2024-04-20 12:41 م

داعش دولة الخرافة التي بددها الأبطال

2017-09-17
بقلم: محمود الشاعر
منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية صورت داعش بأنها الأسطورة التي لا تقهر واستخدم أصحاب هذا التنظيم الدموي أساليب عدة في حربهم النفسية فلجؤوا إلى تصوير مشاهد الذبح والحرق وأكل الأكباد بأسلوب هوليودي لبث الرعب في النفوس وتثبيط الهمم وأعطى الأمريكي لهذا التنظيم البائد حجماً أكبر مما هو عليه حيث صرح أوباما أن الحرب على داعش ستستغرق عشرين عاماً ، لكن ما حصل على أرض الواقع بدد تلك الأوهام حين قدم الجيش العربي السوري أداءً عسكرياً أذهل العالم واحترافاً في المناورة وأبدى قدرة هائلة على الصمود رغم الظروف الصعبة التي رافقت ذلك ، فكانت النتيجة سلسلة من الانتصارات المتلاحقة في الميدان وهزائم متتالية مني بها الإرهاب وانهيارات ميدانية وفشل ذريع في شن أي هجوم معاكس وهذا ما حدث مؤخراً في دير الزور حيث تمكن أبطال الجيش السوري المحاصرون في بعض أحياء المدينة وفي مطار دير الزور من الثبات طويلاً رغم شدة الحصار ونجحوا في صد الهجمات الإرهابية ضدهم رغم تسليط التنظيم عشرات الانتحاريين واستخدام فنون الإجرام والقتل التي كان لها الجيش المحاصر بالمرصاد وأبدى بذلك فعلاً مقاوماً إعجازياً فأثمر صموده عن نصر كبير طال المدينة وأهلها بعد أن تمكنت قواتنا المسلحة من تحرير تدمر وخوض معركة البادية بنجاح تمهيداً لفك الحصار عن دير الزور وتحريرها . إن هزيمة الدواعش في دير الزور تعني بشكل أو بآخر هزيمة المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة الشرقية والذي أريد من خلاله الفصل بين القوى العراقية والقوى السورية وتفكيك محور المقاومة وإضعافه ولا يخفى على أحد أن أمريكا مدت يد العون للتنظيمات الإرهابية في تلك المنطقة حيث استهدفت مواقع الجيش السوري في جبل الثردة وقصفت القوات السورية لمنعها من التقدم إلى معبر التنف واستخدمت أساليب عدة لعرقلة تقدم الجيش في البادية ولجأت أخيراً إلى عمليات إنزال جوي لإنقاذ بعض القادة الإرهابيين في إجراء وقح يؤكد الارتباط الأمريكي الوثيق بالتنظيم الدموي ، وتحاول أمريكا اليوم التشويش على انتصارات الجيش في دير الزور من خلال الحديث عن استعداد أدواتها هناك لشن عملية عسكرية لتحرير المدينة لتجد ذريعة لها للتدخل في تلك المنطقة عبر تلك الأدوات وأمام خسارتها لأوراقها الميدانية تحاول أمريكا اليوم استخدام أوراق أخرى ليس آخرها مزاعم الكيماوي لتحصل في السياسة على ما عجزت عن الحصول عليه في الميدان حيث تسعى جاهدة إلى تحويل مناطق خفض التوتر التي يراد تثبيتها من خلال جولة أستنة القادمة إلى مناطق آمنة لإرهابييها ولا سيما جبهة النصرة التي تعمل على دعمها وحمايتها . إن تحرير دير الزور لا يعني فقط استعادة قطعة من الجغرافية السورية إلى حضن الوطن بل يشكل انعطافه مهمة في المسار السياسي ستؤدي إلى ترتيبات دولية وإقليمية جديدة . لقد أريد لداعش أن تكون دولة الخلافة المزعومة في العراق والشام التي تستخدمها قوى العدوان للهيمنة على المنطقة وإضعافها حماية لإسرائيل فكانت وبفضل أبطال الجيش دولة ( الخرافة ) التي قهرت في العراق والشام . 
*أمين تحرير صحيفة العروبة بحمص