2024-04-19 08:52 م

التحديات الجديدة للحرب في العراق

2017-10-02
بقلم: محمود الشاعر
تخرج إسرائيل من وكرها راقصة على وقع معزوفة البرزاني المنتشي بأوهامه السياسية في إقامة دولة كردية مستقلة عن العراق في كردستان الأمر الذي يروق لإسرائيل كثيراً ويدغدغ أحلامها في إرساء قواعد لها على حدود الإقليم المزعوم لتهديد من تناصبهم العداء في أي وقت وللحصول على حصة كبيرة من الثروات النفطية هناك ولتلعب دوراً جديداً وخبيثاً في منطقة الشرق الأوسط كما وتفترض إسرائيل أن إقامة دولة كردية شمال العراق سيكون نواة لدولة كردية كبرى تضم مناطق الوجود الكردي مما سيسمح بإقامة شراكة إستراتيجية مع الكيان الإسرائيلي يقلص من عزلته ويزيده قدرة على التأثير في المشهد الإقليمي ويحقق أهدافه الخبيثة في تقسيم العالم العربي إلى دويلات مقسمة مذهبياً وطائفياً وعرقياً مما يحقق أمن إسرائيل ويبعد عنها شبح المواجهة مع محور المقاومة الذي ازداد تماسكاً وصلابة بعد الحرب الإرهابية على سورية والعراق . لقد أدركت إسرائيل أن ظهور التنظيم الداعشي في العراق بكل ما يملك من وحشية وقدرة على التدمير والقتل والإجرام لم يستطع تفتيت بنية الدولة العراقية والنيل من وحدتها لذلك كان لابد لها من إيجاد البديل في المرحلة الراهنة فجاء الاستفتاء على الانفصال ليعوض عما فشلت التنظيمات الإرهابية القيام به على مدى السنوات الماضية وكخطوة أولى لتدمير المنطقة العربية برمتها لكن الأكراد سيدركون قريباً أن الدعم الصهيوني لهم مجرد أكذوبة وأنهم مستهدفون أكثر من غيرهم فأي دولة تبنى على أساس عرقي هي دولة واهية لا ركيزة لها ومع تزايد وتيرة الرفض العراقي والعربي لهذا المشروع التفتيتي الذي سيضعف العراق ويجعل إمكاناته وثرواته عرضه لأطماع الخارج تؤكد سورية اليوم على أهمية الإبقاء على العراق موحداً ودوره في الحفاظ على توازن المنطقة حيث شكل قوة ارتكاز لسورية خلال حربها على الإرهاب ويعد من أهم دول محور المقاومة للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة وقد سعت سورية مراراً لإفشال أي مشروع تقسيمي يطرح في خارج سورية أو داخلها ولاسيما المشروع التقسيمي في شرق حلب الذي حاول دي مستورا تمريره وعاد منه خائباً . وأمام هذا المشهد يكشف أردوغان اليوم عن نواياه العدوانية المبيتة بعد أن سمح برلمانه الإخواني بتفويض الجيش التركي للتدخل العسكري في سورية والعراق بحجة رفضه لاستفتاء إقليم كردستان العراقي مع أن الإقليم المزعوم يعد من اكبر الشركاء التجاريين لتركيا كما يحاول التركي إشغال المنطقة بصراع جديد ومفتعل ليصرف الأنظار عن التنظيم الداعشي في محاولة لإعادة الحياة لهذا التنظيم المنهار . إن أبناء العراق اليوم أمام تحد كبير وتقع عليهم المسؤولية الكبرى في صون وحدتهم والوقوف في وجه المخططات التقسيمية للحفاظ على بلد عراقي موحد قادر على النهوض مجدداً وإعادة الإعمار ونفض غبار الحرب والبدء بمرحلة جديدة من التطور والازدهار . 
*أمين تحرير صحيفة العروبة بحمص