحظى بدعم ورعاية الحكومة البريطانية فهذه الجمعية التي تضم /25/ ألف متطوع ويدعمها المجتمع البريطاني بما فيه " جلالة الملكة " استغلت وفق الصحافة البريطانية والتحقيقات الأولية المتعلقة بالجمعية استغلت الكارثة الإنسانية في جزيرة "هايتي " بعد الزلزال الذي دمرها منذ سنوات وخلف عشرات آلاف الأيتام من النساء والأطفال واستثمرت الجمعية أخلاقياتها الانكليزية للتحرش الجنسي بالأطفال الصغار وإنشاء ونشر بيوت الدعارة بما فيها دعارة الأطفال وطبعاً كل ذلك من اجل الإثراء على حساب الأم ومعاناة الأطفال الأيتام وأمهاتهم ... البارونات الانكليز كعادتهم أجادوا تمييع تلك القضية فوزارة التنمية الخارجية البريطانية هددت بوقف المساعدات للجمعية وعبرت عن خيبة أمل من المخالفات التي مورست تحت شعار العمل الخيري !!!! أما "مارك غولد ينغ " رئيس الجمعية فقد اعتذر و بما أن مارك اعتذر فقد طويت الآلام و معاناة آلاف الأطفال و لن تتحمل الجمعية و لا جلالة الملكة و لا حكومتها أية تبعات أخلاقية أو قانونية فقد اعتذر الانكليزي المتعجرف كما اعتذر رئيس وزراء بريطانية سابقا توني بلير عن مشاركته للحليف الأمريكي في إبادة ما يزيد عن نصف مليون مدني عراقي من الاطفال والنساء جوعاً و مرضاً بحجة محاربة ديكتاتورية صدام حسين و أسلحة دمار شامل تبين انها غير غير موجودة فذهب الضحايا إلى القبور و ما زال بلير باروناً محترما ً في مملكة صناعة الشر البريطانية . مخزن الشر البريطاني لا ينتهي عند أوكسفام و يكفي متابعة المسلسل الدموي لجمعية "الخوذ البيضاء " التابعة للاستخبارات البريطانية و الأفلام الملفقة والمدبلجة التي تنتجها بالتعاون مع تنظيم القاعدة "جبهة النصر" و غيرها من التنظيمات المتطرفة في سورية بغية إلصاق تهمة استخدام الأسلحة الكيميائية بالدولة السورية كمقدمة لمشغليها الانكليز و الأمريكان و الفرنسيين لاتخاذ إجراءات عسكرية تخدم مصالح هذه الدول في تفتيت سورية و المنطقة . ما قامت به أوكسفام " لم يمثل أية صدمة للمجتمع البريطاني إن هذه الجمعية أو المنظمة المعادية للإنسانية خرجت من رحم المجتمع البريطاني لكنها لا تمثل سوى رائحة المستنقع البريطاني العفن إما الأخطر فيكمن في "10 دواننغ ستريت " و في مقر الاستخبارات البريطانية حيث تحاك المؤامرات و الخطط لاستغلال واخضاع دول و شعوب العالم الثالث بلا كلل و لا أي شعور بالإنسانية واحدى الادوات المفضلة لذلك " اوكسفام " وشقيقاتها الشريرات .