2024-03-19 10:15 ص

دراسة: تنظيم "داعش" في سيناء يواجه تحدي البقاء

2018-01-13
واصل المركز العربى للبحوث والدراسات بالقاهرة، والذى تصدر عنه جريدة «البوابة»، إصداراته من الكتاب غير الدورى بعنوان «آفاق سياسية»، وتناول العدد 30، الصادر فى نوفمبر الماضي، عدة موضوعات حول القوى الناعمة المصرية، وأزمة الطبقة الوسطى فى مصر، وتطورات الأزمة القطرية ومستقبل مجلس التعاون الخليجي، وكذلك الثابت والمتغير فى السياسة الخارجية الأمريكية.

فيما تنوعت موضوعات العدد 31 الصادر فى ديسمبر 2017، بين الاهتمام بالتعداد السكانى لعام 2017، وقراءات حول الإرهاب فى سيناء وصورة مصر فى التقارير الدولية المهتمة بالإرهاب، وكذلك الوضع الليبي، ومسلمو الروهينجا، والنزاعات الانفصالية بين كردستان وكتالونيا، وأخيرًا حوار حول الانتخابات الألمانية.

كان أهم ما جاء بعدد ديسمبر الماضي، الدراسة المعنونة بـ«الإرهاب فى سيناء من منظور مآلات الحالة الإقليمية» للدكتور أحمد عليبة، وتناول فيها خلفيات التحولات الراهنة للجماعات الإسلامية، خاصة تلك الجماعات العاملة فى سيناء. 

وأكد «عليبة» فى دراسته أن المتغير الرئيسى فى ظل التحولات الراهنة، هو الاهتمام بالمواقع التى يشغلها فروع تنظيم «داعش» الإرهابى وإعادة تأهيلها على النمط الإقليمي، ومنها سيناء، والتى قد تشكل خطط تعزيزها وتهيئتها وفقًا لرؤية التنظيم بتحويلها إلى ملاذ بديل، ومن هذا السياق أوفد التنظيم فى ذلك الوقت للمرة الأولى أميرا عراقيا لقيادة فرع التنظيم فى سيناء يدعى أبوهاجر الهاشمي.

ويضيف «عليبة»: فى المقابل، من المتصور أن انحسار التنظيم فى المعاقل الأساسية أفقده الوجاهة التى تشكل أحد أهم ملامحه وبريقه، الذى جعله قبلة لتجنيد العناصر الوافدة، سواء من تنظيمات قائمة أو حدثاء تحت غواية تلك المظاهر، كما أن هناك تساؤلا رئيسا عن طابع الهيكل التنظيمى الجديد، فكيف يمكن أن تكون هناك فروع فى ظل غياب المركز؟ الأمر الذى يعنى أن هناك سيناريو حتميا، وهو تفتت التنظيم وتحوله لشظايا، واعتبار الفروع دويلات يحافظ فيها على بقائه من مرحلة الأزمنة.

ويتناول الباحث استراتيجيات هذه الجماعات الإرهابية للتهيئة، حيث اعترف «الهاشمي» بالتحديدات التى تواجه التنظيم فى سيناء وهى «التضييق والحصار والتواجد» الذى يفرضها الجيش المصرى فى إطار المواجهات هناك، وكشف عن عدد الاستراتيجيات التى يمكن أن يواجه بها تلك التحديات واعتمادها حالة الاستنزاف للجيش المصرى وليس كسب الأرض.

وكشف الباحث، أن التنظيم فى سيناء يواجه تحدى البقاء، كما هو حال أغلب فروع التنظيم فى المرحلة الحالية من الكثير من المناطق، وليس من المتصور أن تكون سيناء جاذبة للوافدين من المتنقلين والعائدين، فى ظل القبضة الحديدية التى تفرضها الدولة المصرية على مسرح العمليات فى سيناء.

وتأتى دراسة الدكتورة إيمان رجب، التى اهتمت بصورة مصر فى تقارير الإرهاب الدولية، لتؤكد أنه رغم ما يبذل من جهود على المستوى الداخلى فى مكافحة الإرهاب، من قبل قوات إنفاذ القانون فى شمال سيناء، وفى غيرها من المحافظات، ورغم حجم التأييد الشعبى لهذه الحرب، والذى عبر عن نفسه فى مليونية يوليو 2013، ثم فى الحملات الشعبية المؤيدة لهذه الجهود، إلا أن الدوائر السياسية والأكاديمية الغربية تتعامل مع الحرب على الإرهاب فى مصر، باستخدام مجموعة من المنطلقات الفكرية التى تقلل من أهمية هذه الحرب، ومن ناحية أخرى تشكك فيما إذا كان ما تواجهه الدولة هو إرهاب فعلًا، وهو ما يشكك فى شرعية ما تنفذه قوات إنفاذ القانون من سياسات للمكافحة.

وتأتى دراسة الباحث صلاح خليل، تحت عنوان «الفواعل فى الأزمة الليبية وجهود التسوية السياسية»، حيث تمثل القبائل الليبية إحدى محددات الصراع القائم بين القبائل من جهة والميليشيات من جهة أخرى، وبالنظر إلى الخريطة الاثنية والمناطقية تتوزع النفوذ والسلطة المبنية على الوزن القبلي. ويتوزع الفاعلين من الأزمة الليبية حسب الباحث كالتالي:

1- الأمازيغ، والذين يتمركزون فى المناطق الساحلية الغربية من ليبيا، بالإضافة إلى جبل نفوسة.

2- الجماعات الإسلامية، والتى سعت من طرابلس فى التوسع منذ إسقاط القذافى واستفادت من الدعم والفتاوى التى كان يقدمها الصادق الغرياني، وكسبت الكثير من الموالين والمؤيدين لها وهى تتبنى أيديولوجية متطرفة كالقاعدة وأنصار الشريعة من بنغازى وغيرها من الحركات الراديكالية.

3- تنظيم الدولة الإسلامية، والذى يتخذ من غرب ليبيا مركزا آمنًا لبناء قدراته القتالية.