2024-03-19 11:49 ص

عشرة أسباب وراء قرار ترامب بشأن القدس

2017-12-13
بقلم: د. جودت مناع

يشكل قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بشأن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس اعترافا واضحا بالمدينة المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني وهو ما نقل الصراع الفلسطيني إلى الصدارة وتعاظم المعارضة الدولية لهذا القرار.

وبعيدا عن الجانب القانوني وتداعيات هذا القرار في فلسطين المحتلة خاصة والعالم عموما، فإن طبيعة تسلسل الأحداث تدعم نظرية الحرب ضد الإسلام التي وسمت بتسمية “مكافحة الأصولية الإسلامية”.

هذه الحرب كانت نتيجة لسياسة الولايات المتحدة بدءا من مؤتمر “آيباك” الذي عقد في واشنطن عام 1990 وقمت بتغطيته صحفيا آنذاك حيث أعلن دك تشيني، وزير الدفاع الأمريكي في ذلك الوقت عن عدد من الأهداف المفترضة للقضاء عليها.

لقد أعلن تشيني آنذاك بوضوح عن تفكك الاتحاد السوفياتي السابق لكمه حدد اهدافا أخرى هي أسلحة الدمار الشامل المزعومة في العراق و”الأصولية الإسلامية” المزعومة التي تعاظمت في افغانستان بدعم إدارات أمريكية سابقة وبعض الأنظمة العربية  لمواجهة الوجود العسكري السوفياتي في أفغانستان وأدت إلى دحره عن ذلك البلد إلا أن تلك الجماعات الإسلامية التي صنعتها واشنطن وحلفائها بقيت تعمل هناك.

وبعد إعلان تشيني جاء إعلان رايس قبل خمس سنوات من “الربيع العربي” التي دعت من نفس المنبر “آيباك” المؤسسة الإسرائيلية المنظمة للعلاقات الأمريكية اليهودية في الولايات المتحدة التي تقف وراء خطط للسيطرة على 7 دول عربية من خلال ما أسمته رايس نشر الحرية والديموقراطية فوتحرير شعوب الشرق الأوسط ومن هذه الخطط خطة اوديد يونين إبنا حكم الصهيوني بيجن.

الحرب ضد الإسلام تدحرجت نحو الشرق الأوسط بعد إعلان وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس عن مشروع الفوضى الخلاقة الأداة التي بها ستحقق ما بسمى ب “الشرق الأوسط الجديد” لطالما روج لها القيادي الصهيوني في كيان اسرائيل شمعون بيرس.

وهكذا نضجت الفكرة وخطط لتنفيذها وأدواتها فهي تحتاج لتدريب الأفراد والتمويل والسلاح على المدى البعيد لتحقيق الأهداف واستراتيجية الولايات المتحدة وإسرائيل.

وبالفعل شنت الولايات المتحدة عدوانها على العراق وبعد القضاء على نظام الرئيس الراحل صدام حسين بدأت الإعداد للهدف الثالث وهو ما أسمته “الأصولية الإسلامية” التي ظهرت في العراق وسوريا.

ومع مضي الوقت والشكوك التي رافقت حملة “داعش” بدأت تتكشف أسرارا فاجأت المحافل السياسية وأبرزها أن الولايات المتحدة وإسرائيل تقفان خلف الجماعات المسلحة التي سعت لتدمير ما لم يدمره العدوان الأمريكي على العراق ثم التوسع في تلك الحرب نحو سوريا.

كل ذلك خدمة للكيان الصهيوني وتوطئة لبسط نفوذه باحتلاله المنطقة العربية الممتدة بين النيل والفرات على مراحل بعد تدمير البنية التحتية للعراق وسوريا وتهجير شعبيها وانتقال هذه الجماعات إلى سيناء كأداة لتنفيذ تلك الاستراتيجية.

ويبدو أن تدخل روسيا وتغير الموقف التركي اعترضا خطة الولايات المتحدة ورافق ذلك اشتباك سياسي اقليمي وأزمات سياسية وأمنية متلاحقة في سياق سباق محموم بين الدول الضالعة في هذه الحرب القذرة لجني ثمار الحرب.

من هنا جاء السبب الأول والأبرز لفكرة ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني امتدادا للحرب على “داعش” صناعة الولايات المتحدة وإسرائيل دون الخوض في تفاصيل أخرى أشد خطورة.

فما هي الأسباب العشرة الأخرى؟

ثانياً:  رد فعل ترمب على رفض الرئيس محمود عباس اقتراح أبو ديس عاصمة لفلسطين، الذي عرضه صهره كوشنير على الأمير بن سلمان والذي عرضه الأخير على عباس.

ثالثاً: انهيار القوة العسكرية العربية بعد تدميرها في العراق، سوريا، ليبيا، اليمن وسبقها تقسيم السودان ثم إضعاف النفوذ المصري بخلق ظروف تفقده قيادة العالم العربي بعد تغير ميزان القوى في المنطقة العربية.

رابعاً: شق وحدة مجلس التعاون الخليجي بخلق نواة صراع أخرى بين السعودية وقطر برغم تحالفهما مع الولايات المنحدة بزعم وقف تدفق الأموال للجماعات الإرهابية العابرة للحدود وهو ما فضحه وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم الذي تحدث صراحة عن دور سعودي كشريك لبلاده في تنفيذ إملاءات أمريكية في عدد من الدول العربية.

خامساً: ضعف الموقف الفلسطيني بسبب الانقسام وضعف المساندة العربية الحقيقية المنشغلة بحروب بالوكالة والنفوذ الذي تلقته السلطة الفلسطينية  من الولايات المتحدة بفرض التنسيق الأمني لمنع مقاومة الاحتلال وهو ما صرح به صراحة اللواء ماجد فرج، مسؤول المخابرات الفلسطينية لمجلة “دفينس مجازين” الأمريكية عندما أشار لمنع نحو 200 عملية ضد جيش الاحتلال. كذلك أوهمت الإدارة الأمريكية الرئيس عباس أن ترمب يعد لما أسمته “صفقة القرن” التي كانت مجرد سراب لخدمة الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط.

سادساً: استنفاذ الخزينة السعودية من خلال دفعها للحرب على اليمن ثم توظيف نحو 480 مليار دولار لصالح الولايات المتحدة بطريقة أو بأخرى ما أدى إلى تجفيف موارد أي مساعدات سعودية مفترضة لدول عربية بما في ذلك خلق أزمة داخلية بعد قيام بن سلمان بتوقيف قامات اقتصادية كبيرة للاستحواذ على بعض أموالها بدعم من ترمب الذي لا يرغب بوجود محافظ اقتصادية خارج الخزينة السعودية ليسهل على نفسه المطالبة بها رسميا.

سابعاً: سعي الولايات المتحدة لتضخيم النزاع الطائفي بين كل من السعودية وايران ونضوج هذا الصراع لمرحلة متقدمة قد تقود هما إلى مواجهة عسكرية برغم كل المكونات المستجدة داخليا وخارجيا.

ثامناً: ونتيجة للصراع الطائفي بين السعودية وايران والمواجهة العسكرية بالوكالة في اليمن والعراق وسوريا فقد وسمت السعودية حزب الله ب “الإرهاب” وذهب وزير خارجيتها الجبير لاعتبار حركة “حماس