2024-04-25 02:33 م

فلسطين العربون والقضية

2018-01-20
بقلم: د. أنور العقرباوي
كان من البديهي إنعقاد المجلس المركزي الفلسطيني في دورة طارئة، على ضوء التطورات المستجدة على القضية الفلسطينية، وهكذا كان بغض النظر عمن اعتذر أو المكان! وإذ أن عقده يأتي بعد مرور قرابة السنتين على آخر اجتماع له (آذار 2005)، في الوقت اللذي يفترض له الإلتئام مرة كل شهرين، إلا أنه على ضوء التجارب السابقة وما صدر عنها من توصيات اللتي بقيت حبرا على ورق، فإن كل التوقعات كانت أن يأتي انعقاده هذه المرة على النحو اللذي يعزز من مكانته ومصداقية توصياته، بحيث تتناسب مع حجم الحدث، وترقى إلى مستوى التضحيات اليومية اللتي لا تتوقف ولا تنقطع. وإذا كان المجلس قد أقر في نهاية اجتماعاته من التوصيات، ماهي بحاجة حتى تصح التوقعات، إلى صلاحيات وآليات تواجه حجم التحديات في إتخاذ القرارات التنفيذية، فإن اللذي يستوقف كل ذي معني بالمصلحة العليا، ليس إعادة التأكيد على ما هو مفروغ منه وجاء في البيان، من عدم شرعية الإحتلال، وعدم التنسيق الأمني معه المرفوض وطنيا، أو التمسك بالمبادرة العقيمة اللتي لم تكن يوما أكثر من طوق للنجاة إزاء حالة العجز والهوان وتواطؤ الحكام، وإنما اللذي يستوقفنا ويهمنا جميعا لو صدقت النوايا، فهو في إعادة الإعتبار إلى منظمة التحرير الفلسطينية وكافة مؤسساتها، وتفعيل دورها في المطالبة بالحقوق الوطنية التاريخية للشعب العربي الفلسطيني وتقرير مصيره، اللتي أعادت له يوما هويته الوطنية الفلسطينية ودفعت بالقضية على كل الصعد العربية والدولية إلى صدارة الأحداث! وإن لم تكن "أوسلو" سوى السبيل نحو الصعود إلى الجبال (القائد الشهيد عرفات)، فإنه لا يمكن إزاءها أن تكون الغاية في إستجداء كانتونا مقطع الأوصال (السلطة الوطنية)، إلا أن تكون الإرادة قد شابها بعض من الإعياء، أو أنها تخفي عن جماهيرها ما تخشى عنه الإفصاح، وحينها فإنه من الشجاعة والحكمة والمسؤولية بمكان، أن تتنحى تلك الأطراف بكل إحترام، وأن تفسح المجال للأجيال الشابة الحالمة والمقاومة، أن تأخذ على عاتقها دفن أوسلو، وقيادة السفينة من خلال ممثلها الشرعي، وهي اللتي تدرك أن الجماهير العربية من حولها ما زالت على العهد، عندما تحملت أبشع الويلات في سبيل التمسك بعروبة فلسطين، وإلا لما دمر العراق ولما تآمروا على سورية، ولما جاؤا بإبن سلمان! أو أن تراوح مكانها القضية، حكرا على رؤية حفنة من الأقلية، اللتي لا تستند إلى الشرعية، حتى تغدو مزادا عند دعاة التطبيع والطائفية، وعربونا من أجل أن تبقى العروش، ولو كان الثمن دفن القضية! 
كاتب فلسطيني/ واشنطن