2024-04-20 08:14 ص

هتلر مازال يقتل!!

2017-10-12
بقلم: بطرس الشيني
ما زال اشباه هتلر يمارسون القتل عبر العالم وذلك المجرم تحول إلى فيروسات تشبه فيروس الايدز ولكنها اخطر لأنها تسللت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية إلى مفاصل الإدارات والحكومات الغربية وقتلت لدى أصحاب القرار في الغرب والكثير من البلدان مناعة الشعور بالإنسانية وجعلت منهم وحوشاً بربطات عنق أنيقة ،تفننوا بصناعة عشرات الحروب بعد الحرب العالمية واستثمروها..... كان " ادولف هتلر " الألماني المتطرف اكبر قاتل للبشر في القرن الماضي دفعته نظرية حزبه المريضة القائلة بتفوق العرق الألماني لإبادة عشرات الملايين من البشر في الحرب العالمية الثانية ..ولم يكن هذا الزعيم الألماني الوحيد في مذبحة البشرية تلك بل شاركه زعماء دول غربية اغتنموا فرصة نشوب الحرب لممارسة القهر والاحتلال والقتل ضد شعوب العالم الثالث وإذا كان " هتلر " المهووس بتفوق عرقه قتل عشرات الملايين فإن زعماء بريطانيا وفرنسا وأمريكا قتلوا أيضا عشرات الملايين خلال الحرب وكل الحروب التي تلتها في النصف الثاني من القرن الماضي تحت دافع جشعهم وعنصريتهم " وتفوقهم العرقي " وكان من المثير للسخرية دوماً كيف أن دولة مثل فرنسا كانت تحت الاحتلال النازي ويعاني شعبها الذل والقتل تمارس في الوقت عينه القتل والذل على شعوب الدول الواقعة تحت احتلال جيشها وربما كانت صورة " تشرشل " الزعيم البريطاني وهو يرفع السبابة والوسطى تعبر ليس عن الصمود في وجه النازي بقدر ما تعطي أحد خيارين للشعوب الواقعة آنذاك تحت الاحتلال البريطاني إما الموت أو الرضوخ للجيوش البريطانية المنتشرة عبر المستعمرات .. في تاريخ الحرب العالمية الثانية بالكاد يوجد ذكر للدول الأوروبية الشمالية والاسكندنافية إلا كضحايا للنازي أو كدول محايدة مسالمة وربما لهذا الأمر حظيت تلك الدول بسمعة جيدة عبر القرن الماضي . ولكن الوجه الحقيقي لتلك الدول ظهر مع دعمها غير المحدود وغير المبرر للمنظمات الإرهابية في سورية والعراق منذ بداية الحرب الإرهابية الدولية ضد المنطقة وحتى الآن. وظهر هؤلاء كما بقية الأوربيين كأوفياء لعنصريتهم وقناعتهم بالتفوق وإبادة الآخر وهذا أقرب ما يكون للفكر النازي البائد أو لفكر التنظيمات الإرهابية الجديدة . يتماهى قادة وجنود أمريكا وأوربا المتواجدين بشكل غير شرعي في سورية مع فكر هتلر في إبادة السوريين مستندين إلى فكر عنصري لا يقل صفاقة ومعاداة للإنسانية عن الفكر النازي فعندما هاجمت الطائرات الأمريكية والبريطانية والاسترالية والدانماركية وربما الهولندية العام الماضي حامية مدينة دير الزور في جبل الثردة قتلت ما يزيد عن /100/جندي سوري ولاحقت الجرحى برشاشات الطائرات وقضت عليهم في سيارات الإسعاف ارتكبت بفعلتها جريمة همجية لا تقل عن جرائم النازي بشيء بل تفوقها بانحطاط الأخلاق العسكرية كونها رسخت تلك القوة في خدمة منظمة داعش الإرهابية التي سرعان ما سيطرت على جبل الثردة وطوقت عشرات آلاف المدنيين في دير الزور في حصار طويل أدى لمقتل مئات الأطفال لنقص الغذاء والدواء وأفسح المجال لداعش لارتكاب مجزرة بحق المدنيين راح ضحيتها المئات ولولا الصمود الأسطوري لما بقي من حامية المدينة لكانت الجريمة أوسع وأشنع . في الأسبوع الماضي استهدف الإرهاب قسم الشرطة المدنية في حي الميدان الدمشقي بتفجيرات انتحارية أدت لمقتل وجرح عشرات المدنيين السوريين وكما في غيرها من التفجيرات الإرهابية صمت حكام الغرب وصحافته ومنظماته " الإنسانية " ولم تصدر أية إدانة ضد الإرهابيين . رغم أن المنظمة التي ارتكبت الجريمة مصنفة على لائحة الإرهاب في مجلس الأمن والأمم المتحدة وهذا شيء طبيعي لأن ثمة نسخة من هتلر آخر وآخر تجلس في موقع القرار في مقرات الحكومات الغربية وبرلماناتها "الديمقراطية " وبالتزامن مع التفجير الانتحاري في دمشق هاجم /300/إرهابي من منظمة داعش مدينة القريتين وطريق دير الزور في البادية السورية وانطلقت هذه المجموعة القاتلة من مناطق تواجد القوات الأمريكية والبريطانية والنرويجية في "التنف "ومخيم "الركبات على الحدود السورية الأردنية وبين الاستطلاع الجوي الروسي أن انتقال هذه المجموعات لم يكن يتم لولا الدعم والمساندة من قبل القوات الغربية المتواجدة في البادية السورية ... قتل إرهاب داعش في هجمته الأخيرة العشرات من المدنيين والعسكريين السوريين وصمت حكام الغرب وخاصة أمريكا وبريطانيا والنروج الشركاء في الجريمة عن أي إدانة أو أسف لا للهجوم الانتحاري بدمشق ولا إدانة هجوم داعش على القريتين ودير الزور ... هتلر القاتل الألماني الشهير كان يأمر قواته بقتل البشر ويغدق عليهم "وسام الصليب الحديدي الشهير وأشباه هتلر اليوم يقتلون البشر عبر منظمات إرهابية لم تشهد البشرية مثيلاً لها عبر التاريخ ويمنحونهم لقب "مقاتلون من أجل الحرية " من المألوف والمتوقع أن تعمل الإدارة الأمريكية والحكومة البريطانية ومثيلتها الفرنسية والألمانية على دعم الإرهاب فهذه الدول كانت وما زالت الأكثر قتلاً للجنس البشري تحت حجج ومسببات لا تنتهي ،ولكن غير المفهوم كيف يصبح جنود بلدان مثل النروج والدانمارك مجرد قتلة وأدوات رخيصة لدعم أعتى المنظمات الإرهابية كما ليس من المفهوم كيف تتماهى حكومات وبرلمانات الدول الاسكندنافية "وسويسرا والسويد مع فكر التنظيمات الإرهابية وترسل المئات من الإرهابيين لقتل السوريين والعراقيين بدم بارد تزيد برودته عن صقيع شمال أوربا . عندما قتل التحالف الأمريكي الأوربي مليون عراقي نصفهم من الأطفال والنساء بحجة وجود أسلحة الدمار الشامل تم تصوير الجريمة على أنها في خدمة البشرية وحتى مئات آلاف الأطفال الذين ماتوا يومها لنقص الدواء والحليب كانوا مجرد خسائر "جانبية "من أجل هدف أمريكي غربي "سام " ملايين الأفارقة الذين قتلوا في السنوات الثلاثين الماضية هم أيضاً "خسائر جانبية "لصراع الشركات الغربية وهيمنتها على القارة السوداء. أشباه هتلر مازالوا يمارسون القتل عبر العالم وذلك المجرم تحول إلى فيروسات تشبه فيروس الايدز ولكنها اخطر لأنها تسللت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية إلى مفاصل الإدارات والحكومات الغربية وقتلت لدى أصحاب القرار في الغرب والكثير من البلدان مناعة الشعور بالإنسانية وجعلت منهم وحوشاً بربطات عنق أنيقة ،تفننوا بصناعة عشرات الحروب بعد الحرب العالمية واستثمروها ولم يعد ينقصهم إلا إعادة مصنع أوسمة الصليب الحديدي النازي إلى العمل لمنحها لأنفسهم ولعملائهم . ثمة هتلر في البيت الأبيض بدأت ولادته مع محرقة هيروشيما وناغازاكي النووية وهتلر آخر في /10/داوننغ ستريت في لندن "ولد مع أصبعي تشرشل وخبثه ومعاداته للقيم السامية وبشكل خاص معاداته للخير ويسجل له تدمير مدينة درسدن الألمانية وقتل عشرات آلاف المدنيين بعد أن حسمت الحرب .كان هناك هتلر في باريس يمارس القتل في مستعمراته كما يمارس القتل الآن عبر وكلائه الإرهابيين وهتلر آخر في النروج والدانمارك أرسل جنوده لقتل السوريين على أمل الحصول على صليب حديدي جديد ... وثمة هتلر كبير في تل أبيب يدير آلاف الإرهابيين من منظمة القاعدة في جنوب سورية ويعالجهم في مشافيه بمدينة صفد وتل أبيب ويغدق عليهم السلاح ويؤمن لهم رضى أمريكا الدائم وتأييد الأخطبوط الإعلامي اليهودي الدولي ومع ذلك هناك أم ثكلى وأرملة مفجوعة وطفل يتيم في هذه القرية السورية والبلدة العراقية يستخدمون الحديد كمعول لزراعة ما يسدون به رمقهم أو حتى لزراعة ياسمينة ناعمة .