2024-04-20 03:44 م

التطبيع مع العدو الإسرائيلي ليس جديداً

2017-11-08
بقلم: عبد الحكيم مرزوق
لم تعد المسألة لها علاقة بالخجل أو الحياء ، المسألة باتت واضحة منذ أكثر من ست سنوات ، قبل الحرب الكونية على سورية ، فالناطقون باللغة العربية ليسوا سوى ثلة من الخونة المتآمرين ليس على سورية بل على الأمة العربية جمعاء من المحيط إلى الخليج وعلى قضيتهم التي كانت الأولى في المنطقة العربية كونها تشكل قضية شعب مظلوم احتلت أرضه منذ أكثر من ستين عاماً ولم تفلح المفاوضات ولا الحروب المتكررة أن تعيد لهذا الشعب حقه الذي يتفق الجميع على انه مشروع ، ولكن المعايير المزدوجة التي تعتمدها الإدارة الأمريكية في تعاملها مع العرب أفرزت الكثير من الأمور التي وقفت وما زالت تقف عائقاً أمام حل القضية الفلسطينية . وما هي المستجدات الآن وما السبب لهذا الكلام ... إنه باختصار عري جديد لبعض الدول المتصهينة التي كانت تتعامل بالخفاء مع العدو الصهيوني ، وأفصحت عن وجهها البشع من جديد وعن تآمرها القديم الجديد .. كيف ذلك ؟. الجديد هو أن الإمارات العربية وفي خطوة جديدة نحو التطبيع مع العدو الإسرائيلي قد تعهدت برفع علم الاحتلال الإسرائيلي خلال مباريات الجودو العالمية التي من المتوقع إقامتها على أراضيها في العام المقبل . ماذا يعني هذا الكلام ... إنه باختصار اعتراف بالكيان الإسرائيلي الذي احتل فلسطين وارتكب المجازر وقتل وهجّر أهلنا في فلسطين من أراضيهم وما زال يرتكب يومياً القتل والتدمير والإرهاب المنظم داخل الأراضي الفلسطينية .. وهذا يعني أيضاً أن الكيان الإسرائيلي المحتل يأخذ بحضوره تلك البطولة صفة الشرعية بالحضور والتمثيل وهذا شيء لم يحصل عبر التاريخ ... إنه سلسلة جديدة من سلسلة التآمر وطمس للقضية الفلسطينية بعد كل تلك التضحيات التي قدمها الشعب العربي والمقاومة الفلسطينية في سبيل تحرير الأراضي من المحتلين الصهاينة . إن هذه الخطوة لم تكن لتحصل لولا خطوات سابقة حصلت في أكثر من دولة ناطقة بالعربية ومنها المملكة العربية السعودية التي كشفت بعض الوثائق السرية لقاءات تجمع قادة سعوديين مع بعض الإسرائيليين ومنهم أنور عشقي المدير السابق للمخابرات السعودية الذي اجتمع أكثر من مرة مع بعض الإسرائيليين وهذا ما كشف أوراقا ً كثيرة ربما كانت مخبأة تحت الطاولة فما كان يجري سابقاً في السر أصبح الآن واضحاً وأمام الجميع ، حيث قال عشقي : إن المملكة العربية السعودية ستتجه للتطبيع مع إسرائيل وهذا ما تبعه خطوات أخرى ، إذ كشفت الأشهر الماضية عن لقاءات جرت في الكيان الإسرائيلي مع بعض أمراء بني سعود . إن تاريخ السعودية غير المشرّف والمتآمر على العرب لا يستغرب ذلك من بني سعود لأنهم ينحدرون من بني خيبر وهذا التطبيع ليس مستغرباً وأيضاً فإن دور مملكة الرمال لم يكن نزيهاً في الحرب الكونية على سورية فقد قامت بالتآمر العلني و إرسال العصابات الإرهابية إلى سورية لمقاتلة الجيش العربي السوري و صرفت مليارات الدولارات الأمريكية على تلك العصابات و على إمدادهم بالسلاح و العتاد ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل صرح قادتها و بكل وقاحة عن هذا التآمر و هدفهم بإسقاط الدولة السورية و دعم من يسمونهم بالمعارضة و هم ليسوا سوى ثلة من المرتزقة الذين لم يمثلوا الشعب السوري و لم يحملوا همه في يوم من الأيام يعرف فمن كان يعيش خارج وطنه و يقيم بفنادق النجوم الخمسة لم و لن يعرف ما عاناه الشعب السوري داخل وطنه خلال السنوات الست الماضية .. إن دور النظام السعودي كان وضيعاً و منحطاً في الحرب الكونية على سورية و يمكن القول أنه نقل موقعه من موقع الشقيق إلى موقع العدو و المتآمر و الخائن للعرب و للعروبة بعد أفعاله المشينة التي كشفت عن وجهه القبيح و لم يكن الدور القطري أفضل من الدور السعودي إذ أن قطر أيضا انغمست في المؤامرة التي أدارتها الإدارة الأمريكية و اشترت المرتزقة من كل أنحاء العالم بالتنسيق مع دول عظمى و أرسلتهم إلى سورية كي تنفذ المخططات الأمريكية الصهيونية بإضعاف الدولة السورية و القضاء عليها و قد اعترف منذ أيام رئيس الوزراء السابق و بكل وقاحة بأن قطر قامت بالتعاون مع السعودية بإرسال المرتزقة و العصابات المسلحة و زودتهم بالعتاد و السلاح للقتال في سورية ضد الجيش و الدولة و هذا الاعتراف جاء على محطة قطرية رسمية بمناسبة الهجمة التي تشنها السعودية على قطر و تتهمها بالإرهاب و دعم الإرهاب و كان هذا التصريح بمثابة التظلم و كشف المؤامرة التي تجري على قطر إنها حقا مهزلة و فصلا يكشف ذلك التآمر و ذلك الانحطاط الذي وصل إليه النظامان السعودي و القطري إنهما أنموذجان من الخيانة و من الانحطاط الأخلاقي و الوطني إن حجم هذا التآمر و هذا الانحطاط في القيم الأخلاقية عند بعض الأنظمة العربية يكشف عن الوجه القميء لهذه الدول التي تنتمي للأمة العربية و هذه الدول لم تصل إلى هذه الدرجة من الوضاعة خلال يوم و ليلة إذ إن لهما تاريخاً مذلاً في الخيانة و التآمر و الوضاعة و كل ذلك يأتي ضمن مخطط إسرائيلي أمريكي و ما نشهده من تآمر عبر بعض المواقف العربية إلا سلسلة ستكشف المزيد في السنوات القادمة و ذلك من أجل الوصول إلى أن العرب كلهم خونة و كلهم متآمرون و هذا ما تسعى أمريكا للوصول إليه . 
كاتب وصحافي سوري 
marzok.ab@gmail.com