2024-04-25 07:17 م

كرمى لعيون العدو الاسرائيلي!!

2017-10-31
بقلم: محمود الشاعر
إن كل ما تقوم به أمريكا اليوم من دمار وتخريب وتفكيك للدول والسيطرة على مقدراتها وطمس هويتها هو سعي محموم لإرضاء الكيان الإسرائيلي وبث الطمأنينة في نفس الإسرائيلي الخائف على كيانه المزعوم المهدد بالزوال في كل لحظة ، لذلك تسعى أمريكا لتدمير البنيان السوري والمؤسسات الخدمية والتعليمية وإعادة سورية إلى العصر الحجري بحيث لا تقوم لها قائمة بعد ذلك ولا تتمكن من لعب دورها المقاوم في المنطقة وتحرص على إبقاء شلال الدم السوري متدفقاً ليستنزف معه كل القوى التي تدعم سورية لكن أمريكا وطفلها الإسرائيلي المدلل تفاجأا بالقدرة السورية على النهوض والمقاومة والصمود وصولاً إلى تحقيق الهزيمة بالعدو بعد اكتساب الخبرات العسكرية المذهلة والإصرار على المواجهة وقد تجلى ذلك مؤخراً في الرد السوري المشرف على الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية واستهداف الطائرات التي قصفت بعض المواقع العسكرية مما شكل صدمة قوية للقيادات الإسرائيلية وأيقظ إسرائيل من غفلتها بعد أن ظنت أن سورية منهارة واعتقدت أنها قادرة على تحقيق أهدافها العدوانية في المنطقة دون حسيب أو رقيب ولأن داعش جزء لا يتجزأ من المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة والذي استطاعت أمريكا وإسرائيل من خلاله تمرير مخططاتهما وسمومهما إلى عمق المنطقة العربية لذلك كان من الطبيعي أن تقوم أمريكا بحماية هذا التنظيم وإعاقة تقدم الجيش السوري في المناطق التي يحاربه داخلها وتوعز للإرهابيين بمهاجمة الجيش وتقوم استخباراتها بإخلاء قادة التنظيم الإرهابي في المناطق المحررة عبر عمليات الإنزال الجوي المباشر أو توجه الأوامر لأدواتها لنقل الإرهابيين من مكان إلى آخر وهذا ما يحدث اليوم في الرقة حيث يتم خلط الدواعش بقوات " قسد" المدعومة أمريكياً وليس مستبعداً أن يتخلى " الدواعش" عن لحاهم وأعلامهم ثم يحملون سلاح"قسد" لأن الهدف واحد والغرض الذي استقدمت بسببه داعش إلى المنطقة هو ذاته الذي ستؤديه " قسد" هناك بعد عملية الاستلام والتسليم التي حصلت بين الطرفين في ليلة وضحاها داخل الرقة بعد النفاق القتالي الذي لم تنطل حيلته على أحد. إن الضغط الذي يمارسه ترامب اليوم على إيران واتهامها بمخالفتها للمعايير الدولية وتهديدها بعدم تجديد التصديق على الاتفاق النووي الإيراني هو محاولة لطمأنة إسرائيل التي يشكل لها الاتفاق النووي الإيراني هاجساً مقلقاً يقض مضجعها ويثير مخاوفها بشكل مستمر كما أن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من منظمة اليونسكو بحجة تراكم ديون المساهمات المالية وإصلاح النظام المالي للمنطقة هو في حقيقة الأمر مجاهرة بمساندة الكيان الصهيوني الذي تلقى الصفعة من اليونيسكو حيث اعتبرته سلطة احتلال ولا يخفى على أحد أن السعودية الساعية دائماً للتطبيع مع إسرائيل هي من ربت التنظيمات الإرهابية في جحرها وسلحتها لشن حروب وحشية تدميرية خدمة لإسرائيل وإرضاء لأمريكا ضد سورية والعراق بوصفهما بلدين مقاومين وحرضت مراراً ضد حزب الله لأنه حربة المقاومة والمخرز الذي فقأ العين الإسرائيلية وهي تحاول اليوم لملمة حطام مشروعها الفاشل في سورية وإنقاذ أفراد من تنظيم داعش يحملون الجنسية السعودية في الرقة حيث تسعى للتعويض عما فشلت في الحصول عليه خلال سبع سنوات من الحرب الإرهابية على سورية وتزعم أنها حريصة على المشاركة في إعادة الإعمار في الرقة مع جهات فرنسية وبريطانية لكنها في حقيقة الأمر تتباكى على سقوط المشروع السعودي هناك وتسعى لاستلام ما تبقى من دواعشها في الرقة . إن سقوط المؤامرات التي حيكت ضد سورية وتبدل مسارات أعدائها وانقلاب الموازين يحدث بفعل حقيقة ثابتة لا يمكن إنكارها وهي حقيقة الصمود السوري الذي اقتلع المساعي والأهداف الاستعمارية من جذورها وعلى أعداء سورية المتفانين في خدمة إسرائيل أن يتقبلوا حقيقة عدم المساومة على مستقبل سورية الذي يحدد مساره السوريون وحدهم دون أي تدخل من أحد.