2024-03-28 06:57 م

المصالحة الفلسطينية.. هل حسمت مصر الخلافات؟

2017-09-19
يترقب الشارع الفلسطيني مجريات الأمور على الساحة المحلية بعد إعلان حركة حماس حل لجنتها الإدارية والذهاب مع حركة فتح نحو خيار الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وسط مخاوف من سيناريوهات الفشل السابقة.

لكن، بعض المراقبين يعتقدون بأن هذا التطور جزء من توازنات إقليمية، معتبرين أن الاتفاق الذي توصلت إليه الفصائل الفلسطينية برعاية الحكومة المصرية والذي يقضي بتولي حكومة الوفاق إدارة قطاع غزة، له أبعاد إقليمية ترتبط بخلافات القاهرة مع حكومتي أنقرة والدوحة.

إعلان حماس الذي خرج إلى النور مطلع الأسبوع الجاري، يهدف إلى إنهاء انقسام بدأ منذ 10 أعوام حين سيطرت حركة حماس على القطاع.

التخلي عن الإخوان المسلمين

يرى الخبير الاستراتيجي المصري خالد عكاشة أن حركة حماس "أخذت خطوات متقدمة لإعادة الأمور لنصابها الصحيح" باستجابتها للوساطة المصرية.

وقال عكاشة، عضو المجلس الوطني المصري لمكافحة الإرهاب في حديث لـ "موقع الحرة" إن حماس تحاول "الانتقال لمربع جديد، والبداية كانت وثيقة أطلقت قبل شهور وأعلنت فيها خروجها من مشروع الإخوان المسلمين في المنطقة".

وأضاف أن رهان الحركة على دعم دولتي قطر وتركيا اللتان "تعانيان أزمات إقليمية ودولية" لم يكن مفيدا.

وأوضح عكاشة أن الاتفاق الأخير يعود بالمصالحة الفلسطينية إلى "اتفاق 2011 الذي وُصف وقتها بأنه الأكثر شمولا وقدرة على تحقيق المصالحة وبالتالي العودة له خطوة في الطريق الصحيح".

وكانت حماس أعلنت الأحد حل حكومتها في غزة ودعت حكومة الوفاق برئاسة رامي الحمد الله إلى ممارسة مهامها بالقطاع، وهو القرار الذي رحب به رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن.

وكانت حماس أكدت على أنها اتخذت قرارها استجابة للجهود المصرية بقيادة جهاز استخباراتها.

الكل يحتاج الكل

ويقول المحلل السياسي الفلسطيني عدنان أبو عامر إن أطراف الاتفاق الثلاثة، مصر وحماس والسلطة الفلسطينية، كانوا بحاجة لهذا الاتفاق.

وأضاف في حديث لـ "موقع الحرة" أن "الخوف من انفجار في غزة دفع مصر لتكثيف جهود الوساطة"، مشيرا إلى صعوبات اقتصادية شديدة تواجه أهالي القطاع.

وأوضح أن مصر رأت أن "أطرافا أخرى دخلت على الخط في غزة مثل قطر وتركيا، ومصر لا يرضيها أن يكون لدول تخاصمها أي نفوذ في غزة".

وأشار إلى أن "حماس في حاجة لمصر بسبب تردي الأوضاع الداخلية، وأبو مازن يعاني من أزمة مزدوجة، داخليا بسبب حماس وخارجيا مع إسرائيل".

وتابع أبو عامر قائلا إن "حماس تعلم جيدا أن قطر وتركيا قدمت لها مساعدات مالية ودبلوماسية، لكن حماس محكومة بالجغرافيا".

بينما يرى البعض أن هناك عقبات تعترض تطبيق اتفاق المصالحة الجديد، وقال المحلل السياسي هاني المصري إن الخطوة التالية يجب أن تكون "الشروع في حوار شامل ينتهي خلال فترة قصيرة يتركز على وضع خطة لتنفيذ اتفاق القاهرة".

وأضاف في منشور على فيسبوك أن على الطرفين الفلسطينيين "أخذ العبرة من الفشل المتكرر للمحاولات السابقة".

الكاتب والمحلل السياسي في "موقع الحرة" عريب الرنتاوي اعتبر في مقالة له "أنها ليست المرة الأولى التي ترتفع فيها آمال الفلسطينيين ورهاناتهم بشأن إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، إذ طالما انتهت جولات ووساطات كالوساطة المصرية، إلى اتفاقات وتفاهمات بين الجانبين، سرعان ما كانت تنهار عند أول محك عملي، أو عندما يصطدم الجانبان بشيطان التفاصيل".

اقرأ على موقع الحرة.. المصالحة الفلسطينية و'شيطان التفاصيل'

وأضاف الرنتاوي أن "أزمة فريقي الانقسام الفلسطيني قد تدفع بهما إلى التقارب وتجاوز خلافاتهما وصراعاتهما المحتدمة على السلطة، لكن الطريق إلى وحدة الموقف والإرادة الفلسطينيين، ما زال مفخخا بالألغام".

خاص بـ"موقع الحرة"