2024-04-25 06:32 م

تحقيق المصالحة في الساحة الفلسطينية.. التمهيد لمشهد اقليمي جديد!!

2017-09-29
القدس/المنـار/ في المنطقة تحركات وتحولات تنذر بتطورات قادمة في المشهد الاقليمي، لم تكن متوقعة أن تظهر في هذه الفترة، لما لها من تداعيات على ساحات عديدة، تطورات في مقدمتها اغلاق ملفات بقيت مفتوحة عقودا طويلة من الزمن، لكن، هذه التطورات قد تكون لصالح أطراف وفي غير صالح جهات أخرى، والفترة القادمة سوف تشهد شطب معادلات وصياغة معادلات جديدة، وما يجري في المنطقة من أحداث أحد أهم عوامل الصياغات الجديدة.
فالمصالحة في الساحة الفلسطينية تتصدر هذه التطورات فخطوات تحقيقها ماضية بوتيرة متسارعة، بعد أن كادت تصبح من المستحيلات، ولدى الاطراف المتصارعة مفاهيم وقناعات وتصورات جديدة، تحفظ بقاءها أولا وتدفعها الى التلاقي، خشية الاندثار والاقصاء، أو خوفا من تهديدات جازفة، أطراف على ما يبدو قرأت الاحداث والمتغيرات والى أين تتجه الرياح جيدا، فسلكت مسارات جديدة.
قوى التأثير في المنطقة والساحة الدولية أصبحت معنية بانهاء الانقسام وتدفع باتجاه ذلك، بعد أن عملت غالبيتها على اذكاء الانقسام وتعميقه، ويبدو استنادا الى دوائر سياسية أن ما تشهده الساحة الفلسطينية هو من بين ترتيبات التمهيد لصفقة القرن كما سماها الرئيس الامريكي دونالد ترامب، صفقة تغلق ملفات خطيرة وأخرى مشتعلة، من بينها الصراع الفلسطيني الاسرائيلين. 
الذهاب الى المصالحة، والتلاقي غير المتوقع، يفتح الباب واسعا أمام مبادرة سياسية لحل الصراع مع اسرائيل، يتعاطى معها الفلسطينيون تحت قيادة واحدة، هي منظمة التحرير الفلسطينية، مبادرة أخذت في الحسبان ما تشهده بعض الساحات في المنطقة، وتمنع أي اشتعال جديد في حال استمر هذا الصراع.
وحسب الدوائر السياسية نفسها فان حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي سيكون له تأثيره على ساحات المنطقة، كما للاحداث في هذه الساحات تأثيرها على ملف الصراع المذكور، لكن، طبيعة الحل ما تزال في علم الغيب، وإن تناثرت بعض التسريبات هنا وهناك.
انها بداية رسم مشهد اقليمي جديد في المنطقة، خاصة وأن هناك ساحات على تماس مباشر مع طرفي الصراع، وهذا ما يفسر المتابعة الدقيقة من جانب أنظمة هذه الساحات لما يجري في الساحة الفلسطينية من حراك خاصة ما يتعلق منه بمسألة المصالحة والمرونة المفاجئة من جانب فتح وحماس لانجاح جهود تحقيقها وبالسرعة الممكنة حتى لا تجد نفسيهما خارج المعادلة، فالحركتان معنيتان بتحقيق النجاح حماية لمصالحهما، وهذا النجاح يعي ببساطة أن موقفهما سيكون موحدا، ومشروعهما واحد.
تقول الدوائر السياسية ذاتها أن حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي كان يتطلب أولا انهاء الانقسام ثم اطلاق خطاب سياسي موحد تفرضه القراءة المتأنية لعناصر الصورة والمشهد في المنطقة، وارتباط ملفاتها معها، وتقدير لما قد يفرض على المشهد السياسي الفلسطيني من مطالب وحطوات تسهيلا لتمرير الحل المرتقب، الذي هو جزء من صفقة القرن التي تتحدث عنها واشنطن، "المباركة" لجهود المصالحة، بعد أن كانت احدى الجهات المعرقلة والرافضة لها.