2024-04-16 08:33 ص

بعد شهر من ملاحقته.. الشهيد جرار مقاوماً حتى الرمق الأخير في اليامون غرب جنين

2018-02-06
نعت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس شهيدها أحمد نصر جرار الذي أُعلن عن استشهاده فجر اليوم الثلاثاء خلال عملية عسكرية للاحتلال الإسرائيلي في بلدة اليامون غرب مدينة جنين وتؤكد أنه قائد الخلية التي نفّذت عملية نابلس الشهر الماضي، والفصائل الفلسطينية تشيد بتجربة الشهيد جرار وتقول إنّه كان كابوساً لإسرائيل ويمثّل نهج المقاومة الأصيل.

ونعت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في بيان لها الشهيد أحمد نصر جرار الذي أُعلن عن استشهاده خلال عملية عسكرية للاحتلال الإسرائيلي في بلدة اليامون غرب مدينة جنين.

ولأوّل مرة تعلن كتائب القسام رسمياً أن الشهيد جرار هو "قائد الخلية القسامية" التي نفّذت عملية نابلس قبل أسابيع.

ونقلت وكالة وفا الرسمية عن مدير الارتباط العسكري في جنين قوله إن اشتباكات جرت خلال محاصرة قوات الاحتلال لبناء في بلدة اليامون، تخللها هدم سور وأجزاء من بركس واقتلاع أشجار زيتون.

ورفضت قوات الاحتلال تسليم جثمان الشهيد جرار للجانب الفلسطيني ونقلته إلى جهة مجهولة داخل الأراضي المحتلة عام 1948.

وقال محافظ جنين اللواء ابراهيم رمضان للميادين إنّ قوات الاحتلال سحبت جثمان الشهيد إلى مكان مجهول بعد عملية استمرت ساعات، مؤكداً أنّ الكل الفلسطيني على خطى جرار وأنّ الشعب سيبقى مقاوماً حتى تحرير فلسطين.
وبحسب اللواء رمضان فإنّ جنين ليست للتجربة الإسرائيلية والشعب الفلسطيني عصي على الانكسار. 

وكان جهاز الأمن الإسرائيلي "الشاباك" أعلن خبر اغتيال الشاب جرار المسؤول عن عملية نابلس الشهر الماضي والتي قُتل فيها الحاخام رزيئيل شيباح في مزرعة غلعاد.

وبحسب الشاباك، فإن جرار كان ناشطاً مركزياً في المجموعة المسؤولة عن الهجوم واختبأ في قرية يامون غرب جنين، وأوضحت وسائل إعلام إسرائيلية أن قوات الاحتلال طوّقت المبنى ودعته للخروج، لكن جرار خرج من المبنى مسلحاً ببندقية أم-16 وقاوم الاحتلال حتى لحظة استشهاده.

عائلة الشهيد: الخزي والعار للعملاء والمتخاذلين

ونعت عائلة جرار ابنها في بيان على صفحتها في فيسبوك وكتبت "بكل فخر واعتزاز وشموخ وكبرياء تزف لكم عشيرة آل جرار في فلسطين والمهجر ابنها الشهيد البطل ( أحمد نصر جرار ) الذي استشهد بعد اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال الصهيوني قبل قليل في بلدة اليامون غرب مدينة جنين".

وهاجمت العائلة من سمّتهم "العملاء والمتخاذلين" من دون توضيح المزيد من التفاصيل.

وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أنه وُجد على جثمان الشهيد حقيبة عبوات ناسفة، مضيفة "لم يُصب إسرائيليون في الحادثة".

ونفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات بالضفة الغربية وكثّفت من تواجدها العسكري في محيط قرى وبلدات محافظة جنين عبر نصب حواجز عسكرية بحثاً عن جرار خلال الفترة الأخيرة.

واقتحمت القوات الإسرائيلية مدينة جنين في 18 كانون الثاني/ يناير الماضي، وأردت الشاب أحمد اسماعيل جرار ابن عم الشهيد، وهدمت 3 منازل فيها، قبل الانسحاب منها.

جرار كان كابوساً لإسرائيل ويمثّل نهج المقاومة الأصيل

ونعت حركة المقاومة الإسلامية حماس الشهيد جرار وكتبت في بيان لها "نزف إلى شعبنا الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية القائد القسامي المجاهد أحمد نصر جرار، الذي ارتقى إلى العلا شهيداً فجر اليوم بعد مسيرة مطاردة ومقاومة".

وأكد البيان أنّ الشهيد هو "القسامي ابن القسامي الذي دوخ الاحتلال، وأربك أمنه، وأقض مضاجعه، ودعا الشعب الفلسطيني إلى مقاومة الاحتلال في الضفة للرد على جريمة اغتيال جرار وضرب جنود الاحتلال ومستوطنيه في كل شبر من فلسطين.
وأوضح بيان حماس أنّ الطريق طويل مع الاحتلال ومشوار التحرير لن ينتهي.

من جهتها نعت لجان المقاومة الفلسطينية الشهيد جرار، وقالت "نزف الشهيد البطل أحمد جرار الذي شكل كابوساً لكيان العدو ونموذجاً للشباب الحر المقاوم في فلسطين".

وفي بيان لها قالت لجان المقاومة إنّ الشهيد رسّخ معادلة جديدة في الصراع مع إسرائيل ومستوطنيه رغم المعوقات الكبيرة التي يفرضها التنسيق الأمني وقبضة أجهزة أمن السلطة الأمنية الثقيلة التي تقمع المقاومة في الضفة.
ودعت اللجان إلى تصعيد المقاومة المسلحة والانتفاضة الشعبية الشاملة.

كما نعت حركة الجهاد الإسلامي الشهيد جرار وقالت على لسان الناطق باسمها داوود شهاب إنه يمثل نهج المقاومة الأصيل والمعبّر عن طبيعة الظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الغاصب والمعتدي.
وكتب شهاب على صفحته في فيسبوك "هذا النهج سيتواصل.. لقد انتصر أحمد وهو يواجه أعتى الجيوش وكسر روحهم..وسيخرج من الشعب الفلسطيني من يسير على طريق أحمد النصر". 
وأضاف "إن صفحة الحساب لم تغلق بعد ولن تغلق إلا بطرد هذا العدو واقتلاع هذا الباطل بحول الله وقوته".

من ناحيتها قالت حركة الأحرار الفلسطينية إنّ الشهيد جرار مثّل أسطورة حيّة ونموذجاً متميزاً استطاع بمفرده كسر هيبة المنظومة الأمنية الإسرائيلية، ودعت لأن يشكّل استشهاده بداية مرحلة جديدة من مراحل انتفاضة القدس منتقدة التنسيق الأمني الذي تمارسه السلطة الفلسطينية مع السلطات الإسرائيلية بالضفة الغربية.