2024-03-28 11:56 م

الشرط السعودي لإعادة الدعم المالي لـ14 آذار

2017-10-01
من المفترض أن يتوجه الرئيس سعد الحريري الأسبوع المقبل إلى المملكة العربية السعودية، وذلك بعد أن يكون قد زارها بالإضافة إلى سمير جعجع والنائب سامي الجميل، كلٌّ من النائب وليد جنبلاط، الوزير أشرف ريفي، منسق الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار فارس سعيد. يحاول البعض تصوير أن الحريري قد استدعي إلى المملكة لتقديم استجواب، وهي صورة مخالفة للوقائع، خصوصاً أن موقع الحريري كرئيس للحكومة سيحتم ترتيب زيارته بطريقة مختلفة عن طريقة زيارة هذه الشخصيات السياسية. لكن، ثمة عتباً سعودياً على الحريري، حسبما ينقل زوار الرياض.

أصبح عنوان اللقاءات واضحاً، وهو إعادة تجميع حلفاء السعودية في لبنان، والعمل على رص صفوفهم، لأن المرحلة لا تحتمل الترف والخلافات الشخصية أو المصلحية أو التفصيلية، خصوصاً أن التسوية اللبنانية فشلت، من وجهة نظر السعودية، فبعدما تعهد الحريري وجعجع بأن انتخاب ميشال عون رئيساً سيدفعه إلى موقع وسطي، وسيؤدي إلى وقوع خلاف بينه وبين حزب الله، ثبت فشل هذا الرهان، وعدم صوابية هذه الرؤية. وهذا ما يظهر من خلال مواقف عون في المحافل الدولية، حيث يؤكد أنه لا يمكن الاستغناء عن حزب الله، بقوته وسلاحه.

ستخصص المرحلة المقبلة للبحث عن سبل لإعادة رص الصفوف، ووقف المسار الإنحداري الذي كرسته التسوية الرئاسية في لبنان. إلا أن الآلية التطبيقية لذلك غير واضحة حتى الآن، ولا أفق أمام تحقيق ذلك، سوى من خلال بابين، الأول هو إعادة تصعيد المواقف السياسية، والثاني هو العمل لأجل الفوز في الانتخابات النيابية، لكن الحالتين قد لا تؤديا إلى تغيير في جوهر الأمور أو الوقائع، لأنه حتى لو فازت قوى الرابع عشر من آذار في الانتخابات النيابية، فلن يكون هناك إمكانية لتشكيل الحكومة بمعزل عن حزب الله وعن رئيس الجمهورية.

وينقّل الزوار أن القيادات السعودية كانت مستمعة في أغلب الأحيان، إذ طرحت عليهم أسئلة متعددة ومتشعّبة، بشأن رؤيتهم الوضع في لبنان. وكل شخص قدّم وجهة نظره، فكانت وجهة نظر سعيد والجميل الأكثر تصعيداً، تليها وجهة نظر جعجع. سمع هؤلاء بعض المواقف والكلمات التي جاءت على شكل رسائل عاتبة وداعية إلى ضرورة الوقوف وقفة رجل واحد، لأنه لا يمكن القبول بما يجري في لبنان، والسكوت أمام جرّه إلى المحور الإيراني والسوري.

لم يخفِ المسؤولون السعوديون انزعاجهم من حجم التنسيق بين بعض الوزراء مع النظام السوري، مقابل عدم قدرة حلفائهم على مواجهة ذلك. وأشاروا إلى أن كل مواقف التصعيد من دون تأثير. وأكدوا أنه لا يمكن القبول ببقاء بشار الأسد، وكل الكلام الذي يحكى هو عار من الصحة. وجددوا موقفهم بأنه لن يكون مكان للأسد على المدى الطويل في سوريا، معتبرين أن الاتصالات مستمرة مع القوى الدولية المؤثرة لإيجاد حلّ للأزمة السورية. لذلك، لا يمكن السماح باختطاف لبنان ووضعه في حضن الأسد، لأن حزب الله وإيران يسعيان إلى استعجال ذلك، وعلى اللبنانيين الصمود لمنعهم من تحقيق هذا الهدف.

وشدد السعوديون على ضرورة الصمود، وعدم الاستسلام أمام المحور السوري الإيراني. ولكن، هناك من توجه إليهم بالقول إن الصمود يحتاج إلى مقومات، وهذه المقومات المفقودة هي التي قد تكون دفعت الحريري إلى التسوية مع عون، تحت الضغط المالي، ولم يعد قادراً على توفير الأموال والمساعدات لموظفيه ومناصريه. وهنا كان الجواب بأنه في الإمكان الصمود بدون المال، لأن الموقف السياسي لا يرتبط بالأموال. مع تأكيد سعودي بجهوزية إعادة الدعم ولكن على الأقل، يريدون مشاهدة بعض التغيير في المواقف، أو جدية في التعاطي.