2024-03-29 02:08 م

أمريكا والصين في إفريقيا.. بين التنافس والشراكة

2017-09-19
يبدو أن التنافس الشرس بين الصين والولايات المتحدة على التواجد في إفريقيا، الذي احتل عناوين الصحف الإفريقية والعالمية في الآونة الأخيرة، لن يكون في صالح واشنطن التي أصبحت محاصرة بالعديد من المشكلات الداخلية والخارجية في الوقت الذي تواصل فيه الصين الصعود دون توقف، ويبدو أن الاستراتيجية الأمريكية مع الصين داخل إفريقيا ستعتمد على التعاون لكسب أكبر قدر من التواجد معها جنبا إلى جنب، وقد لا يكون التعاون مع الصين ما هو إلا حيلة ترغب من خلالها الولايات المتحدة في الاطاحة بالصين والتربع من جديد دون منافس على عرش القارة السمراء.
ذكر موقع نيوزويك، أن القائد الأعلى للقوات الأمريكية في إفريقيا توماس والدوسر، قال إن افتتاح الصين لقاعدة عسكرية في جيبوتي على بعد أميال قليلة من القاعدة الأمريكية يجب أن يولد حقبة جديدة من التعاون بين الدولتين في إفريقيا وليس التنافس كما تروج الصحف.
وتابع الموقع أن بكين افتتحت رسميا أول قاعدة عسكرية خارجية في جيبوتي في أغسطس الماضي، مما وفر للصين موقعا بحريا في القرن الإفريقي بالقرب من ممرات الشحن الهامة والخطيرة في المحيط الهندي وخليج عدن، وتعتبر جيبوتي موطنا لمعسكر ليمونييه (القاعدة العسكرية الأمريكية الدائمة الوحيدة في إفريقيا) التي تضم حوالي 4 آلاف فرد وتشكل مركزا للجهود الأمريكية لمكافحة الإرهاب في أماكن مثل الصومال وباقي القارة.
وأضاف الموقع أن تقارب القاعدتين العسكريتين أصبح مقلقا بالنسبة للولايات المتحدة التي فكرت في استراتيجية يبدو أنها ستكون بداية الخطة الحقيقية التي وضعت للصين، وقال توماس والدوسر، الأربعاء الماضي، إن التوسع الصينى في جيبوتي يمثل تحديات وفرصا فريدة، “وبما أننا لا يجمعنا بالصين داخل القارة مصالح مشتركة سوى الاستقرار الإفريقي، فنحن نرى أن هناك فرصة للتعاون فيما بيننا في العديد من المجالات حيث يمكننا التعاون مع الجيش الصيني، فعلى سبيل المثال، نستطيع أن ندعم معا كلا من بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والتدريب مع قوات الدفاع الإفريقية”، وأضاف: “لدينا مصالح متبادلة في إفريقيا تعني أنه يمكننا بل ويجب علينا التعاون”.
وأشار الموقع إلى أن العلاقات بين البلدين في حكم الرئيس ترامب مختلطة، وأن الرئيس الصيني شي جين بينغ، أشاد بالرئيس ترامب، عندما حل ضيفا عليه في فلوريدا، في أبريل الماضي، وقال إنه يقوم بعمل رائع، فيما ردّ عليه ترامب بانتقاد الحكومة الصينية لفشلها في كبح جماح حليفتها كوريا الشمالية التي استمرت في طريق الانتشار النووي.
البديل/ أسماء عبد الفتاح