2024-03-19 10:29 ص

كل عام وسورية منتصرة

2018-01-14
بقلم: محمود الشاعر
عام مضى وسورية الأبية تتوج ملكة على عرش انتصاراتها العظيمة وتثبت للعالم أجمع أنها قادرة على النهوض رغم سنوات من الحرب المدمرة التي أنهكت الجسد السوري وأرهقت شعباً صامداً سطر ببطولاته ملاحم العزة والإباء وحطم بتلاحمه "أسطورة داعش التي لا تقهر" بعزيمة جيش قوي أذهل العالم بانتصاراته ووضع للمعارك قواعد جديدة فكانت إنجازاته محط اهتمام كبار القادة حول العالم حيث نالت تلك الإنجازات العظيمة من غطرسة قوى العدوان وحطمت أوهامه في السيطرة على سورية وتقسيمها وشرذمتها . لقد أدركت تركيا بعد عام حافل بالنصر السوري أن جميع مساعيها قد خابت رغم الدور الخبيث الذي قام به نظامها الحاكم لزعزعة الأمن والاستقرار في سورية عبر الاستثمار الاقتصادي والسياسي والديني في الأزمة السورية ، ومن خلال تجنيد حثالات إرهابية مرتزقة تحت راية الجهاد المزعوم وليظهر للعالم بأنه الغيور على مصلحة الأمة العربية والإسلامية . كما لا يخفى على أحد ما قامت به أمريكا وعبر دعمها للتنظيمات الإرهابية من دور تخريبي أسهم في إطالة أمد الحرب في سورية ،فترامب صديق للكيان الصهيوني الغاصب وهو ملتزم بأمنه ومشروعه التوراتي المزعوم ويسعى لتدمير كل بلد عربي مقاوم يقف في وجه الكيان الغاصب ويدعم محور المقاومة وينطق بلغة القدس ويترجمها قولاً وفعلاً مقاوماً. أما أعراب الخليج الذين تآمروا على سورية ووضعوا المخططات وأنفقوا المليارات لتدميرها والنيل من كرامتها فقد ارتد كيدهم إلى نحورهم وغرقوا في مستنقعات خلافاتهم ينهش بعضهم بعضاً ويتبادلون التهم وكلهم متورطون بدعم الإرهاب ونشر شروره في العالم . واليوم ومع إشراقة عام جديد من النصر لا تكتفي سورية بتضميد جراحها وحسب بل ترفع راية القدس عالياً وتناصر انتفاضة الشباب الفلسطيني الذي يرفض وجود الاحتلال في أرضه ويأبى التبعية له ويعلن للعالم أن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية مهما كلف الثمن ورغم أنف المتخاذلين من الأعراب المتهافتين لإقامة أفضل العلاقات مع العدو الصهيوني والتنسيق الاقتصادي والثقافي معه والتخلي عن مضمون القضية الفلسطينية وصولاً لإنهاء الصراع العربي الصهيوني ودفن الحق الفلسطيني تحقيقاً لمصالحهم العفنة وحفاظاً على عروشهم المهددة . إن الكيان الإسرائيلي يدرك اليوم وأكثر من أي وقت مضى بأن الدرب باتت مفتوحة من دمشق إلى القدس وأن جيشاً مقاوماً ثبت في وجه أعتى الهجمات وأشرس المعارك قادر على المضي في دروب المقاومة حتى يعيد للقدس وجهها العربي ويعلن فلسطين أرضاً عربية حرة . 
*أمين تحرير صحيفة العروبة بحمص