2024-04-23 11:02 م

الإخوان المسلمين يتهجَّمون على الجزائر عبر بوابة إسرائيل

2017-09-17
بقلم: عميرة أيسر    
بعد أن اثبت السِّياسة الخارجية الجزائرية أنها ذات مواقف ثابتة ورؤية بعيدة النظر فيما يخص عدَّة ملفات إقليمية ودولية ومنها الملف السّوري والليبي، وبعد أن وقفت السًّلطة الحاكمة فيها في وجه المدّ والمخطط الأخواني الصهيوني والذي كان الهدف منه هو إسقاط الأنظمة العربية التي عجزت المكينة الإعلامية والضغوط الاقتصادية والعسكرية الغربية أن تجبر هذه الأنظمة الوطنية رغم فسادها على تنفيذ رغباتها وأهدافها الرئيسية في المنطقة والتَّطبيع العلني مع إسرائيل، شنَّ الإخوان المسلمين عبر أذرعهم الإعلامية في تركيا على وجه التحديد ومن برنامج"مصر النهارده" لمقدمه الأستاذ محمد ناصر والذي كنت احترمه على المستوى الشخصي كثيراً ولكنه سقط من عيني سقوطاً مدوياً بعد أن انتقل إلى"قناة مكملين" المحسوبة على تيَّار الإخوان المسلمين في وأصبح عبارة عن بوقِ لهم، وهم الذين انتقلوا إلى تركيا بعد أن خلع وسجن الرَّئيس"محمد مرسي" بعد الانقلاب عليه من طرف الجنرال عبد الفتاح السيسي في مصر و كذلك خادماً مطيعاً لسياساتهم الإقليمية وأصبحت مواقفه السِّياسية تتماهى كليةً مع مواقف الإخوان المسلمين في عدَّة قضايا كموقفهم الايجابي من السّعودية يوم كانت في تقارب مع قطر وتركيا قبل الأزمة الخليجية الراهنة، رغم أنَّ الرياض كانت من الدول التي تساند علناَ نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والذي يتهجم عليه محمد ناصر في برنامجه ليل نهار، ولكن بعد أن اختلَّت وساءت العلاقة بين قطر وتركيا من جهة وبين السُّعودية وحلفائها من جهة ثانية تحوَّل برنامجه اليومي إلى منصًّة لهجوم الشَّرس على الرياض كذلك، هذه المرة محمد ناصر وجه سهامه المسمومة باتجاه الجزائر والتي لها علاقات جيدة مع النظام المصري الحالي وهي الدولة التي هدًّدها القطريون والأتراك بأنَّ دورها قادم مستقبلاً في التدمير بعد سوريا بالتأكيد، فالرجل صمت حتىَّ أعطيت له الأوامر كما تعطى لكلب العقور بالهجوم فاتَّهم النظام الجزائري في برنامجه اليومي بأنَّ له علاقات سرية مع إسرائيل ودليله الوحيد هو صورة قديمة جداً لرئيس عبد العزيز بوتفليقة وهو يسلِّم على المجرم ايهود باراك والذي وصفه محمد ناصر بأنه أحد خبراء حرب الشَّوارع والمدن في العالم. وجرى ذلك اللقاء العارض بينَ الرجلين في جنازة الرَّاحل الملك المغربي الحسن الثَّاني رحمه الله تعالى وجاءت تلك المصافحة بعد إلحاح من باراك ولم تخرج عن البروتوكولات الرسمية المتبعة في جنازات الرؤساء والملوك، ويومها حدثت ضجَّة إعلامية كبرى ووضَّحت السلطات الجزائرية موقف البلاد الرسمي من الكيان الصّهيوني وأكدت على دعمها المطلق والمستمر لقضية الفلسطينية والذي لم يتغير إطلاقاً منذ الاستقلال وإلى يوم النَّاس هذا. لن أحدِّث الرويبضة محمد ناصر عن مبدئية كل رؤساء البلاد من الكيان الاستعماري الصهيوني، وإن أراد أن يعرف فليسأل عن ذلك مُختلف قادة الفصائل الفلسطينية بما فيها حماس المقربة من أسياده الأتراك والقطريين وإذا أراد التًّأكد فليجري استقصاءً مخصصاً لفلسطينيين عبر برنامجه ليعرف مدى احترامهم وتقديرهم لجزائر دولة وشعباً، وليعد إلى تصريحات السًّفاح شيمون بيرتس عند إعلان الدولة الفلسطينية من فوق أرض الشهداء، يومها، صرح بأنًّ من زرعوا الإرهاب الفلسطيني فوق أرضنا سنزرع الإرهاب على أرضهم وبعدها بأقل من 3 سنوات بدأت العمليات الإرهابية تضرب الجزائر وحصد ت أرواح أكثر من 200 ألف شخص وهناك مئات الأدلة على تورط الموساد والمخابرات السعودية في دعم الإرهابيين وتمويلهم بالإضافة لمخابرات دول عربية وغربية معروفة، شيمون بيرس والذي تفاخر محمد ناصر بأن أمير قطر المخلوع حمد بن خليفة قد غسل يديه 14 مرة بالماء ومرة بالتراب لأنه صافحه مرتين معتمداً في ذلك على رواية الشيخ يوسف القرضاوي والذي دعا من فوق منبر الدَّوحة قبل سنوات الولايات المتحدة الأمريكية التي قتلت 1.5 مليون عراقي و معظم الطائرات التي كانت تقصفهم حتىَّ قبل سنة 2003 كانت تخرج من قاعدة العدبد القطرية دون أن ينبس محمد ناصر بشفة عن حكام قطر، دعاهم يوسف القرضاوي أي الأمريكان إلى مساعدة ثوار الناتو في ليبيا وفي سوريا لإطاحة بالأنظمة الفاسدة حسب قوله وقول كل عناصر الإخوان المسلمين و زعماء التيار الوهابي في تركيا والعالم العربي والذين مواقفهم تتوافق في هذا الموضوع مع مواقف إسرائيل وأمريكا وحلف الناتو، وهذا يدل دلالة قطعية بأن الإخوان المسلمين وفصائلهم المسلحة ليسوا إلا أدوات لتدمير جيوش الدُّول العربية خدمة لصَّهاينة، ومداواة جرحى ما يطلق عليه قوات المعارضة من أحرار الشَّام وجيش الإسلام وجبهة النصرة في المستشفيات الإسرائيلية وعدم استهدافهم لحدود الكيان المحتل مع سوريا أكبر دليل على مادي ملموس على خيانتهم وعمالتهم لتل أبيب، والشيء الذي استغربه كيف؟ لجزائر أن تقيم علاقات سرِّية مع إسرائيل و "عاموس هرنيل" الخبير العسكري الصهيوني قال: في تصريحه له منشور في الصحف العبرية، وذلك عند بداية ثورات ما يسمى كذبا ثورات الربيع العربي بأنَّ إسرائيل متخوفة من ضربة جوية عسكرية من الجزائر بسب دعمها لدولة السورية وذلك وفق تقرير أورده الموساد الصهيوني وهذا الخبر نشر على الصفحة الرسمية لموقع قناة العربية بتاريخ 23 أغسطس 2012 ومعروف بأنها قناة سعودية ومن مصلحتها تشويه صورة الجزائر دائماً لأنها من الدّول العربية التي تتخذ مواقف خارجية تناقض المواقف السعودية بالمجمل، وهناك أيضاً مُقررات مؤتمر هرتز يليا 2015-2016 حول رأي الخبراء الأمنيين الصهاينة في الجزائر ونظامها وشعبها وتخوفهم المستمر من امتلاكها لترسانة عسكرية ضخمة جداً، ومن جيشها الذي له عقيدة قتالية صلبة، أماَّ شعبها فهو من أشدِّ شعوب العالم كرهاً لصهاينة، وأقول: لمحمد ناصر الجزائر ليست مصر وإلا الأردن ولا قطر ولا المغرب ولا السعودية ولا غيرها من الدول التي توالي إسرائيل علناً وسراً وتتحكًّم بها إسرائيل وتخدم مخططاتها، فالبلاد التي حررها شعبها وجيشها بدفع تكاليف باهظة جداً وتعتبر ثورتها بالإضافة إلى الثورة البلشفية والصينية والفيتنامية من أكبر الثورات وأعظمها في القرن الماضي، من المستحيل أن تقف مع كيانِ غاصب مُحتل ضدَّ شعب عربي شقيق تحتل أرضه و ترتكب ضدَّه مجازر دموية بشهادة العالم أجمع. وليعلم محمد ناصر الأفَّاق وغيره بأن الجزائر تختلف عن كل البلاد العربية الأخرى لأنًّ جيشها هو من أسس الدَّولة ليس العكس، وهو الحامي لقيم ثورة 1 من نوفمبر المجيدة ولا اعتقد مطلقاً أن الجيش الذي سقط له شهداء على أرض مصر و سوريا وغيرها دفاعاً عن القضية الفلسطينية في سنوات 1963-1973 لن يسمح أبداً لأيِّ رئيسٍ يأتي حاكماً لجزائر أن يقيم أيَّ نوعٍ من العلاقات مع الكيان الصَّهيوني، ولن تفهم يا محمد ناصر كلامي لأنَّك للأسف إنسان باع ضميره وقلمه ولسانه في مقابل دراهم معدودة، وكان الأولى بك أن تتحرى الصِّدق و الموضوعية فيما سُقته من معلومات لأنَّ الجزائر عصيةٌ على الصهاينة وإلى أبد الآبدين بإذن الله، فلا تكن كالذين يفسدون في الأرض وهم يظنون بأنًّهم يحسنون صنعاً. هذه نصيحتي لكَ فخذ بها قبل أن تكون مجرد خرقة يستعملها الإخوان لمدةٍ زمنية معينة ثمَّ بعدها يرميك هؤلاء في مزابل التَّاريخ كما تمَّ رمي الكثيرين من أهل الإعلام والسِّياسة قبلك. 
*كاتب جزائري