2024-03-28 11:01 م

إعادة رسم "الخطوط الحمراء" بين الأطراف المتصارعة

2017-10-23
القدس/المنـار/ ذكرت مصادر مطلعة لـ (المنـار) نفلا عن دوائر سياسية رفيعة المستوى أن ما تشهده منطقة الشرق الأوسط في الاونة الاخيرة من زيارات لمسؤولين عسكريين وسياسيين من جنسيات مختلفة الى بؤر التوتر والصراع، وزيارات تقوم بها قيادات عسكرية من دول المنطقة الى دول التأثير في الساحة الدولية، يرتبط بشكل كبير بالتحولات والتبدلات الميدانية الاخيرة في سوريا والعراق، وانحسار الخطر الارهابي الذي مثلته المجموعات الارهابية طوال السنوات الخمس الأخيرة، وبشكل خاص انهيار تنظيم الدولة الاسلامية "داعش"، وحسب الدوائر فان عنوان هذه التحركات، هو "إعادة رسم الخطوط الحمراء" بين الأطراف المتصارعة في المنطقة، وهي خطوط سيكون للمحور المنتصر الذي يمثله النظام السوري وحلفاؤه وعلى رأسهم روسيا وايران وحزب الله، الدور الأبرز والأهم في ترسيم تلك الخطوط، خاصة في ظل المكاسب الميدانية التي حققها هذا المحور. وترى الدوائر أن دمشق وطهران تسعيان الى ترسيم خطوط حمراء جديدة في العلاقة مع اسرائيل فيما يتعلق بالساحة السورية، وتضيف الدوائر أن ما جرى في الأسابيع الأخيرة من تبادل للتهديد والوعيد بين اسرائيل وسوريا والرسائل الصاروخية التي وجهتها الدولة السورية ضد طائرات سلاح الجو الاسرائيلي، وعمليات الاستهداف التي تقوم بها اسرائيل علانية لمواقع داخل الاراضي السورية، جميعها تنضوي تحت عنوان رسم الخطوط الحمراء للمرحلة المقبلة، وتعترف الدوائر بأن الجيش السوري تمكن رغم قسوة المعارك وحجم الضخ التسليحي للمجموعات المتمردة طوال السنوات الماضية واستهداف العديد من المواقع العسكرية والخسائر البشرية التي تعرض لها الجيش السوري، الا أن هذا الجيش حافظ على تماسكه الى حد كبير ولم تتفكك  كياناته العسكرية وبقيت لديه القدرة على إدارة المعارك والمشاركة في آليات التنسيق مع الجيوش والمجموعات العسكرية الحليفة له، وحسب الدوائر فان الجيش السوري اكتسب الكثير من الخبرة في مجال حرب العصابات والالتحام المباشر وهو ما تدركه اسرائيل تماما. وتتابع الدوائر، أن زيارة رئيس اركان الجيش الايراني الى سوريا والتفاهمات والاتفاقيات التي تم التوقيع عليها، جميعها تنضوي تحت العنوان نفسه، إعادة ترسيم الخطوط الحمراء وخلق واقع جديد في العلاقة مع اسرائيل قائمة على الردع المتبادل، وبالتأكيد عدم الانجرار الى حرب، لكن عدم السماح بهامش حركة اسرائيلي مرن من الناحية العسكرية، وتستذكر الدوائر قوة الردع القائمة على الحدود اللبنانية الاسرائيلية وخشية اسرائيل من القيام بخروقات فاضحة ضد لبنان وحزب الله. وتنقل الدوائر نفسها عن جهات اسرائيلية تأكيدها أن ايران اتخذت قرارها بشأن تطوير قدرات الجيش السوري وتمكين الصناعات العسكرية السورية ومنظومة الدفاع الجوي في الجيش السوري، بالاضافة الى التكنولوجيا المتطورة التي حصلت عليها دمشق من موسكو. وفي النهاية ترى الدوائر أن هناك شيئا مهما يجب أن لا يغيب عن من يرغب في (قراءة الطالع) في هذه المنطقة المتقلبة والمليئة بالمفاجآت، وهو حقيقة أجواء إنتخابات مبكرة بدأت تخيم على القرار السياسي في اسرائيل.