2024-04-25 07:48 م

جولة تيلرسون: تهديدات وإغراءات واشعال ساحات

2018-02-16
القدس/المنـار/ أنهى وزير الخارجية الأمريكية تيلرسون جولة في المنطقة بمحطاتها الخمس، وهي القاهرة والكويت والاردن ولبنان وأنقرة، وفي هذه المحطات طرح الوزير الأمريكي الملفات التي حملها معه قادمة من واشنطن، من هذه الملفات ما يسمى بـ (صفقة القرن) بهدف تمريرها، وهي الصفقة التي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية.. في جولته حاول المسؤول الأمريكي "وهو البعيد عن طاقم جاريد كوشنير الذي يتولى الملف المذكور" جس نبض قيادات المحطات المذكورة ومدى امكانية قبولها، لأن واشنطن وحسب دوائر دبلوماسية تخشى فشل الصفقة التصفوية على الصعيد الاقليمي.
وهذا الخوف الذي تدركه واشنطن ترجمه تليرسون بدعوة القيادات التي التقاها في جولته للضغط على الشعب الفلسطيني وقيادته، وألقى خلال محادثاته "جزرة" محاولة واشنطن اعادة ترميم ما أفسدته تحركات الرئيس الامريكي ترامب.
مصادر خاصة ذكرت لـ (المنــار) أن جولة الوزير الأمريكي لم تحظ بأي نجاح قد يمنحه فرصة الاعلان عنه، لكنه، أعطى مؤشرات واضحة على ما تريده الادارة الامريكية، مطالب مخططا لها، بحاجة الى التنفيذ بالوكالة من الانظمة الرسمية، وترك لهذه الانظمة وقتل للدراسة والتشاور في أجواء ملتهبة استعرت بفعل القرار الظالم الذي أعلنه دونالد ترامب المتعلق بمدينة القدس.
وتقول المصادر أن نبرة الوزير الأمريكي في لقاءاته بالعواصم الخمس، كانت مزيجا من التهديد والنصح والاغراء، واللعب على وتر تهديدات العصابات الارهابية وتدهور الأوضاع الاقتصادية وما تخطط له اسرائيل من اعتداءات وأثمان الدعم الأمريكي للانظمة المذكورة.
في الاردن حذر تيلرسون قيادتها من الارهاب وحاضنته، والغضب الاسرائيلي من الموقف الاردني اتجاه القدس، مشيرا الى طرق منع الاقتصاد في المملكة من الانهيار وحجم الدعم المالي الامريكي المستأنف.
وفي الكويت، حذر الوزير الامريكي من الخطر الايراني "المزعوم" والدور الكويتي في الاستعداد لمواجهة هذا الخطر، شراء اسلحة ودفع أموال، وضرورة توحيد مواقف وجهود الدول الخليجية، ومناقشة مسألة المشاركة الكويتية في ملف اعادة اعمار العراق.
أما في مصر، فكان النقاش مكثفا تناول القرار الامريكي بشأن القدس والوضع الداخلي في مصر، والوضع في قطاع غزة، وما يجري في سيناء والدور المصري في اسناد التحركات الامريكية وتمرير صفقة القرن المشبوهة.
والمحادثات الأخطر كانت في بيروت، وان لم يرشح عنها كثيرا، الا أن المصادر ذاتها كشفت عن الوزير الامريكي طلب من القيادات اللبنانية أن لا تهدد أو تعارض ما تقوم به اسرائيل من بناء جدار على الحدود داخل الاراضي اللبنانية، ثم التحريض ضد حزب الله ومحاصرة المقاومة، أما الجزرة، فتمثلت باستعداد أمريكي لتقديم أسلحة للجيش اللبناني لا تشكل خطرا على اسرائيل وفتح مراكز التدريب الامريكية لاستقبال جنود لبنانيين.
المصادر أفادت بأن خطاب سعدالدين الحريري ركيزة النظام الوهابي السعودي أمام مناصريه، جاء متساوقا مع أهداف جولة الوزير الامريكي، حيث واصل التحريض على حزب الله والمقاومة في لبنان، تماما كما فعل رئيس الدبلوماسية الامريكية، وتخشى المصادر من فتن دموية قادمة في لبنان، بدعم أمريكي سعودي اسرائيلي، من خلال ارهابيين ومرتزقة ومشاركة من وكلاء تل أبيب والرياض وواشنطن في الساحة اللبنانية، لضرب الاستقرار في هذه الساحة واشغال حزب الله عن دوره المتقدم في مواجهة اسرائيل والمؤامرة الارهابية الكونية التي تستهدف تدمير الساحات العربية.