2024-04-18 09:03 ص

ماذا سأقول في مئوية جمال عبد الناصر؟

2018-01-19
بقلم: إيهاب الغربي 
يعجز المرء على إيجاد العبارات المناسبة للحديث عن رجل عظيم كجمال عبدالناصر.هذا الرجل الذي أجهز بالضربة القاضية في حرب السويس سنة 1956 على إمبراطوريتين بالتمام والكمال فرنسا وبريطانيا بعد أن تحداهما بتأميم القناة. إمبراطوريتين حكمتا العالم من القرن 17 إلى أن نجح جمال في إزاحتهما من الوجود..هذا الرجل الذي قاد سنة 1952 ثورة عظيمة وهي ثورة الضباط الأحرار ضد حكم أسرة محمد علي وآخر ملوكها فاروق والتي أنهت الإستعمار البريطاني لمصر ، ثورة كانت ملهمة لباقي الشعوب العربية فتلتها ثورة جبهة التحرير الجزائرية ضد الإستعمار الفرنسي والثورة العراقية ضد المملكة الهاشمية وعميلها نوري السعيد في العراق وثورة اليمن ضد حكم الإمام وصولا إلى ثورة الضباط الأحرار في ليبيا التي قادها معمر القذافي سنة1969. أما على المستوى العالمي، فقد مثلت ثورة 52 التي قادها جمال عبد الناصر مصدر إلهام لأحرار العالم فتبعتها الثورة الكوبية التي قادها فيدل كاسترو وتشي غيفارا سنة 1959 ضد حكم باتيستا وقد أكد كل منهما في أكثر من مناسبة أن عبد الناصر كان رائدا لحركات التحرر في العالم وسببا رئيسيا في اندلاع الثورة الكوبية . كما كان لناصر دور في ثورة باتريس لومومبا في الكونغو ضد الاستعمار البلجيكي والتي اندلعت في 1959 وانتهت باستقلال الكونغو سنة 1960.كما دعم عبد الناصر ثورات أخرى في القارة السمراء وفي كافة أنحاء العالم. يعتبر جمال عبد الناصر من مؤسسي حركة عدم الإنحياز التي تأسست في باندونغ سنة 1955 إلى جانب كوامي نكروما و جواهرلال نهرو وأحمد سوكارنو وجوزيف تيتو .وقد تصدت حركة عدم الإنحياز إلى طرفي الحرب الباردة الولايات المتحدة والإتحاد السوفياتي و مثلت خيارا بديلا لدول العالم الثالث لكي تنأى بنفسها عن الصراع بين الإمبراطوريتين. هذا هو بإختصار جمال عبد الناصر الرجل الذي لم تنجب الأمة العربية نظيرا له ولن تنجب.