2024-03-29 06:48 م

هزيمة المحافظين الجدد

2017-11-08
بقلم:إيهاب الغربي
انهزم المحافظون الجدد في سوريا وانهار مشروعهم الهادف إلى تقسيم العالم العربي ، لننتقل إلى مرحلة أخرى بطموحات إدارة أمريكية جديدة على رأسها دونالد ترامب. حاول المحافظون الجدد في الفترة الأخيرة تحويل وجهة مشروعهم التقسيمي من سوريا إلى العراق، وقد حثوا مسعود البرزاني على إجراء إستفتاء للخروج من العراق الأمر الذي قوبل بالرفض من طرف حكومة بغداد جملة وتفصيلا، كما أن دول الجوار تركيا وإيران لوحت بالتدخل العسكري لمنع إسثقلال كردستان العراق .وقد إستغلت حكومة بغداد إعلان البرزاني الإنفصال لتسترجع كركوك الغنية بالنفط وهو ما مثل ضربة قاصمة للبرزاني وأصدقائه المحافظين الجدد وإسرائيل. أما في إسبانيا، فقد مول جورج سوروس( وهو من أشهر رجال الأعمال المرتبطين بمشروع المحافظين الجدد والعدو اللدود لدونالد ترامب) الحركات الإنفصالية في كاتالونيا،ويعتبر بيوغديمونت من أبرز الوجوه الإنفصالية في كاتالونيا.وقد أنشأ بيوغديمونت مجلة باللغة الانكليزية باسم "كاتالونيا اليوم"، . وللتمهيد لعملية الاعتراف بإستقلال كتالونيا ، أنشأ أيضا العديد من الجمعيات بتمويل من جورج سوروس. وكان بيوغديمونت يعتقد جازما أن واشنطن ستواصل دعم مشروعه حتى النهاية، لكنه قوبل بالتجاهل من طرف إدارة ترامب. لم تتوقف نكسات المحافظين الجدد عند هذا الحد بل إن التغييرات التي قام بها ترامب في البيت السعودي أنهت أحلام المحافظين الجدد وحلفائهم الإخوان، خاصة بعد إزاحة محمد بن نايف الصديق المقرب لقطر والاخوان وتولي محمد بن سلمان حليف ترامب والإمارات ولاية العهد، بل أصبح الحاكم الفعلي للمملكة. دعم ترامب اللامشروط لمحمد بن سلمان جعل هذا الأخير يجرؤ على تصفية كل خصومه بما في ذلك الوليد بن طلال وهو من أصدقاء هيلاري كلينتون والمحافظين الجدد ،ومن ممولي حملة كلينتون الانتخابية وعدو ترامب اللدود.بما يرجح إمكانية تدخل ترامب المباشر في إيقاف الوليد بن طلال.كما أن محمد بن سلمان قد تخلص من متعب بن عبد الله رئيس الحرس الوطني والذي يعتبر من ألد أعداء محمد بن سلمان نظرا لنفوذه الكبير في المملكة. تسبب إبعاد محمد بن نايف من ولاية العهد في إندلاع الأزمة الخليجية وقد سمح ترامب لمحمد بن سلمان بتأديب قطر صديقة خصومه المحافظين الجدد وراعية ربيعهم العربي. لقد إنتصر العالم العربي على مشروع المحافظين الجدد الرامي إلى تجزئته طائفيا ومذهبيا بفضل استبسال محور المقاومة في سوريا و انتصاره على داعش.ولكن إدارة ترامب وإن كانت تختلف في أسلوبها عن المحافظين الجدد،إلا أنها لن تحيد عن الإدارات الأمريكية السابقة في تكريس عدائها للعرب وخدمة إسرائيل.