2024-04-19 12:04 ص

إذا صدقت التسريبات مستقبل مصر في خطر

2018-01-12
بقلم: رابح بوكريش
قال الزعيم الأمريكي " أبراهم لينكولن " : " تستطيع أن تغالط قسما من الشعب كل الوقت ، وتستطيع أن تغالط كل الشعب في بعض الوقت ، ولكنك لا تستطيع أن تغالط الشعب كله في جميع الأوقات " .هذه الحقيقة كثيرا ما تفوت السياسيين العرب . ومثال سياسة مصر في ذلك صارخ ، إذ بعد أن كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن تسريبات تتحدث عن قبول نظام عبد الفتاح السيسي برام الله عاصمة لفلسطين بدل القدس. أراد النظام المصري أن يغالط الشعب المصري في هذه القضية !!. وتثور الآن في مصر زوبعة هوجاء بمناسبة تفطن الرأي العام المصري لفضيحة تعتبر من أفضح الفضائح التي عاشتها مصر في السنوات الأخيرة ، وذلك عندما ان نشر تفاصيل عن التسريبات ، إذ يتضح أن هناك تعليمات من ضابط مخابرات لإعلاميين بشأن معالجة ملف القدس إعلاميا من خلال التركيز على أن "موقف مصر يجب أن يظهر كما الدول العربية الأخرى، مناهضا لقرار الرئيس الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة، وإعلانه الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، في حين أن ما هو مهم بالنسبة لنا إنهاء معاناة الفلسطينيين عبر حل سياسي يتمثل برام الله بدل القدس عاصمة لفلسطين . في كل الأحوال لقد انهزم النظام المصري في واجهتين : الأولى كيف ستصبح مصر إذا صدقت هذه التسريبات . والثانية أن مصر ستفقد عند الرأي العام العربي دورها فيما يتعلق بالقضايا العربية أي تنتهى زعامتها للأمة العربية . إن محاولة النظام المصري البائسة في منع الشعب المصري من الاطلاع على الحقيقة تشكل دليلا آخر على أن النظام المصري لا يفكر على الاطلاق في مصالح الشعب الفلسطيني . على كل حال أن ساعة العبارات الجوفاء التي تقال عن القضية الفلسطينية من طرف النظام المصري والإجراءات المحتشمة فيما يتعلق بمساعدة الفلسطينيين على الوحدة بين الفصائل قد انقضت إذا صدقت التسريبات . ولا يجب أن يغيب عن الأذهان هنا أن هذه التسريبات قد اعطت فرصة نادرة للإرهابيين للقيام بأعمال إرهابية جديدة ومتنوعة وذلك باستعمال هذه التسريبات لتجنيد الشباب في صفوف الإرهابيين . اننا نحب الشعب المصري ويؤسفنا أن يصل نظامه الى الحد الذي يريد البعض عنده ان يجعله تحت رحمة العربية السعودية والامارات العربية وأمريكا . ماذا اقترف الشعب المصري حتى يصاب بهذه الضربة ويتعرض لهذه المعاناة من البلاء الخطير ، وعشرات من القتلى وربما المئات من الجرحى كل يوم تقريبا . اننا نأمل أن يبرهن النظام المصري على أن هذه التسريبات مفبركة وليس عن طريق بيان " السلطات المصرية تكذب ، ما ورد في تقرير الصحيفة الأميركية قائلة إنه "يتضمن ادعاءات، وتسريبات مزعومة لشخص مجهول" حتى لا تغرق مصر في بحر من الدماء . ومهما كانت الحقيقة في هذه التسريبات فإننا لا نستبعد وجود مخطط يهدف الى اشعال نار الفتنة في مصر.