2024-03-29 05:53 م

ميدل ايست مونيتور: الإمارات تسعى للسيطرة على نفط حضرموت

2018-01-09
أكد موقع ميدل ايست مونيتور، أن أبوظبي تسعى جاهدة للسيطرة على النفط في محافظة حضرموت شرقي اليمن، مشيرة إلى أن المدينة تعتبر من أكبر محافظات اليمن وأغناها بالنفط. وأوضح الموقع البريطاني أن الإمارات لديها طموح كبير في التحكم بسيادة اليمن وقراره دون النظر إلى وجود حكومة شرعية للبلاد.

ونبه الموقع إلى أن الإمارات استدعت حاكم حضرموت اللواء فرج سالمين البحسني الذي غادر المكلا إلى أبوظبي في ديسمبر الماضي، مع اشتداد القتال على الساحل الغربي وفي شبوة والبيضاء، إلى جانب اشتباكات عنيفة في نهم وصنعاء، والجوف، مؤكدا على أن دولة الإمارات استفادت من دورها في تشكيل ما يسمى بـ "قوات النخبة الحضرمية" التي حررت المكلا من سيطرة القاعدة في أبريل من العام قبل الماضي، في تعزيز نفوذها في المحافظة؛ حيث سيطرت على موانئها وأنشأت مراكز اعتقال لاحتجاز المئات من المدنيين المعارضين لمشروعها.

وأشار ميدل إيست مونيتور الى أن تحرك الإمارات في محافظة حضر موت، يأتي في إطار محاولاتها للهروب من الضغوط الدولية، عقب انتهاكات لحقوق الإنسان في المناطق التي تسيطر عليها أبوظبي في محافظات اليمن، وخاصة إنشاء 18 سجناً في المحافظات المحررة، وبالأخص في عدن والمكلا، والتي شملت عمليات تعذيب”، على حد زعمه.

ويقول التقرير، إن خطوات الإمارات تأتي بعد نشر تقارير عن انتهاكات الإمارات لحقوق الإنسان باليمن، لتبدو وكأنها تستجيب لما نشر في الصحافة. ولفت التقرير إلى أن تقارير أخرى تفيد بارتكاب الإمارات عمليات تعذيب واختطاف، بحق مواطنين ونشطاء، كما تُتهم الإمارات أيضاً بإضعاف شرعية الرئيس هادي وحكومته في المناطق الجنوبية، التي تسعى للانفصال عن اليمن.

التحرك خارج الشرعية
وأوضح التقرير أن لقاء جمع بين المسؤولين في أبو ظبي واللواء البحسني، وهذا اللقاء لم يضم أي مسؤول أو ممثل عن وزارة النقل التابعة لحكومة عبد ربه منصور هادي المنفي في السعودية، حيث أمرت سلطات أبو ظبي بفتح طريق أمام طيران الاتحاد إلى مطار الريان بمدينة المكلا. كما شملت زيارة البحسني اجتماعات مع مسؤولين من قطاعات الطاقة والصحة والنفط والبتروكيماويات المحلية بهدف تنسيق تحسين الخدمات في جميع هذه القطاعات.

 ودعا البحسني الشركات الإماراتية للاستثمار في حضرموت، مشيرا إلى أن الظروف مواتية الآن لجميع المستثمرين وقال إنهم سيحصلون على الرعاية الكاملة من السلطة المحلية في المحافظة.

وحول ما وصلت إليه الإمارات من تدخل في القرار السيادي اليمني، قال التقرير، إن الإعلان عن افتتاح المطار جاء من أبوظبي وليس من عدن، وجاء على لسان مسؤول غير يمني وليس رئيس الوزراء اليمني.

ونقلت مصادر محلية ان السجناء المحتجزين في الريان نقلوا إلى السجن المركزي في المكلا وسط إجراءات أمنية مشددة. وحسب التقرير فإن تصرفات أبوظبي توضح إلى أي مدى تكمن تدخلات دولة الإمارات العربية المتحدة في القرارات السيادية للحكومة اليمنية.

انتهاكات حقوق الإنسان
وأوضح الموقع أن الإمارات ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان في المناطق التي تسيطر عليها في اليمن، حيث أنشأت 18 سجناً في المحافظات المحررة، وبالأخص في عدن والمكلا، والتي شملت عمليات تعذيب؛ حسب تقرير لوكالة اسوشيتد برس في يونيو الفائت.

ويقول الموقع إن خطوات الإمارات جاءت بعد أشهر من نشر الوكالة للتفاصيل، لتبدو وكأن الأمر لا يتعلق بالتقارير عن انتهاكات الإمارات لحقوق الإنسان باليمن. ولفت إلى أن افتتاح طريق جوي بين أبوظبي والمكلا لرحلات الاتحاد للطيران يهدف للحد من غضب سكان حضرموت على إغلاق المطار. وعلاوة على ذلك، لم يسمح لليمنيين بدخول الإمارات العربية المتحدة منذ ثلاث سنوات تقريباً.

وفي إطار ترتيبات دولة الإمارات العربية المتحدة لحضرموت أعلنت سلطات الإمارات عن منحة بقيمة 100 مليون دولار لتعزيز الخدمات الأمنية والعسكرية في المحافظة ودعم البنية التحتية وخاصة في قطاعي الكهرباء والصحة اللذين يتدهوران بشدة، لافتا إلى أن قبائل يمنية كبيرة قد حضرت الاجتماع مثل قبائل المناهل والكثيري والأميري.

 ويشير الوجود القبلي على هامش زيارة المحافظ إلى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أن أبوظبي حريصة على تعزيز نفوذها في حضرموت في المستقبل من خلال الاستفادة من الروابط الاجتماعية القائمة. ما هو أكثر من ذلك، تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة للسيطرة على وادي حضرموت، على الرغم من أن 18 مديرية بالمحافظة خارج نفوذ دولة الإمارات العربية المتحدة.

ضغوط إماراتية
ويبدو أن التحرك الإماراتي المتسارع في حضرموت قد استقر على أهم محافظة من حيث الموقع والثروة، تحسبا لأي ترتيبات أخرى للسلطات الشرعية أو القوى الإقليمية فيها. وتظهر تلك المساعي الإماراتية في حضرموت مدى انتهاك أبوظبي للسيادة اليمنية وتجاهل الحكومة الشرعية.

وفي نفس السياق، كشف مسؤول في السلطة المحلية بمحافظة حضرموت شرق اليمن، أن هناك ضغوطا قوية تمارسها الإمارات للقبول بتأجير مطار الريان الدولي وتوقيع عقد آخر لإدارة ميناء المكلا من قبل موانئ دبي.

 وأوضح المصدر أن القوات الإماراتية المتواجدة في مدينة المكلا عاصمة حضرموت والتي تتخذ من مطار الريان مقراً وقاعدة عسكرية لها وسجنا سريا لمعارضيها، تمارس ضغوطاً قوية على السلطات الحاكمة في المحافظة بهدف توقيع عقد تأجير مطار الريان الدولي لصالح شركة "الاتحاد للطيران الإماراتي" التابعة لحكومة أبوظبي.