2024-03-28 06:26 م

واشنطن بوست: ماذا يريد ترامب من رحلته إلى آسيا؟

2017-11-04
ما الذي يبحث ترامب عنه خلال رحلته التاريخية إلى آسيا؟.. سؤال طرحته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، لمعرفة ما يسعى الرئيس الأمريكي لتحقيقه من رحلته القادمة خارج البلاد.
وقالت الصحيفة، نضع جانبا مختلف المعارك السياسية التي تندلع في واشنطن، والتداعيات القاتمة للهجوم الإرهابي في مدينة نيويورك، وبدءا من نهاية هذا الأسبوع، سيضع الرئيس ترامب من الناحية النظرية، القضايا المحلية خلفه عندما يبدأ سلسلة هامة من زيارات في آسيا.
وأضافت تبدأ جولة ترامب في اليابان الأحد القادم، واجتماعات في طوكيو ثم تتوقف بعد ذلك في كوريا الجنوبية، والصين وفيتنام والفلبين، وستكون هذه الرحلة أطول رحلة يقوم بها أي رئيس أمريكي منذ جورج بوش، الذي سافر عبر آسيا عام 1991، وانتهى في اليابان.
وتابعت، في كل بلد، سوف يقوم ترامب بجولة عمل لا بأس بها، وفى فيتنام والفلبين، سيحضر القمم الاقليمية الرئيسية التي يأمل فيها حلفاء أمريكا في المنطقة الاستماع إلى كلمات مطمئنة للرئيس الأمريكي بدلا من كلمات ترامب في الحملة الانتخابية التي أعلن اعتزامه الانسحاب من ارتباطات واشنطن الطويلة.

ومع طرح مستشارو ترامب خطوط رئيسية للرحلة، من بينها التهديد النووي لكوريا الشمالية؛ وإقامة منطقة "مفتوحة وحرة" في الهند والمحيط الهادئ؛  سعت الصحيفة لطرح عدد من الأسئلة عن مغزى الرحلة وما سيحدث فيها:

هل سيحرج ترامب نفسه ويسيء إلى الآخرين؟

بالنظر إلى ميل ترامب للتغريدات الغريبة، فإن الشاغل الأول لفريق البروتوكولات سيكون مخاوف التسبب في جريمة في جزء من العالم يتناغم مع الآداب والديكور، وكان الرئيس باراك أوباما قد دأب على إثارة الجدل من خلال مضغ العلكة أثناء وصوله لقمة عام 2014 في بكين.
وقال مستشار الأمن القومي "ماكماستر" في تصريحات صحفية الخميس الماضي، عندما سئل عما إذا كان ترامب سيحد من خطابه المحرج فى بعض الاحيان ،"إن الرئيس سيستخدم أي لغة يريدها ".
وقال ترامب في اجتماع لمجلس الوزراء نهاية هذا الاسبوع بعد أن اشتكى مجددا من الصفقات التجارية "السيئة" مع بعض الدول "لا أريد إحراج أي شخص قبل أربعة أيام من هبوطي في الصين".

هل يستطيع ترامب ترجمة العلاقات الشخصية الجيدة إلى انتصارات السياسة؟

استضاف ترامب "آبي" رئيس الوزراء الياباني، والرئيس الصيني "شي جين بينغ" في منتجع مار-لا-لاغو في فلوريدا، وتفاخر بإقامة علاقة جيدة مع الزعيمين، ولكن يبقى أن نرى ما إذا كان هذا يمكن ينجح في تحقيق أرباحا.
في اليابان، ترامب لديه مهمة أسهل بكثير، ويسعد "آبي" رغبة ترامب في بيع المزيد من الأسلحة للحلفاء الأمريكيين في المنطقة.
وفي الصين، رغم أن ترامب سيواجه مشاكل أكثر تعقيدا، من المتوقع أن يسعى الرئيس الأميركي بشكل كبير للحصول من نظيره الصيني على وعد من بكين لعزل كوريا الشمالية اقتصاديا وسياسيا، لكن من المحتمل أن يصطدم معه حول خلافاتهما التجارية.  
وقال "كريستوفر جونسون" من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية:" أعتقد أن الصينيين حريصون جدا على استخدام اجتماع القمة لمحاولة إعادة ضبط العلاقة بين الرئيسين".

ما الذي يمكن أن يحققه ترامب بالنسبة لكوريا الشمالية؟

سوف يتصدر تهديد بيونج يانج النووي معظم مداولات ترامب في شرق اسيا، ولكن يبقى السؤال: ماذا سيفعل؟ وحتى الآن، ورغم تغريدات ترامب الصاخبة، فإن الإجراءات الأمريكية كانت نوعا ما استمرارا لسياسات عهد أوباما - أي اتباع نظام صارم من العقوبات الدولية التي قد تجبر الكوريين الشماليين على الحضور إلى طاولة المفاوضات.
ولكن أي جهود دبلوماسية تتطلب جبهة موحدة مع مجموعة من البلدان ذات المصالح المختلفة، وقد تكون مهمة ترامب الرئيسية معرفة ماذا ستكون الخطوة القادمة.
وقالت "إليزابيث إكونومي" من مجلس العلاقات الخارجية":" دفع الصين لتنفيذ العقوبات القائمة بالفعل على كوريا الشمالية، ربما يحتاج للحصول على خيارات أخرى، وأهما إعادة كوريا واليابان وروسيا إلى الحوار.. في هذه الحالة، خمسة رؤساء قد يكون أفضل من اثنين".
ويعتقد "مايكل أوسلين" من معهد هوفر أن الكوريين الشماليين لن يستسلموا أبدا بشأن برنامج أسلحتهم النووية.
وقال :"ما يجب أن يفعله الرئيس بسيط .. يجب أن يعترف بفشل سياسة كوريا الشمالية منذ التسعينيات والتخلي عن خيال نزع الاسلحة النووية الكامل"، وبدلا من ذلك، ينبغي أن يعترف بأن كوريا الشمالية دولة قادرة على صنع الأسلحة النووية، والولايات المتحدة سوف تعاملها على هذا النحو، وهذا يعني تجديد السياسة الامريكية تجاه الاحتواء والردع الصريحين لكوريا الشمالية النووية".

كيف سيوضح ترامب دور أمريكا في آسيا؟
لعل السؤال الذي يلوح في الأفق عن رحلة ترامب هو الدور الذي سيؤديه رئيس "أميركا أولا" ليس فقط في الاجتماعات الثنائية مع زعماء مثل "آبي وشي"، ولكن في قمم إقليمية مثل اجتماع آسيا والمحيط الهادئ للتعاون الاقتصادي في فيتنام واجتماعات الآسيان في الفلبين.
وترامب وزمرة مستشاريه تساءلوا عن التزام الولايات المتحدة بالنظام السائد الذى اكتسبته عقود من القوة العسكرية الامريكية التي جلبت نصف قرن من الاستقرار والازدهار النسبيين لشرق اسيا، يمكن لترامب إما أن يؤكد للشركاء الآسيويين التمسك بالنصوص الراسخة منذ زمن طويل، أو أن يقول عكس ذلك.
ويبدو أن ثناءه مؤخرا على النجاحات السياسية للرئيس الصيني، والرئيس الفلبيني "رودريغو دوتيرت" يؤكد شيئا آخر، وهو غياب أي اهتمام حقيقي من جانبه في الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية على الساحة العالمية.