2024-04-24 03:32 م

ذا ناشيونال انترست: الجهود الروسية القادمة في اليمن

2017-11-20
منذ بداية محادثات أستانا حول سوريا في ديسمبر 2016، ألقى المحللون الغربيون قدرا كبيرا من الاهتمام لدور روسيا الناشئ كوسيط للنزاع في الشرق الأوسط. وقد أثار التدقيق الذى اجتاح مشروعات تحكيم روسيا فى سوريا موجة من التنبؤات حول الازمة الامنية في الشرق الاوسط حيث ستتولى موسكو دورا دبلوماسيا رائدا. ومن أكثر المسارات المحتملة لتدخل دبلوماسي روسي هي ليبيا وأزمة قطر والصراع السعودي الإيراني.

وفي حين أن التدخل في كل من هذه الأزمات الإقليمية الثلاث يتيح فرصا لروسيا لتوسيع نفوذها الجيوسياسي في الشرق الأوسط، فإن صناع السياسة الغربيين لم يولوا سوى اهتمام ضئيل لاحتمال تدخل دبلوماسي روسي في اليمن. بيد ان هذا الإغفال قصير النظر. إن الصراع اليمني يمتلك تقاربا فريدا من الخصائص التي تساعد على التدخل الروسي على النمط السوري، ويوفر فرصة منخفضة الكلفة لفلاديمير بوتين لتسليط الضوء على نفوذ موسكو في الشرق الأوسط.


ويرى صناع القرار الروس ان اليمن وجهة جذابة للتدخل الدبلوماسي لانهم يعتقدون ان السعودية مستعدة لانهاء الاعمال العدائية في اليمن اذا ما عرضت شروطا مقبولة. واكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير هذا التقييم خلال زيارته الاخيرة لموسكو. وردا على اسئلة الصحفيين الروس، اصر الجبير على ان السعودية تريد تسوية دبلوماسية في اليمن تجبر جميع الاطراف المتحاربة على الامتثال لقرار مجلس الامن الدولي رقم 2216، وهو قرار صدر في ابريل عام 2015 يدعو الى انهاء الحرب اليمنية.
ويمكن تفسير المشاعر المتصاعدة ضد الحرب داخل المؤسسة السياسية السعودية بتدهور الأوضاع على الأرض في اليمن. وقد أدى غياب الانتصار الاستراتيجي السعودي الرئيسي في اليمن منذ الاستيلاء على عدن في خريف عام 2015 إلى إقناع صناع السياسة السعودية بأن الصراع في اليمن قد انحدر إلى مأزق مستعص.

وتصاعدت مواقف السعودية من الاستسلام في اليمن منذ ان انسحبت قطر من التحالف الخليجي في يونيو الماضي وبدأت الامارات العربية المتحدة شن ضربات على جماعة الاصلاح الاسلامية اليمنية.

ومن أجل التوصل إلى تسوية سياسية دائمة في اليمن، ستحتاج الرياض إلى التنسيق مع وسيط خارجي قوي، حيث استنفدت الجهات الفاعلة الإقليمية مثل الكويت وعمان خياراتها الدبلوماسية. فراغ الوساطة هذا يوفر فرصة ممتازة لروسيا لعرض براعة الدبلوماسية من خلال تسهيل حل الصراع في اليمن.

إن قضية روسيا لتولي دور وسيط رائد في اليمن تستند إلى ميزتين متميزتين. أولا، منذ بدء التدخل العسكري بقيادة السعودية في مارس 2015، حافظت روسيا على علاقة تعاونية مع جميع أصحاب المصلحة السياسيين الرئيسيين في اليمن. وخلافا للولايات المتحدة، التي اتفقت علنا