2024-04-20 10:23 ص

هل قرر عدم الالتزام بشروط الإفراج عنه: محمد بن سلمان يهدد الحريري

2018-02-06
نقل موقع "إيلاف"، المقرب من الديوان الملكي السعودية، أن محمد بن سلمان منزعج جدا من الصفعة التي وجهها له سعد الحريري بتقاربه مع تركيا وابتعاده تدريجيا عن السعودية، وهو ما يطرح تساؤلات حول ملابسات الإفراج عنه.

صحيح أن رواية احتجاز سعد الحريري في السعودية في الواقعة المشهورة ما عادت تخفى على أحد، لكن ثمة أسئلة لا أحد يملك أجوبتها القاطعة: هل أُفرج عنه بشروط أم إنه مطلق اليدين؟

تشير تقديرات صحفية لبنانية إلى أن مساحة تحرك الحريري منذ الثاني والعشرين من نوفمبر 2017  صارت أكثر اتساعاً، بدليل عودته إلى الحكومة بدل تثبيت استقالته منها، ولوحظ على أدائه تناغمه سياسيا في الكثير من المحطات مع حزب الله، واقترابه أكثر من ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل.

وما يمكن استنتاجه من هذا، أن الرجل تحرر بعض الشيء من التزام الخط السعودي المرسوم له لبنانيا، فربما شعر أنه ما عاد لديه ما يخسره في المملكة بعد تصفية معظم أعماله. وإن كان يحرص على التحدث بنبرة إيجابية عن السعودية، وحتى في بعض الأروقة الضيقة، لكن ما حصل مؤخرا بين الرياض وبيروت لا ينبئ عن أي تفهم سعودي لكل محاولات الاقتراب من "التيار الوطني الحر" ورئيسه جبران باسيل تحديدا.

وتتحدث تحليلات أن أبلغ رسالة قد تلقاها الحريري، ما نشره أمس موقع "إيلاف" السعودي، وجاء فيه أن سعد الحريري "يتجه نحو الخيار التركي ويبتعد عن المملكة"، وربط الموقع، نقلاً "عن مطلعين على الشأن اللبناني" بين زيارة الحريري الأخيرة لتركيا و"التموضع السنّي اللبناني في حضن تركيا الإخوانية"، علماً أن الحريري كان قد توجس من إبرام أي تفاهم انتخابي مع "الجماعة الإسلامية" في العاصمة والشمال وصيدا والبقاع، مخافة أن يؤدي ذلك إلى استفزاز السعوديين والإماراتيين والمصريين، وفقا لتقديرات صحفية.

ونقل الموقع عمن وصفه "مصدرا كبيرا" أن مسؤولاً سعودياً اتصل مؤخرا بوزير لبناني وأبلغه "أن هرولة الحريري إلى تركيا ستكلفه ثمناً باهظاً»، وأن تحالفه مع تركيا "لن يمر مرور الكرام" مع "حليفه (السعودي) وداعمه الأساس في المنطقة". وهدد المصدر نفسه الحريري بانقلاب "تيار المستقبل" عليه، وذلك في ظل ارتفاع الأصوات في "التيار الأزرق" من "أجل التغيير وإعادة تصحيح المسار ورفض التفاهمات مع "حزب الله" قاتل والده رفيق الحريري".

ونقلت تقارير إعلامية أن الإشارات السلبية التي تلقاها السعوديون حول مآل المصالحة بين الحريري وسمير جعجع زادت من حذرهم، رغم حرص رئيس "تيار المستقبل" على إشاعة أجواء إيجابية في الأيام الأخيرة حول "زيارات قريبة متبادلة" بينه وبين جعجع.

وإذا كان بعض زوار الرياض قد لاحظوا إهمال القيادة السعودية للبعد المالي للمعركة الانتخابية المقبلة، كما أوردت صحيفة لبنانية، فإن "شخصية سنية بارزة لم ينقطع التواصل بينها وبين الديوان الملكي السعودي، لا تستبعد أن تقول المملكة كلمتها في الرابع عشر من مارس"، وصولا ربما إلى نقل الدعم، السياسي وربما المالي، إلى حزب "القوات" بقيادة سمير جعجع، إذا قرر الحريري عدم التزام شروط الإفراج عنه.

ومع كل هذا، كما أشارت تقديرات صحفية، فلا قيمة لكل ما يرسم من احتمالات قبل أن "يحرر الحريري عائلته من المملكة"!