2024-03-28 08:53 م

عبثية ترامب الأخيرة فاجرة ومتفجرة

2017-12-13
بقلم: بسام عمران 
تساؤلات متعددة الأشكال والألوان أثارتها عبثية ترامب رئيس الويلات الأمريكية بإطلاقه صافرة نهاية مسرحية عملية السلام عندما أصدر قراره بنقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس محاكيا بذلك عدوانية الصليبيين واحتلالهم لهذه المدينة الرمز عند كل الديانات السماوية ( إسلامي و مسيحي و يهودي) وهذا النقل شكل طعنا في قلب الأمتين العربية والإسلامية لذلك هب أبناؤهم للتعبير عن رفضهم لهذا القرار الذي جاء كنتيجة لتململ العبيد في بلاد أعراب النفط و الغاز بين تيه الوعود الصهيوأمريكية و بين محاولاتهم إزاحة عباءات العبودية عن كاهلهم المنتظر أن تحقق خناجر الإرهاب بعض ما أوكل إليها من أهداف تخدم أسيادهم في واشنطن و تل أبيب. إن هذه العبثية الفاجرة و المتفجرة تتجاوز مفاصل المفاهيم السياسية والشرعة الدولية كونها تطال مدينة تشكل رمزا مؤطرا بقدسية مكللا بإرث حضاري مازالت عناوينه تصدح في حاضر الأمة العربية التي ميزها التاريخ بأنها تمتلك ناصية الصبر و تثب فوق صقيع الانتظار.. لهذا رحل الاحتلال الصليبي و المغولي و العثماني والأوروبي عن أرض يطوي شعبها المسافات و يصنع للزمن فضاءات من تأملات الانتصار التي بدأت ملامح التلاحم بين أبناء الأمة ترسي آفاقا جديدة لكل دول العالم بشرقه وغربه لتتكامل معاني الحاضر مع نداءات المستقبل . إن هذه العبثية الأمريكية لم تنسج مفرداتها من وهم وعد بلفور ولا من رصيد سياسي تعفن منذ أكثر من سبعة عقود أي منذ المراوغة الأمريكية المحملة بعناوين اتفاقيات السلام بل نسجت من رحم جريمة اغتصاب فلسطين و تشريد شعبها بإقامة الكيان الصهيوني .. إذن لماذا هذا التوقيت في إصدار هذه العبثية المسماة ( صفقة القرن)..؟. التي يجب على الدول العربية والإسلامية ودول العالم و لاسيما التي ناصرت القضية الفلسطينية برفضها لهذا القرار العبثي ومن المأمول ترجمة هذا الرفض بتهديد المصالح الصهيوأمريكية و كحد أدنى عدم التعامل بالدولار الذي بات اليوم يشكل مقصلة للاقتصاد العالمي فهل ستعمل هذه الدول على وقف زحف الانحرافات الأمريكية في زمن كثرت فيه الالتواءات و غطرسة القوة ..؟!. المشكلة ليست مجرد نقل مكان السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس كما تحاول الفضائيات المتأمركة بثها لتقزيم أبعاد هذه المشكلة وإيجار أعذار للحلف الصهيوأمريكي ولأعراب النفط و الغاز بل هي في استهداف قلب القضية المركزية للعرب (مسلمين ومسيحيين) و ضرب قرارات الأمم المتحدة و مجلس أمنها عرض الحائط لتؤكد الإدارة الأمريكية للعالم أنها هي القانون والشرعية الدولية وعلى الجميع الخضوع لتلك الإرادة لتخلق هذه العبثية أجواء جديدة مفتوحة على كل الاحتمالات المستقبلية ولاسيما في منطقتنا العربية التي و بكل تأكيد لن تنحصر في هبة الشعب الفلسطيني ضد قرار ترامب وسلطات الكيان الصهيوني التي توجت تصنيعها للتنظيمات الإرهابية ووظفتها لإشغال العرب بالاقتتال فيما بينهم ولاسيما في سورية والعراق بل ستكون لها تداعيات تخلق مخرجات مفاعيلها المرتبطة والمترابطة ما بين الداخل الفلسطيني و بين الشارع العربي و خاصة في ممالك ومشيخات أعراب النفط و الغاز التي تسعى رغم هذا الطعن المتعمد للمقدسات لإقامة أفضل علاقات التعاون مع الكيان الصهيوني مشكلة انحرافا ليس بجديد فقد دون التاريخ مثيلات له إبان الاحتلال الصليبي و العثماني و الأوروبي ..فمن المؤلم حتى أنين التوجع وجود بعض العرب يزعمون أن وجودهم فوق كراسي عروشهم مرتبط بعدوهم الذي ما فتئ يحاول نفيهم إلى خارج الزمن صحيح أن هذه العبثية نسفت كل قوانين الشرعية الدولية و لكن تبقى لتضحيات الشعب العربي عامة و الفلسطيني خاصة اعتباراته الممهدة للارتقاء جميعا الى مستوى المسؤولية المناطة أولا بكل أبناء العروبة مستلهمة من إرث نضال أجدادها جديد العزم والمضاء واستنهاض الهمم لصد هذا الحيف الذي يتجدد اليوم على لسان رئيس و ساسة الويلات المتحدة الأمريكية المتحالفة مع الكيان الصهيوني إلى حد التماهي بإعلان صفقته التي أسماها (صفقة القرن) و الحقيقة أنها صفقة أصحاب قرون النعاج