2024-04-19 02:13 م

آل سعود .. شركاء في سفك الدماء السورية

2017-10-28
بقلم: حسن مرهج
أربع سنوات مرّت على أول هجوم عنيف لما يسمّى بالجيش الحر على العاصمة السورية دمشق ، هجوم لم يميّز بين مدني وعسكري استُخدمت فيه شتّى أنواع الاسلحة إضافة إلى قذائف صاروخية وسيّارات مفخّخة. و لم يكن مفاجئا من يقف خلف هذا التصعيد الذي أحبط قبل الوصول إلى غايته ، حيث أكدت وثيقة صادرة عن وكالة الأمن القومي الأمريكية أعطاها إدوارد سنودن لموقع "ذي انترسبت" لتعلن عن دور الأمير السعودي سلمان بن سلطان في تزويد تلك الفصائل بنحو 120 طنّاً من المتفجرات والأسلحة لشنّ هجوم على قلب دمشق لتحقيق نصر على الدولة السورية كاشفة عن غيض من فيض الحرب السعوديّة على سوريا. و وفق الوثيقة فإنه في الثامن عشر من آذار من عام 2013 اتخذت مجموعة من المسلّحين مواقعها وأطلقت وابلاً من الصواريخ على أهداف في قلب العاصمة دمشق ، هذا الهجوم كان عبارة عن عرض واضح للقوة تحت راية ما يسمى الجيش السوري الحر . وبعد اندلاع الأزمة لا يخفى على أحد مدى التواطؤ السعودي فيها، فقد باتت لا هم لهم إلا التخطيط لتخريب سوريا وهدم استقرارها فوق رؤوس المدنيين من شعبها. والأدلة على ذلك كثيرة، فقد ثبت تورط السعودية وقطر في تقديم دعم مادي ولوجستي للإرهابيين، وقد أفادت مصادر مطّلعة في وقت سابق، أن الحكومتين السورية والروسية قد تسلمتا من شركة "تويوتا" تقريرا أوليا بشأن صور سيارات تسلمتها الشركة من المخابرات العسكرية الروسية، وكان أبرز ما جاء فيه: أن 22500 سيارة اشترتها شركة استيراد سعودية الجنسية، فيما اشترت قطر 32000 سيارة، واشترت الإمارات 11650 سيارة، واستورد الجيش الأردني 4500 سيارة باعتماد ائتماني من عدة بنوك سعودية الجنسية. وجميعها الآن مع تنظيم "داعش". السعوديين لطالما كانوا يراهنون على إسقاط الدولة السورية ، حيث كان "سلمان واحدا من المسؤولين السعوديين الأساسيين الذين يتابعون الحرب في سوريا، وذلك من خلال عمله كمسؤول استخباري رفيع المستوى قبل ترقيته إلى نائب وزير الدفاع في عام 2013" ، يضاف إليه دوره في تطور الحرب في سوريا و تنسيقيه مع اعداء سوريا على التحرك المسلح ، و تنظيم الهجمات وفق استراتيجية كان يشرف عليها أمراء آل سعود مباشرة . التآمر السعودي على سوريا لم يكن في سنوات الأزمة فقط ، فلطالما عملت المملكة على زعزعة أمن سوريا منذ العام 2006 ، وعندما أعلنت كونداليزا رايس، وزيرة الخارجية الأمريكية حينها، عن معسكر الاعتدال من جدّة ، بدا أن صانعي السياسة السعودية قد حسموا أمرهم لجهة الانضواء إلى ذلك المعسكر في دور جديد للملكة توجّه بصورة كاملة إلى سوريا. معطيات كثيرة تؤكد حجم الدعم السعودي للإرهاب في سوريا ، و لعل التحركات السعودية المريبة تجاه سوريا والتي بدأت بدعوة نائب الرئيس السوري السابق المنشق عبد الحليم خدام لزيارة الرياض حيث التقى الملك عبد الله وولي العهد الأمير سلطان وجمع اللقاء رفعت الأسد شقيق الرئيس السوري السابق حافظ الأسد ونائب الرئيس الأسبق مع خدّام في الرياض لوضع خطة إطاحة الدولة السورية ، بالتزامن مع دعوة الولايات المتحدة لرفعت الاسد من أجل مناقشة مستقبل سوريا ومصير نظام الحكم فيها . يذكر أن السعودية لطالما أعلنت عزمها إرسال قوّات بريّة لمحاربة الإهاب في سوريا على حد زعمها ، في خطوة لاقت معارضة رسمية وشعبية سوريّة ، سوريا التي باتت تميّز جيّدا بين العدو والصديق وبين من يريد صلاح سوريا ومن يريد تدميرها ، لم تقع يومًا في فخّ الشعارت لتصدّق أن إرهابا بإمكانه أن يواجه الإرهاب ، إرهابٌ صنعه الغرب بأموال سعوديّة لتحقيق ما عجز عنه في صولات وجولات لا تعدّ ولا تحصى.