2024-03-28 08:14 م

قواعد أمريكية دائمة لعزل مناطق أعالي الفرات

2018-02-19
تعمل الادارة الأمريكية على اخضاع الشريط الحدودي بين العراق وسوريا لسيطرتها الكاملة، عبر نشر قواعدها الثابتة على طول الحدود، حيث انشأت قواعد لحماية مصالحها الاستراتيجية في الجانبين السوري والعراقي، ما يوضح مساعي الامريكان للبقاء لأطول مدة في الدولتين، وعدم سحب قواته بعد الانتهاء من الحرب ضد عصابات داعش الاجرامية.
ويصرُّ الجانب الأمريكي على تثبيت قواته في منطقة أعالي الفرات المشتركة بين العراق وسوريا، فبعد قاعدة التنف التي اقامتها على الأراضي السورية، هنالك قاعدة في وادي القذف ضمن الأراضي العراقية.
وهو ما يعني بحسب مراقبين للشأن الأمني، ان المنطقة الحدودية بين القاعدتين لا تخضع إلا للسلطة الأمريكية.
وليس الأمريكان هم فقط من يخططون لهذا البقاء، بل ان حلف الناتو أكد انه يواصل وجوده في العراق الى اشعار آخر، بذريعة تدريب القوات العراقية…ويرى الخبير الأمني د. معتز محي عبد الحميد «ان الامريكان يتذرعون بوجود عصابات داعش الاجرامية لبقائهم، في حين انهم يخططون لتقسيم المنطقة بدءاً من سوريا».
وقال عبد الحميد لـ(المراقب العراقي): الامريكان والبريطانيون موجودون في قاعدة التنف السورية والقذف العراقية، وهم يحاولون ابعاد الشبهات عنهم عبر حديثهم انهم ضمن حلف الناتو الساعي لتدريب القوات العراقية.
وأضاف: واشنطن ترعى حلف الناتو، لذلك يتحججون بذلك الحلف للبقاء. موضحاً ان الجيش الأمريكي يريد الاشراف على الجيش العراقي للتهيئة لمرحلة الجديدة.
وتابع عبد الحميد ان «داعش ستنتقل الى اسلوب الذئاب المنفردة والضربات الموجعة الذي تستخدمه في اوروبا، تحت زخم اعلامي للإيهام بان المبادرة بيد داعش».
مؤكداً ان «بعض مناطق العراق موبوءة بالإرهاب، والأمريكان يريدون البقاء تحت أية ذريعة، كونه بقعة استراتيجية ويخططون لتقسيم المنطقة بدءا من سوريا».
من جهته، أكد المحلل السياسي كاظم الحاج، أن القوات العراقية اكتسبت خبرة ميدانية قتالية، وهي من تؤمن الحدود العراقية السورية، معتبراً ان الوجود الأمريكي هو تمهيد لخلق دولة عازلة بين العراق سوريا.
وقال الحاج لـ(المراقب العراقي) ان «مبررات وجود القوات الاجنبية ولا سيما الامريكية داخل الاراضي العراقية انتفت وذرائع تدريب القوات العراقية أو محاربة داعش غير منطقية».
وأضاف: القوات العراقية اكتسبت قدرة وخبرة قتالية ميدانية في مواجهة التحديات والأمريكان يصرّون على بقائهم في العراق لوقت طويل لأهداف (جيو- سياسية) تخص العراق والمنطقة، موضحاً ان «المستجد في الموضوع هو دعوة واشنطن للناتو للبقاء في العراق عبر قواعد تحت ذريعة التدريب، وقد أعلن الأمريكان هذا الموضوع من دون أخذ رأي الحكومة العراقية, وبهذا فان واشنطن تمهد لاحتلال جديد.
وتابع الحاج ان «واشنطن تلقي عبء وجودها على حلف الناتو، وتزيد الضغط على الحكومة العراقية، كما ان أغلب دول حلف الناتو ستدخل العراق ضمن خطة اعمار المناطق المحررة»، وكشف عن وجود «تشبيك مع شخصيات عراقية لفرضها في المشهد السياسي المقبل وهو ما سيكبل العراق اقتصاديا وسياسيا».
مبيناً ان «هذه القوات توجد في مناطق مهمة أعلنت فيها داعش كسر الحدود»، وأكد الحاج أن «القوات الأمنية والحشد الشعبي يسيطران على الحدود العراقية السورية، بينما تريد القواعد العسكرية الأجنبية كسر الوجود العراقي لتنفيذ ما فشل به الدواعش وإيجاد حدود مفتوحة واستخدامها في المرحلة المقبلة لإقامة دولة فاصلة بين العراق وسوريا في مناطق غنية بالنفط والغاز». لافتاً الى ان هذا المخطط سيؤدي مستقبلاً الى تهديد العراق بالتقسيم.وكانت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية قد ندّدت باستمرار الوجود الغربي، معتبراً أن من يظن أن أمريكا جاءت للمحافظة على الأمن والعملية السياسية فهو واهم.