2024-03-28 01:26 م

قناة إسرائيلية تكشف تفاصيل تهجير "الموساد" لليهود المغاربة

2017-10-03
بعد حوالي سبعين سنة من هجرة أوّل دفعة من اليهود المغاربة إلى إسرائيل، عقب نشوء هذا الكيان عام 1948، وتوالتْ بعد ذلك هجراتهم غداة استقلال المغرب، كشفت القناة الثانية الإسرائيلية، في تقرير طويل، جُزءا من خبايا هجرة اليهود المغاربة، كاشفة وقوف جهاز الموساد الإسرائيلي وراء هذه العملية.

التمهيد لمباشرة تهجير اليهود المغاربة إلى إسرائيل، وفق ما جاء في تقرير القناة الإسرائيلية الثانية ونقله عنها موقع المصدر الإسرائيلي، بدأ بزيارة قام بها أحد رجالات جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد)، ودامت أشهرا إلى عدد من دول شمال إفريقيا، بهدف وضْع خطة لمساعدة عشرات الآلاف من اليهود على الهجرة إلى إسرائيل غداة قيامها.

وحسب المصدر ذاته، فإنَّ جهاز الموساد الإسرائيلي أقام كثيرا من الخلايا الاستخباراتية في شمال إفريقيا، لمساعدة نصف مليون يهودي، كانوا يقيمون، بالخصوص، في المغرب والجزائر وتونس، على الوصول إلى إسرائيل، إذ تمّ تهجيرهم عبر البحر.

دخول جهاز الموساد الإسرائيلي على خط تهجير اليهود من دول شمال إفريقيا إلى إسرائيل، والذي تسرّب لأوّل مرة بعد أزيد من ستة عقود، يُورد التقرير الطويل الذي أنجزتْه القناة الثانية الإسرائيلية، كان بهدف حمايتهم "من التعرّض لمعاملة قاسية"، بعد أن نالتْ دول المنطقة استقلالها.

وكشف المنبر الإعلامي الإسرائيلي هوية ضابط جهاز المخابرات الإسرائيلي الذي تولّى ترتيب عملية تهجير اليهود من شمال إفريقيا إلى إسرائيل، ويُدعى شلومو حفيلو، وكان مبعوثا لإيسر هرئيل، رئيس الموساد آنذاك، ودامت الجولة التي قام بها، بناء على تصريحه للقناة الثانية الإسرائيلية، حوالي ثلاثة أشهر، امتدت من تونس إلى الشواطئ المغربية.

وتمثلت المهمّة التي قَدِم على أساسها ضابط المخابرات الإسرائيلي في تشكيل خلايا استخباراتية مصغرة، شكّلت حلقة الوصْل بين تل أبيب ومدينة الدار البيضاء المغربية بالخصوص، حيث كان عدد اليهود في المغرب يومئذ كبيرا، إضافة إلى مراكز أخرى في منطقة شمال إفريقيا، وجرى تزويد أعضاء هذه الخلايا الاستخباراتية بالأسلحة والذخيرة الحية، حسب المنبر الإعلامي سالف الذكر.

وتنقل كتُب التاريخ أنّ أوّل دفعة من اليهود المغاربة هاجرت إلى إسرائيل كانت عام 1948؛ لكن بعد استقلال المغرب عام 1956، أغلقت الوكالة اليهودية في المغرب، وحظرت الهجرة إلى إسرائيل، ورفضت السلطات المغربية منح اليهود المغاربة جوازات السفر لهم، ومن ثمّ بدأ نشاط الخلايا التي شكّلها جهاز الموساد الإسرائيلي، لتسهيل مهمّة اليهود المغاربة في الهجرة إلى إسرائيل، بشكل سرّي، حسب ما جاء في تقرير القناة الثانية الإسرائيلية.

وأردف المصدر ذاته أنَّ أفراد الخلية الاستخباراتية التابعة للموساد في المغرب فتشت عن اليهود المغاربة الراغبين في الهجرة إلى إسرائيل في كل أرجاء المغرب، ووفّروا لهم جوازات سفر مزوّرة، وجرى تهريبهم إلى إسرائيل عبر السفن، مشيرا إلى أنّ جزءا من هذه العملية تمّ بتعاون مع السلطات الإسبانية التي وافقت على عبور المهاجرين اليهود إلى إسرائيل عبر أراضيها.


هسبريس - محمد الراجي