2024-04-24 06:05 م

موزاييك دمشق وسجاد إيران..

2017-11-08
بقلم: علي مخلوف 
معتقل ملكي بسبعة نجوم هو المكان الذي يحوي عدداً كبيراً من الأمراء وزوجاتهم وحراسهم ومن بينهم المواطن السعودي سعد الحريري وزوجته وأولاده! لعل العقوبة الكبرى التي عوقب بها الحريري كانت منع أنامله ملامسة هاتفه الجوال لممارسة التغريد على تويتر، لن تكون هناك زلاجات قد تكسر ساقه، فقرار الإقامة الجبرية السعودي كفيل بكسر ساقه سياسياً ومعنوياً، على الأقل أمام مناصريه ومحازبيه وأمام الرأي العام اللبناني. في المعلومات المسربة فإن الحريري قيد الإقامة الجبرية ليس للتحقيق معه كمتهم بل كشاهد بصفته مواطناً سعودياً لا رئيس حكومة لبنان، الأمر الذي يتقاطع مع المعلومات بتورطه أو معرفته على الأقل بصفقات الفساد التي اتُهم بها أمراء، بالتالي فإن الحريري سيكون أداة لمحمد بن سلمان من أجل إدانة خصومه من أبناء عمومته الأثرياء، حيث سيقوم ولي العهد بالترويج لعهده الجديد من خلال مصادرة جزء كبير من الأموال فقسم منها سيستعرض إنفاقه في سبيل "الشعب" وقسم منه سيكون في خزنته الخاصة، إذ أن التنافس في حصد مئات الملايين من الدولارات أمر شائع بين أمراء آل سعود، وولي العهد طموح في أن يكون أن تريليونير لا مليونير. ولي العهد يشن حربه الداخلية الآن بتصفية كل منافس محتمل سواءً أكان سياسياً أم اقتصادياً، عليه أن يمسك برقاب الجميع في عائلته، وما يبرر خوف ولي العهد وحماسته لرمي قرابته في إقامات جبرية وسجون ملكية، هي أن هناك معلومات استخباراتية وصلته من قبل أجهزة استخبارات غربية بأن جزءاً من أقربائه يحضرون لانقلاب عليه قبل تسلمه السلطة كملك فقام بما يقوم به الآن كضربات استباقية. اما لماذا قامت مملكة الرذيلة في شن هجومها على إيران والمقاومة اللبنانية بالتزامن مع حركة الاعتقالات الأميرية، فهي أن البلاط الوهابي أراد تحقيق عدة أهداف من ذلك أولها تعقيد الملف السوري لارتباطه بملف لبنان والمقاومة، فعندما تزعم أن هناك عدوان للمقاومة على السعودية في هذا التوقيت والتحضير لعقوبات بمساعدة أمريكية وإسرائيلية وإعلان حرب على حكومة لبنان التي تضم وزراء ونواب من حزب الله فإن ذلك يعني أن هناك رغبة سعودية لعرقلة التقدم في سوريا، حيث تشارك المقاومة حليفيها السوري والإيراني الحرب ضد الإرهاب هناك، بمعنى آخر إن أزمة سياسية لبنانية على مستوى إقليمي وعالمي ضد حزب الله ستكون كفيلة بحسب الدماغ الوهابي أن تجعله يعيد حساباته في سوريا وفي الداخل اللبناني وفي اليمن. كذلك فإن حماس التي زار وفدها طهران مؤخراً تم اعتبارها حركة إيرانية! ووفقاً لذلك تم استدعاء محمود عباس إلى الرياض لإفهامه الأمر، وهو تدخل سعودي جديد في بلد آخر هو فلسطين المحتلة بحيث ستكون المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية مهددة بسبب هذا التدخل السعودي. بعد هجوم الرياض على إيران والمقاومة، أطلت العمامة الهاشمية السوداء بابتسامة هادئة تؤكد لمن يراها بأن الوضع سيكون بأفضل حال، فيما كانت الهيبة في اللحية البيضاء للسيد ترافق ذلك الأمل الذي ارتسم بابتسامة على ثغره بعد شن هجوم سعودي عنيف على الجمهورية الإسلامية والمقاومة اللبنانية، وصفه الجميع بخطاب الحكمة والتهدئة، لقد اختار نصر الله الرد على الجنون السعودي بحركة واحدة فقط، الابتسام بهدوء كي تصل الرسالة إلى الجميع، رسالة تهدئة لأنصار المقاومة والداخل اللبناني أولاً، ورسالة رد قوي على السعودي الذي باتت عظامه مصابة بارتعاش دائم بسبب تقدم المحوري المقاوم السوري ـ الإيراني ـ اللبناني في سوريا. لقد استطاع صانعو السجاد التبريزي الإيراني بأعصابهم الهادئة حرق الأعصاب السعودية في كل الساحات، ولم تكن زيارة وفد حماس إلى طهران سوى حركة أخرى أثارت الجنون في مملكة الرمال، فيما يتابع السوريون تثبيت سيطرة الدولة ومحاربة الإرهاب بكل حرفية كما كان شأنهم في صناعة الموزاييك، الفترة القادمة ستشهد رداً أقوى لمحور المقاومة سيتمثل بتحرير منطقة استراتيجية هامة سيعرفها الجميع قريباً، وسيكون صانعو السجاد التبريزي إلى جانب صانعي الموازييك جنباً إلى جنبك في تلك المعركة ، فيما سيتولى السيد معاودة الظهور والابتسام مرةً آخرى، لكن هذه المرة ستكون ابتسامة الانتصار.