2024-04-20 12:50 م

ماذا وراء الرضى الاقليمي والدولي على ملف المصالحة؟!

2017-10-03
القدس/المنـار/ ظروف مستجدة بالغة الخطورة فرضت على طرفي الانقسام في الساحة الفلسطينية أن يلتقيا على الجهود المصرية لتحقيق المصالحة، ودفعت قوى  التأثير في الاقليم والساحة الدولية على القبول بالرعاية المصرية واسناد جهودها بغية انهاء الانقسام، وتحقيق المصالحة على ما يبدو هو ايضا خطوة مطلوبة للجهات التي لعبت على وتر الانقسام وعارضت نجاح ملف المصالحة طوال أعوام الانقسام الأحد عشر.
انها مفارقة غريبة أن تلتقي هذه المصالح جميعها، وهذا يشير الى أن أحداثا ما سوف تشهدها المنطقة تتطلب تهدئة جبهات واشعال اخرى، والا ما سر التأييد الامريكي لانهاء الانقسام؟ ! ولماذا في هذا التوقيت ، وهل ستتحقق المصالحة فعلا أم أنها ستتوقف عندما تفرز الاحداث المرتقبة النتائج التي تتوخاها واشنطن؟!
المتتبع للتطورات في المنطقة، ونتائج الاحداث الملتهبة في بعض الساحات، وفشل سياسات، وبروز معادلات جديدة، يصل الى نتيجة مفادها أن المطلوب في هذه المرحلة اغلاق بعض الملفات بحلول وتسويات مؤقتة قد تصبح دائمة، لصالح أحداث قادمة، من الضرورة التفرغ لها، ولتداعياتها سلبا أو ايجابا، وفي ذات الوقت ترجمة لوعود طالت بتسوية الملفات المذكورة من جانب الادارة الامريكية في مناخ ملائم لتمرير صفقات وحلول دون اعتراض حتى ممن يدفعون أثمانها، والفلسطينيون من بينهم.
وجاءت جهود المصالحة في الساحة الفلسطينية لتمهيد الأرضية اللازمة لتسويق صفقة ما قبل "الحدث الأكبر"، تهدئة لجبهة الصراع حيث الحدث اياه يتطلب ذلك، وفي ذات الوقت يفتح الباب واسعا امام السعودية ودول الخليج للتطبيع الشامل مع اسرائيل، حيث اغلاق ملف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي هو السبيل والجسر لاشهار العلاقات السرية للانظمة الخليجية مع اسرائيل، لاقامة تحالف ضد "العدو الوهمي" ايران والمقاومة والحد من النفوذ الروسي في المنطقة، وانطلاق الانظمة المذكورة للاضطلاع بالأدوار الجديدة الموكلة اليها من واشنطن وتل أبيب للتغطية على عجزها وفشلها في تدمير الدولتين السورية والعراقية وضرب الاستقرار في الساحة المصرية، والانتهاء من مهمة اعادة ترتيب أوضاع عصابات الارهاب لتكون وقود الاحداث القادمة وهي لا شك ستكون رهيبة!!
ان ما يجري هو توطئة لما أسماها الرئيس الامريكي دونالد ترامب بصفقة القرن التي تتطلب وحدة الفلسطينيين.. ومن بنودها، تأجيل التفاوض حول القضايا الجوهرية للصراع الفلسطيني الاسرائيلي الى سنوات قادمة، وتمرير حل مؤقت قد يصبح دائما لهذا الصراع، عنوانه حكم ذاتي له ارتباط بشكل أو بآخر مع الاردن وعلاقات طيبة ضمن دائرة محددة لقطاع غزة مع مصر، بخط رابط بين القطاع ومنطقة الحكم الذاتي في الضفة الغربية، وتعزيز الامن الاسرائيلي بالحفاظ على جبهة هادئة تماما بين جانبي الصراع، ومن ثم تنتقل واشنطن وأدواتها الى صنع الحدث الأكبر الذي لا شك وحسب معطيات عديدة، هو شن حرب على لبنان لضرب حزب الله الذي تعاظمت قوته وبرز دوره في الحرب على الارهاب، والمدعوم من ايران، حيث تسعى واشنطن واسرائيل والدول الخليجية الى المس بساحتها وضرب استقرارها ومحاصرتها.
من هنا، جاءت هذه الانطلاقة القوية في جهود تحقيق المصالحة وبرعاية مصرية، ترضى عنها كافة الاطراف ذات العلاقة وقبل كل شيء طرفا الانقسام.