2024-04-18 11:48 م

الحريري يصفع السعودية بيد تركية

2018-01-31
مازالت المملكة العربية السعودية تتلقى الصفعات القادمة لها من لبنان الواحدة تلو الأخرى.. ولعل آخرها ما غرد به رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في أعقاب زيارة رسمية لأنقرة اليوم تلبية لدعوة رئيس الوزراء بن علي يلدرم.

وقال الحريري في إحدى تغريداته: "طلبت دعم الحكومة التركية لمشروعيّ تعزيز الجيش والقوى الامنية وخطة الاستثمار في البنى التحتية، وتشجيعها للقطاع الخاص التركي للمشاركة في خطة الاستثمار التي نتوقع ان يشارك القطاع الخاص بنسبة الثلث تقريبا في تمويلها".

تغريدة الحريري حملت الكثير برغم قصرها، خاصة وأن المعني بالأمر هي تركيا الدولة التي ترى فيها السعودية بأنها غير حليف في كثير من الملفات وخاصة أزمة حصار قطر... إلا أن الحريري دعا أنقرة لدعم الجيش والقوى الأمنية في لبنان، إضافة لدعم خطة الاستثمار في البنى التحتية، وتلك بحسب مراقبين عناصر كانت السعودية حريصة على عدم تدخل أي طرف فيها خاصة وإن كان هذا الطرف ليس من حلفائها...

رئيس الوزراء اللبناني الذي كان محتجزاً في الرياض قبل أسابيع أضاف تغريدة أخرى قال فيها: "عرضت مع الرئيس يلدريم خطة الحكومة اللبنانية لتعزيز الجيش والقوى الامنية التي ستطرح قريباً في مؤتمر روما، كما خطة الاستثمار في البنى التحتية التي ستعرض قريباً ايضا في مؤتمر باريس".

وكتب في تغريدة أخرى: "كانت وجهات النظر مع الرئيس يلدريم متطابقة في ما يتعلق برفض حكومتينا رفضاً قاطعاً للإعلان الاميركي للقدس عاصمة لإسرائيل".

وفي هذا بيان واضح من أن الحريري بعيد كل البعد عن التوجه السعودي فيما يخص قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل... حيث قادت المملكة حلف برفقة الإمارات تدعو فيه الدول العربية إلى قبول صفقة القرن وما تضمنته من اعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، هذا ما أكدته كثير من وسائل إعلام غربية حول الضغوط السعودية لإجبار رئيس السلطة الفلسطنية محمود عباس والضغط عليه للقبول بالصفقة وإما الرحيل.

حيث يتبين من حديث الحريري أنه يقف إلى جانب تركيا في مواجهة هذا القرار... فتغريدته حملت الكثير من الإصرار على الرفض القاطع للقرار الأمريكي... في تحدي ربما وصفعة قاسيه للملكة العربية السعودية...

وكانت صحيفة "الشرق" قد كشفت عن معلومات تفيد بأن  المملكة العربية السعودية تعمدت أن توصل لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري معلومات كاذبة تأكد بأن هناك عملية اغتيال لشخصه يتم التحضير لها، وأفادت المصادر أن السعودية أبلغت الحريري قبل احتجازه في الرياض بثلاثة أشهر أنه تم رصد تحركات لعملية اغتيال شبيهة بما حدث مع والده رفيق الحريري عام 2005.

المصادر أكدت للشرق أنه بعد مرور 3 أشهر من تسريب معلومة اغتيال الحريري قامت السعودية ومن خلال عناصرها في شعبة المعلومات التابع لقوى الأمن الداخلي اللبناني بتسريب معلومات مؤكدة لسعد الحريري بأنه مهدد وأن هناك تحركات لعملية اغتيال لشخصه.

المعلومات التي حصلت عليها الشرق من مصادرها في تيار المستقبل أكدت أن إقدام السعودية بإعلام الحريري حول عملية اغتياله كانت جميعها معلومات كاذبة إلا إنها مرت بمرحلتين:

المرحلة الأولى كان الهدف منها إرباك الحريري ودفعه لتوجيه أصابع الاتهام لحزب الله بأن الحزب يعمل على اغتياله، والدخول معه في صراع مفتوح، إلا إن الحريري اختار ضبط النفس للتأكد من صحة المعلومة لعدم إشعال فتيل أزمة لبنانية تدفع البلاد لحالة من عدم الاستقرار والفوضى.

المرحلة الثانية وهي دفع السعودية لعملائها في شعبة المعلومات التابع لوزارة الداخلية بإبلاغ الحريري بأنه مهدد، كان الهدف منها توثيق المعلومة الأولى التي أوصلتها المملكة قبل 3 أشهر من احتجاز الحريري وإشعاره بخطر حقيقي يحيط به مما يدفعه للهروب خارج لبنان والاحتماء بالسعودية.

المصادر أكدت أن كلتا المرحلتين لم تدفعا سعد الحريري لاتخاذ أي تحرك ملحوظ سوى بعض الإجراءات الأمنية المشددة، مما أفشل خطة السعودية بعدم هروب الحريري إليها خوفاً من الاغتيال، مما دفع السعودية لاتخاذ خطوة متهورة بدعوة الحريري إلى الرياض بشكل ودي لمناقشة بعض القضايا الاقتصادية ومن ثم احتجازه عنوة وإجباره على تقديم استقالته.