2024-04-23 04:11 م

أمريكا تصطاد في الماء العكر

2018-02-18
بقلم: محمود الشاعر
نجحت أمريكا في إشعال الحرائق ونشر الفتن في كثير من دول المنطقة تحت شعار الديمقراطية والمطالب المحقة ، وأرادت بذلك الانتقام من كل نهج مقاوم يناصر القضية الفلسطينية ويدافع عنها ويحميها, ومنذ قيام الثورة الإيرانية التي رفعت شعار المقاومة وأعلنت دعمها للقضية الفلسطينية ومعاداتها للكيان الصهيوني الغاصب وأمريكا تحاول الضغط على إيران وإضعافها بوسائل عسكرية واقتصادية مختلفة لكنها فشلت في ذلك وكانت النتيجة أن قويت شوكة إيران وصار لها وزنها السيادي في ميزان القوى حيث يحسب لها ألف حساب وصارت المنافس القوي لأمريكا في السياسة والسلاح وتمكنت من لعب دور إقليمي ودولي بارز ولم تستطع أمريكا رغم تهديداتها المستمرة وخطاباتها المعادية لإيران من إضعاف الموقف الإيراني المقاوم لذلك لجأت إلى أساليبها الخسيسة في تدمير الشعوب ونشر الخراب فاستخدمت بعض المأجورين لزعزعة استقرار الدولة الإيرانية وإضعاف مؤسساتها ولجأت إلى أسلوب التحريض الداخلي واتبعت سيناريو التضخيم الإعلامي والتهويل والفبركات وهو السيناريو ذاته الذي تم إتباعه في بداية الحرب العدوانية على سورية لكن الشعب الإيراني تجنب الوقوع في مصيدة الفتنة الأمريكية ورفض بشدة زعزعة الاستقرار الداخلي لبلاده فكانت المظاهرات المليونية المطالبة برفض التدخل الخارجي بمثابة الصفعة الكبرى التي تلقتها أمريكا وأذنابها من أعراب وإسرائيليين وأظهر التعاطف الأمريكي المزيف مع جماعات الشغب ومثيري الفوضى في إيران الوجه الحقيقي لأمريكا الساعية دائماً إلى الصيد في الماء العكر بإثارة الحروب الكارثية داخل البلدان المستقرة خدمة لمصالحها وإرضاءً للكيان الصهيوني باعتباره المستفيد الأول من دمار دول محور المقاومة التي تشكل تهديداً مباشراً له في عقر كيانه الغاصب . كما حاولت أمريكا التستر بعباءة الإنسانية المصطنعة حين زعمت مندوبة واشنطن في الأمم المتحدة أنها حريصة على حقوق الشعب الإيراني وطالبت بمناقشة الأوضاع المستجدة في إيران في وقت تتعامى فيه أمريكا عن الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني من قبل العدو الإسرائيلي وتغض نظرها عن الإبادات الجماعية وأساليب الحصار والتجويع التي يتبعها العدوان السعودي بحق المدنيين الأبرياء في اليمن، لكن ما حصل في مجلس الأمن كان مخيباً للآمال الأمريكية حيث فشلت مساعيها الخبيثة للتدخل في إيران وأبدت المواقف هناك صحوة دولية تجاه المؤامرات التي تحيكها أمريكا ضد الدول المستقرة ووعياً سياسياً لأبعاد المخاطر التي تتسبب بها السياسة الأمريكية في العالم بقيادة رجل أحمق مشكوك في قواه العقلية مثل ترامب . 
*أمين تحرير صحيفة العروبة بحمص