2024-03-28 01:48 م

الشعب اليمني والدفاع عن النفس

2017-11-11
بقلم: مروان حليصي
لقرابة ثلاثة اعوام والشعب اليمني يعيش تحت القصف والحصار الخانق من قبل تحالف دولي تشترك فيه اكثر من سته عشر دولة بقيادة السعودية وامريكا وتواطئو آممي مفضوح، دُمرت خلالها البنية التحتية بشكل شبه كامل من قبل طيران العدوان السعودي الآمريكي الذي ارتكب عشرات الجرائم الوحشية في صفوف المدنيين مخلفآ عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى ، وليس اخرها مجزرة سوق "علاف" الشعبي في مديرية سحار محافظة صعدة شمال اليمن على الحدود السعودية ، وراح ضحيتها 29 شهيدآ و28 جريحآ بينهم اطفال جراء عدة غارات جوية طالت المحلات التجارية والاستراحات الشعبية في السوق ، وادانتها الآمم المتحدة ، بينما لزمت الصمت حيالها كما على سابقاتها أنظمة وحكومات اغلب الدول العربية . وما إن بادر الشعب اليمني بالدفاع عنه نفسه بإستهداف قوته الصاروخية مطار الملك خالد في الرياض بصاروخ "بركان H2"، ردآ على استمرار جرائم العدوان ، و مقابل 15مطارًا، و14ميناء استهدفها العدوان السعودي الأمريكي ، حتى انتفضت العديد من الدول وخصوصآ العربية منها ، وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ، منددين بذلك الإستهداف ومعلنين تضامنهم مع السعودية ، وكأن دماء الشعب اليمني قد اباحتها الشرائع السماوية للنظام السعودي وتحالفه الدولي ليزهقها متى ما أراد وبالكمية والوسيلة التي يريدها ، وأن ما على اليمنيين سوى الإنتظار لتقتلهم طائرات العدوان، وان السعودية وحلفها اوصياء على الشعب اليمني الذي ليس من حقه ان يعيش في أمن واستقرار وحقه في تقرير مصير نفسه بعيدآ عن التدخلات الخارجية ، وليس مسموحآ له الدفاع عن نفسه أمام عدوان دولي يضربه بشتى الأسلحة الفتاكة والمحرمة ومنها العنقوية والفسفورية . يا ترى ماذا تريدون من شعب يُقتل اطفاله ونساءه من قبل تحالف دولي لثلاثة اعوام أن يفعل إذا كنتم قد تخليتم عنه مقابل الاموال السعودية المدنسة ؛ و ألم يكن من الآحرى بكم بدلآ من اصدار بيانات النفاق والتملق التي لن تكون عصى موسى التي سترجح كفة العدوان على إرادة الشعب اليمني ، أن تباردو الى تبني المبادرات والبحث عن حلول توقف معاناة الشعب اليمني جراء العدوان ، وتتوجهون بالنصح للرياض وابوظبي ليوقفو العدوان الذي لا يخدم سوى العدو الصهيوني ، بدلآ من إدانة شعب يدافع عن نفسه امام آلة القتل تجرد اصحابها من كل القيم والاخلاق الإسلامية والإنسانية ، وإذا ارادت الرياض وابوظبي الحرب مع طهران فليذهبو اليها ، فهي مازالت في موقعها ولم تتحرك بعد ، بدلآ عن محاربتها بقتل الشعب اليمني وتجويعه واستعراض القوة المفرطة عليه. وقبل ان اختم مقالٍ هذا، اتمنى من أولئك الذين استنكرو استهداف القوة الصاروخية اليمنية الرياض بصاروخ "بركان 2H" أن يستدركو أن الشعب اليمني كفلت له قوانين السماء قبل الارض الرد على من إعتدي عليه بمثل ما أُعتدي عليه ، وان من حقه شرعآ وقانونآ استخدام كل الوسائل للدفاع عن نفسه ، وأن قوته الصاروخية وجيشه ولجانه الشعبية لن يظلو مكتوفي الإيدي امام استمرار العدوان على شعبهم و قتل الاطفال والنساء، و سيواجهون التصعيد بالتصعيد حسب امكانياتهم ، لأن الشعب اليمني لم يعد يملك ما يخسره سوى كرامته وتربة وطنه الطاهرة، وما على أولئك الذين انتفضو ببيانات التنديد والإستنكار تملقآ لبني سعود، سوى توفير بياناتهم وعدم الإسراف فيها. كاتب يمني alholisi1@gmail.com