2024-04-24 02:24 ص

هلا استكملت حلقاتها حتى تميط "الوهابية-الصهيونية" اللثام عن حقيقتها

2017-12-06
بقلم: أنور العقرباوي
تتسارع الأحداث هذه الأيام على وتيرة قل من قبل مثيل لها، وكأنها تشي بأن هنالك في الخفاء ترتيبات يتم على عجل الإعداد لها، ولم يتبقى منها سوى اختيار اللحظة المواتية للبوح عنها! وإذا كان من غير اليسير الوقوف عند حقيقتها، فلربما أنه ليس من العسير التكهن بها، إذا ما توفرت القناعة بترابط الأحداث مع بعضها البعض، إضافة إلى حسن قراءتها! من واشنطن تناقلت الأخبار نبأ عزم الرئيس الأمريكي الإعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني عندما سيتم نقل السفارة الأمريكية إليها، على الرغم من سلسلة القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي واللتي كان أبرزها من ضمن سبعة قرارات أدان فيها المجلس محاولة الكيان الصهيوني ضم القدس الشرقية، وهو القرار الصادر في 20 أغسطس/آب 1980، اللذي تضمن عدم الاعتراف بالقانون الصهيوني بشأن القدس ودعوة الدول إلى سحب بعثاتها الدبلوماسية من المدينة. واللذي أيدته الولايات المتحدة الأمريكية نفسها في حينه! ولما كان الإعتقاد السائد أن المصالح الإقتصادية والسياسية هي الدافع وراء العلاقات المتينة بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، فإنه حري بنا أن لا نغفل كذلك عن الجانب العقائدي من تلك العلاقة، اللذي جعل من "الكيان الصهيوني" جزءا من الوجدان الأمريكي، حين تمكنت من خلاله "المسيحية الصهيونية" في توظيف رؤى توراتية مجتزأة من الكتاب المقدس، تمكنت من خلالها في إنشاء سردية تاريخية واستغلالها في ترويج الخرافات الصهيونية حين سيتم تجميع يهود العالم في "أرض الميعاد"، وتأسيس دولة يهودية لهم وبناء "الهيكل الثالث" المزعوم! ردود الأفعال "المعلنة" والمتوقعة سلفا على القرار "المناورة" المنتظر اليوم، تراوحت بين التنديد والتحذير من عواقب الأمور، حتى أنها لم تستثني "العاهر" إبن سلمان من بينها، اللذي لم يتوانى عن إستغلال المناسبة في المحاولة بالإلتفاف على وجداننا في الزعم بالحرص على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، اللتي تآمرت عليها "الوهابية الصهيونية" من قبل على لسان عبد العزيز آل سعود عام 1915, بالإقرار والإعتراف "ألف مرة أن لا مانع عنده من إعطاء فلسطين للمساكين اليهود"، وغدت النهج اللذي يتبعه آل سعود في سياساتهم اللتي أكدت عليها وقائع الخراب والدمار في العالم العربي! فإذا كانت المناورة هي فن السياسة، والخداع غالبا ما يكون حصيلتها، فهلا سيكون الإبتزاز هو عنوان المرحلة السائدة، عندما ستفاجئنا الأيام عما قريب بتفاصيل "صفقة القرن"، حين سيتراجع اليوم سمسار العقود والمقاولات عن وعده، والإكتفاء بالتأكيد من جديد على ما سبق وأن "تعارفت" عليه الإدارات الأمريكية المتعاقبة من قبله، بأن القدس هي العاصمة الأبدية للكيان الصهيوني، مذيلا توقيعه على ملحق بالتعهد على إعادة النظر في قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس لاحقا بعد أن يصبح أمر نقلها تحصيل حاصل، بحكم الواقع المنتظر والقادم، حينما ستميط الوهابية الصهيونية اللثام عن وجهها القبيح، وتلاحمها المصيري والإستراتيجي مع قرينتها المسيحية الصهيونية في تصفية القضية؟! 
كاتب فلسطيني/ واشنطن