2024-04-25 12:45 م

ليس المطلوب ركوب الحصان الايراني على الأرض السورية

2017-12-09
بقلم: حاتم استانبولي
جميل النمري يكتب مقالا في (جريدة الغد الأردنية) تحت عنوان مرحبا فيلق القدس في هذا المقال يقترح جميل النمري ان يقوم الاردن بالتسهيل لفيلق القدس وحزب الله بالتواجد على بعد 20 كلم من الحدود في الجولان . وهذا الموقف سيقلب الطاولة برايه . السؤال لجميل النمري ولمن دفعه بالكتابة لتكون رسالة ولكن ليس هكذا تورد الأبل يا جميل . لماذا الجولان اليس اولى ان تكون القدس اولوية للجيش العربي الأردني التي خسرها بعدوان ال67 . اليس اولى ان تعاد صياغة العقيدة القتالية للجيش العربي الأردني لتكون القدس اولوية خاصة ان الاردن هي عهدة هاشمية اردنية ؟ المطلوب ليس ركوب الحصان الايراني على الارض السورية من اجل الرد على موقف الادارة الامريكية . ما قبل توقيع ترامب على القرار ليس كما بعده . التوقيع على ان القدس هي عاصمة للدولة اليهودية على قاعدة الرواية الدينية هذا يعني ان حدود الاشتباك انتقلت من اسوار القدس الى بوابات عمان بالمعنى السياسي وان الدولة الاردنية هي اصبحت على جدول اعمال الحكومة الأسرائيلية ومهندسين سياستها الثنائي مايك بنس نائب الرئيس وكوشنير زوج البنت , هذا الثنائي التي تجمعهم الفكرة الدينية التي تؤمن ان اليهود لهم حق الهي في فلسطين والقدس وهذا يعني ان مرحلة ما بعد الأعتراف ستكون مرحلة التهويد الكامل وسقوط فكرة الدولة الفلسطينية وسيفتح باب التعاطي العملي مع الفلسطينيين على انهم مشكلة سكانية وهنالك مكان واسع لدى الاردن لاستيعاب هذه المشكلة . هذه الرؤية تضع الدولة الاردنية ونظامها تحت المجهر وفي غرفة العمليات الطارئة لعمل جراحات تجميلية ضرورية للتعاطي مع مرحلة ما بعد القرار . التعاطي يكون باعادة تموضع الموقف الاردني من خلال اعادة النظر بالمواقف والسياسات برمتها واولها اعادة النظر باتفاقية وادي عربة والضغط على السلطة الفلسطينية لاعادة النظر باتفاقية اوسلو والتنسيق المشترك لمجابهة المرحلة القادمة . التعامل مع التطورات بعقلية الأبتزاز والأنتهازية السياسية لا يوصل الى نتيجة وانما يبقي الموقف في حالة الدوران حول الذات . الأردن يملك من المقومات والطاقات ما يؤهله لخوض المجابهة المباشرة وليس بحاجة ان يواجه من خلال استخدام الورقة الأيرانية . الأردن يمكنه المواجهة من خلال تفكيك المنظومة العسكرية والسياسة الأمريكية على اراضيه والطلب منهم مغادرتها. استمرار وجودهم هو عبىء وخطر على الدولة والنظام السياسي والتهديدات المبطنة التي وردت في كلمة ترامب وصلت لكل من عمان ورام الله . المجابهة تكون وطنية اردنية من خلال موقف يحصن الجبهة الداخلية ويفك ارتباطاته مع السياسات الأمريكية والأسرائيلية التي اصبحت تشكل خطرا حقيقيا على الدولة الأردنية ومكوناتها . الأردن لا يلزمه فيلق القدس ففيه ما يكفيه من الفيالق المقدسية المستعدة للدفاع عن القدس وفلسطين وعمان والأردن اذا كانت هنالك ارادة سياسية حقيقية للمجابهة . وعندها سترى الدعم السياسي من العديد من الاصدقاء بما فيهم الايرانيون والروس وحزب الله والأهم الجيش العربي السوري الذي يجب ان ياخذ قرارا بدعمه ووقف استنزافه هكذا تقلب الطاولة . هذه المرحلة تتطلب مواقف تاريخية بوزن الحدث وليس مواقف سياسية انتهازية . ليس هكذا تورد الأبل يا جميل النمري .