2024-03-28 02:13 م

أكثر السيناريوهات تشاؤمية لمستقبل إصلاحات بن سلمان

2017-12-03
ذكر الموقع الإلكتروني لمجلة "ناشيونال إنتيرست" الأمريكية، أن الإصلاحات التي قام بها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان آل سعود، لتحديث المملكة يمكن أن تنقلب عليه.

وأشار الموقع في تبريره إمكانية حدوث هذا إلى أن المملكة قامت على تحالف مع الحركات الدينية بالأساس، وإصلاحات بن سلمان تشدد على أهمية استبعاد تلك الحركات الدينية وتخفيف تأثيرها.

ورأى الموقع أن ما تشهده المملكة في عهد الملك سلمان وابنه محمد، أكثر من مجرد تطهير وتعزيز سلطتهما وإنما هو انقلاب "وكل الأعمال التي يقوم بها بن سلمان هي أعمال انقلابية؛ لأنها إذا نجحت فإنها ستغير هوية السعودية ودستورها، فهو انقلاب ليس من قبل الجيش ولكن من قبل الملك وتحت سلطته الخاصة، والنظام الجديد حتى وإن ظهر بمظهر الإصلاحي، إلا أنه أيضا لا يختلف عن القديم لكونه نظاما استبداديا".

وأضاف الموقع الأمريكي:


إذا سارت الأمور كما يخطط لها بن سلمان فإنه سيتولى العرش خلفا لوالده وسيحل محل النظام القديم، حيث ينتقل الحكم لأول مرة إلى أحد أحفاد عبد العزيز آل سعود وليس إلى أحد أبنائه، أي إن الحكم ينتقل من جيل إلى آخر.

واعتبرت "ناشيونال إنتيرست" أن استبدال محمد بن نايف، كولي للعهد، كان تخريبا لعملية تعاهدية بين أبناء الملك عبد العزيز وأحفاده، بشأن توريث السلطة وانتقالها.

وذكر الموقع الإلكتروني أنه بعد ذلك كانت الضربة الأخرى بتوسيع دائرة عمل وزارة الدفاع ونفوذها بقيادة محمد بن سلمان، ثم اندلاع الحرب في اليمن التي أدت إلى استنزاف الاقتصاد السعودي، ثم قرر فرض حصار على قطر بالتعاون مع الإمارات، ثم ختم تحركاته الخارجية بمحاولة فرض الاستقالة على رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، قبل أن يعدل عنها بعد عودته إلى بيروت.

بعد ذلك لجأ بن سلمان إلى محاولة تصدير نفسه من خلال إعداد رؤية 2030 التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد في السعودية، وعدم الاعتماد على النفط كمورد رئيسي لخزينة الدولة.

كما شرع بن سلمان بجملة إصلاحات محاولا من خلالها الإيحاء بأن مملكة أخرى تتشكل، وأن نظاما آخر يرى النور على يديه، فسمح للمرأة بأن تقود السيارة.



كل هذه التحركات يمكن أن تأتي بنتائج عكسية على الملك سلمان وابنه، فالاستثمار الكبير الذي أعلن عنه الملك سلمان في منطقة عبد الله المالية الجديدة بالرياض، والذي تصل قيمته إلى نحو 10 مليارات دولارت كان مخيبا للآمال.

كما أن إعلان بن سلمان عن رؤية 2030 وعن إعادة بناء السعودية التي ستتخذ سياسة معتدلة، من شأنه أن يلغي اتفاق عبد العزيز آل سعود، مع الجماعات القبلية ومع الحركة الوهابية التي حصل على دعمها مقابل تأسيس دولته، بالإضافة إلى أن الرؤية من شأنها أن تغير عادات اجتماعية وسياسية واقتصادية في السعودية، بما في ذلك تزايد إدخال العمالة الوافدة، وأيضا تحرير المعايير الاجتماعية السعودية.

وتشير المجلة إلى أن الرؤية لا تلقى ترحيباً كبيراً داخل المؤسسة المحافظة في السعودية، وإن كانت قد وجدت لها صدى بين الشباب السعودي. ناهيك عن الخسائر الضخمة جراء حرب اليمن.

كما أن دولة قطر تمكنت من تجاوز آثار الحصار الاقتصادي الذي فرض عليها، وعملية اعتقال الأمراء والوزراء التي قام بها بن سلمان لم تكن ذات وقع جيد، رغم أنها كانت تنادي بمحاربة الفاسدين.

وختمت المجلة مقالتها بالقول إن على الرئيس ترامب أن يكبح جماح السعودية في تطلعاتها الخارجية، وأن يبقى بعيدا عن المراوغة الداخلية التي يقوم بها بن سلمان، رغم أنه يجب على أمريكا أن تشجع تلك الجهود الرامية إلى تنويع الاقتصاد.