2024-04-24 03:15 م

ملف المصالحة.. مسار جديد برعاية مصرية مباركة

2017-09-19
القدس/المنـار/ في القاهرة وبجهود مصرية صادقة، حدث تطور على ملف المصالحة، عندما أعلنت حركة حماس موافقتها على حل اللجنة الادارية في قطاع غزة، وهو الشرط الذي طرحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس للتقدم في ملف المصالحة المتعثر منذ سنوات طويلة.
ظروف ومتغيرات فرضت هذا التلاقي بين فتح وحماس، ترجمتها القاهرة على أرض الواقع عندما أدارت مباحثات مع قيادة حماس التي وصلت الى العاصمة المصرية برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنية، وبهذا التطور عاد ملف المصالحة الى اليد المصرية، بعد أن اختطفته دول غير حريصة على قضية الشعب الفلسطيني، وغير معنية بانهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية.
حركة حماس، وجدت بعد سلسلة من السياسات الخاطئة، ان التدخل في الشأن الداخلي المصري، يهدد حكمها في غزة، وتمحورها مع جهات معادية لمصر، ليس في صالحها، واستمرارها في هذه السياسات الخاطئة التي بدأتها بالوقوف قولا وعملا ضد الدولة السورية، وقبل ذلك الانقلاب الاسود في القطاع على الشرعية الفلسطينية، ثم مشاركتها جماعة الاخوان برنامجها، الذي سقط على أرض مصر، يعني أن الاوضاع في قطاع غزة قد تنفجر ضدها في أية لحظة، فكان هذا التطور الذي شهدته القاهرة قبل أيام، الذي أشاع تفاؤلا في الساحة الفلسطينية، تطور يخرج حماس من مأزقها، ويعيدها الى حيث نقطة البداية، فصيل وطني مقاوم.
وبالنسبة لرام الله، فان انهاء الانقسام يعزز موقفها في الساحتين الدولية والاقليمية، ويسقط الاجندة المشبوهة التي تعبث في الساحة الفلسطينية وتستهدف الشرعية الفلسطينية المحاصرة، ويحمي المشروع الوطني الفلسطيني، ويدحض الادعاءات بعدم وجود شريك فلسطيني.
مصر من جانبها، التي شهدت هذا التطور اثبتت مجددا حرصها على وحدة الشعب الفلسطيني، وضرورة انهاء الانقسام، للوقوف في وجه التهديدات والتحديات المتعاظمة والمتصاعدة.
هذا التلاقي هو في مصلحة طرفي الصراع، والتقدم الى الأمام وصولا الى مصالحة حقيقية يبعد عنهما، امكانية السقوط وغضب الشعب، واذلال الاخرين لهما، والسؤال الذي يطرح نفسه، الان.. هل تتواصل اللقاءات بينهما بنوايا طيبة، لما فيه مصلحة الشعب الفلسطيني؟!
للوهلة الاولى، الجانبان طرفا الانقسام، انقذا نفسيهما من املاءات واجندات وقوى مشبوهة في المنطقة، وفتحا ابواب الخروج من مأزقيهما، داخليا وخارجيا، وعززا وحدة الشعب الفلسطيني، وقيادة هذا الشعب وممثله الشرعي والوحيد، وهذا ما يجب أن تدركه حركة حماس، وتتوقف عن محاولة سرقة هذا التمثيل الذي يعترف به العالم أجمع.
كذلك، بُعد هذين الطرفين عن مصر، والتشكيك في دورها، والاصطفاف الى جانب القوى المعادية لها، ليس في صالحهما، ونتمنى أن يدرك الطرفان هذه الحقيقة، وعدم تجاهلها، أو سلوك مسار النكوص والمراوغة، أو التراجع لضغوط من هذه الجهة أو تلك، وعدم تناسي ان الشعب لم يعد يحتمل استمرار الانقسام وما يجلبه من ويلات وكوارث.
والجانبان، عرضة الان، لضغوط من محاور اقليمية ودولية متصارعة، لثنيهما عن التلاقي وانجاز المصالحة، وبالتالي، الرد على هذه الضغوط وعدم الوقوع في دائرة الاستجابة لها، هو المضي قدما وسريعا باتجاه المصالحة، والدخول في حوار معمق لايجاد الحلول لكافة القضايا والمسائل، العالقة بينهما، وتفضيل المصلحة العامة على المصالح الخاصة بعيدا عن الالتفات الى نصائح وضغوط الجهات المعرقلة، ذات الارتباطات المشبوهة والمعادية.
ان التطور بشأن المصالحة، ونجاح الجهود المصرية فاجأت الكثيرين، وأشاعت التفاؤل في الساحة الفلسطينية، والنوايا الصادقة الطيبة، والنظر الى مصلحة الشعب الفلسطيني، كفيلة بانجاح مسيرة المصالحة.
والأهم من ذلك كله، أن لا يكون الجانبان المتصارعان قد اقدما على احداث هذا التطور لغرض في نفس يعقوب، أو مدخل لمصلحة ذاتية وحزبية، وعبور مسار للنجاة، أي خطوة مؤقتة لهدف مرحلي.
هذا يتضح في الأيام القليلة القادم، صدق النوايا، وسلامة الاهداف، وما سيقدمه كل طرف نحو مزيد من التطورات الناجحة، وصولا الى انهاء الانقسام الكارثي.