2024-04-20 09:29 ص

الحالة في برشلونة بعد رفض الاستفتاء

2017-11-12
بقلم: رابح بوكريش
بعد مضي عدة أسابيع على استفتاء كتالونية يبدو للملاحظ الذي يتتبع عن كثب تطور الأشياء في برشلونة أن النتيجة الحاصلة في الوقت الحاضر لا تدل على ان المستقبل يتضمن تحسنا كبيرا بل إنها تشير الى ظهور مشاكل جديد في الطريق الذي رسمته الحكومة المركزية وأن دواعي القلق تكاد تتغلب على دواعي الأمل والثقة في المستقبل . اليكم هذا الحوار مع اسباني يناضل من اجل فصل كتالونية عن اسبانية " وفضل أن لا اشير الى اسمه فكان له ذلك . السؤال الأول : من وجهة نظر تاريخية ،هل مطلب إقليم كتالونيا بالانفصال عن الحكومة المركزية حقيقي رغم تمتع الإقليم الذي يبلغ عدد سكانه 7.5 ملايين نسمة بأوسع تدابير للحكم الذاتي بين أقاليم إسبانيا ويحكم الإقليم من قبل حكومة كتالونية محلية مع أحزاب سياسية وبرلمان مستقل عن البرلمان الإسباني وسلطة كبيرة في المجال المالي؟ ج . نحن نطالب بذلك منذ أكثر من 500 عام، بعد أن أصبحت كتالونيا جزءًا من المملكة الإسبانية، بزواج الملكين الكاثوليكيين إيزابيل ملكة قشتالة، وفرديناند ملك أراغون . وبكل صراحة الأمر يعود للاتجاه القومي من ناحية وللوضع الاقتصادي من الناحية الأخرى . السؤال الثاني : في اعتقادي بأن الظروف غير مؤاتية لهذا المطلب نظرا للمشكلات التي تعيشها اسبانيا فهي في مرحلة عصيبة اقتصادياً في السنوات الأخيرة مع تراجع وانحدار لاقتصادها أي تستغلون ذلك للضغط على الحكومة المركزية . ج. انفصالنا عن إسبانيا سيزيد من قوتنا المالية والاقتصادية . ابتسمت وقلت له هذا مجرد افتراض غير مبني على حقائق والأدلة تشير إلى عكسه والواقع يقول أن انفصال كتالونيا عن اسبانيا سيجعلها خارج الاتحاد الأوروبي وتصبح دولة منعزلة عن العالم ابتسم وقال يبدو أنك ضد الانفصال ابتسمت وقلت له هذا صحيح فقال : لماذا : قلت له : الخوف من انتشار ذلك المطلب في البلدان العربية وفي العالم . السؤال الثالث هو : نحن نعلم أن الاقتصاد الكتالوني مرتبط بأوروبا فكيف تكون وضعيتكم الاقتصادية في حالة الانفصال ؟ ج . قد يضيق بنا الحال لمدة معينة ولكننا سنخرج من هذه الحالة بعد سنوات ابتسمت وقلت له كيف ذلك إذا علمنا أن أروبا قد قالت كلمتها في هذا الصدد " عدم الاعتراف بدولة مستقلة في كتالونية " نظر إلي نظرة حادة وقال : حقيقة نحن في حاجة الى اوروبا ولكن إذا لم تغير اوروبا موقفها سنعتمد على انفسنا . السؤال الرابع هو : إن فكرة وحدة الشعب الإسباني ظهرت في الواقع منذ عشرات السنين وتبناها عدد من المثقفين على مستوى الاسباني وعلى مستوى المنطقة ألا ترى أن في الوحدة قوة كما يقال ؟ ج . الحقيقة الواضحة تماما هي أن الكثير من الحواجز القديمة قد أزيلت بين الشعوب ، وهي الحواجز التي كانت تؤدي الى سوء التفاهم وحتى الى الحروب من الواضح في هذا الصدد أن المعركة اليوم ليست معركة عضلات فقط ولكنها معركة الديمقراطية وحقوق الإنسان . السؤال الخامس هو : يقول الخبراء في هذا المجال أن أفضل الحلول الممكنة سواء للإسبان أو الكتلان هو إجراء مفاوضات بين الطرفين لتحديد وضع الإقليم ضمن إسبانيا والتخلي عن الاستقلال التام مقابل صلاحيات حكم ذاتي أكبر ما رأيك في هذا القول ؟ ج . إذا كنا واعين ووطنيين مخلصين ومؤمنين بقضيتنا ، فإن كل مخططات الحكومة المركزية لإفشال مطالبنا ستسقط في الماء من الخطر أن تجمد أو نتوقف عن الى الأمام حتى نصل الى ما نطالب به . السؤال السادس هو : هذا الكلام غير ديموقراطي لأن الكثير من الكتالونيين ضد الانفصال والدليل على ذلك نزول مئات الآلاف من الاشخاص للاعتراض على الانفصال في تظاهرة كان أبرز شعار رددته "كلنا كاتالونيا!" ان استقلال إقليم كتالونيا سيؤدي بالفعل إلى وضع نهاية للدولة الإسبانية لذلك لن يحدث ذلك مهما كان الثمن . ما تعليقك على هذا السؤال ؟ ج . من المؤكد أن هناك عدد لا بأس به من الكتالونيين يرفضون الانفصال لكن حسب علمي فهم لا يمثلون الأغلبية تنفست وقلت له هناك من اجبروا على الصمت لسنوات واعتقد أنهم سيخرجون يوم 21 ديسمبر لتصويت .. في هذه الحالة يمكن أن يصبح في البرلمان القادم العدد الأكبر فيه من مؤيدي بقاء كتالونيا ضمن اسبانيا الموحدة فماذا تفعلوا إن حصل ذلك ؟ ج . لا أعتقد أن ذلك سيحدث وإذا حدث فإننا نواصل النضال بطرق أخرى سلمية . السؤال السادس هو : في اعتقادي أن الشارع هو الذي قد يكون صاحب الكلمة الاخيرة في عملية الانفصال . ج. صحيح أن المعركة ستكون طويلة والعلاقة مع مدريد ستبقى متشعبة ، وتحتاج الى وقت طويل لإعادتها الى طبيعتها . ولكن الشيء المؤكد هو أن على الكتالونيين أن يحافظوا على وحدتهم وأن يدافعوا عن حرية التعبير والتفكير . إن أمام الكتالونيين مسؤولية ضخمة على مستقبلهم ، وعليهم أن يجددوا انفسهم وينطلقون من جديد في السنوات القديمة ، وذلك هو ضمان المستقبل . أشكركم على هذه الأسئلة القيمة واتمنى أن تعود الى الجزائر وأنت في أحسن حال . أشكرك بدوري على تحمل كلامي . فنحن في هذا العمل شركاء في خدمة الاعلام وإظهار الحقيقة .