2024-04-20 01:19 م

خلافات داخل السعودية حول دور أبوظبي باليمن

2017-09-14
عواصم - وكالات
قالت مصادر مطلعة إن الدور الإماراتي المتصاعد في اليمن أدى لخلافات داخل التحالف بين السعودية والامارات، بسبب رفض ولي العهد الأمير محمد بن سلمان التعاطي مع توصيات قادته الميدانيين حول سياسات أبو ظبي في اليمن، وخصوصاً في مدن الجنوب.

وأضافت المصادر لـ "عربي21"، أن الخلافات مستمرة بين الرياض وأبو ظبي حول الأجندات والمواقف في اليمن، على الرغم من "تصريحات الطرفين عن وجود انسجام كامل بينهما في الأزمة المتواصلة منذ سنوات".

وتشير تقارير سعودية، في هذا الإطار، إلى أن الأمير فهد بن تركي قائد القوات البرية السعودية أبلغ ولي العهد محمد بن سلمان أكثر من مرة بتجاوزات القوات الإماراتية في عدن ومحافظات الجنوب الأخرى، مضيفة أن "هناك انقساماً داخل مؤسسة الحكم السعودي بشأن التحالف مع أبوظبي في اليمن".
وترفض الكثير من هذه القيادات "الدور الإماراتي المبالغ فيه في الأزمة اليمنية على حساب السعودية"، مؤكدين أن ذلك سيضر بالمملكة مستقبلاً.

وظهر الخلاف بين الدولتين الشهر الماضي بشكل واضح عند وصول المئات من القوات السعودية إلى عدن بطلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. ولم تتمكن هذه القوات التي يقودها العميد الركن سلطان بن إسلام من ممارسة المهام التي وصلت من أجلها.

وقالت المصادر التي تحدثت لـ "عربي21" إن القوة السعودية التي وصلت إلى عدن جاءت بناء على طلب من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي للعاهل السعودي وولي عهده، وأضافت المصادر أن هادي طلب أن تكون مهمة حماية مطار عدن وقصر المعاشيق بيد القوات السعودية، بعد أن وصل الخلاف بينه وبين الإماراتيين إلى أعلى مستوى، فيما أبدى قائد القوات البرية السعودية تأييده لطلب هادي وأوصى به أكثر من مرة.

وقال مسؤول محلي في عدن إن القوات السعودية وجدت نفسها على الهامش، بعد أن رفض الإماراتيون التعاطي معها وتسهيل مهامها التي كلفت بها من قبل السلطات السعودية، وأضاف المسؤول اليمني لـ "عربي21" إن القوات السعودية أقامت في قصر المعاشيق، وأن الضباط السعوديين أبلغوا قيادتهم بأن قائد القوات الإماراتية لا يبدي تفهماً للدور الذي جاؤوا من أجله، وهو إعادة الوضع إلى الاستقرار في عدن وتسهيل مهمة الحكومة اليمنية والترتيبات الأمنية لعودة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

وبحسب المصادر فإن الرئيس اليمني شعر بأن قوات أبوظبي لم تعط القوات السعودية فرصة للسيطرة على المناطق السيادية كمطار عدن والميناء، "فقرر العودة إلى عدن قبل عيد الأضحى المبارك بيومين لحسم الموضوع، غير أن الاستخبارات السعودية أبلغته قبل الذهاب إلى المطار بأنه من الخطأ الذهاب إلى عدن في مثل هذا الوقت وأن ذهابه ورئيس الوزراء يعد خطأ أمنياً".

وكشفت المصادر أن أبوظبي أبلغت الرياض بأن قواتها لا يمكنها استقبال طائرة الرئيس اليمني، وأنها ستعيدها من حيث أتت إذا وصلت إلى المطار.

وكانت الاستخبارات السعودية وعدت الرئيس اليمني بترتيب زيارته إلى عدن بعد أيام من حلول عيد الأضحى، إلا أن ذلك لم يتم بسبب العراقيل التي تواجهها في عدن، فيما يرجح خبراء يمنيون أن اتفاقاً بين ولي عهد السعودية وولي عهد أبوظبي هو السبب في تأجيل زيارة هادي و"أن خطة وافق عليها الطرفان قد تفضي إلى عزل هادي".

ولم تفلح جميع محاولات رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر الذي التقى القوات الإماراتية والسعودية في عدن، بالتوصل إلى صيغة بين قيادة هذه القوات، للقيام بعمل مشترك والتنسيق فيما بينها وبين الحكومة اليمنية.

وأكد مسؤول يمني أن الوضع في عدن ما زال متوتراً، وأن القوات السعودية لم تتوصل حتى الآن إلى صيغة لإقناع القوات الإماراتية والمليشيات التابعة لها بالتنسيق مع الحكومة اليمنية ومنح مؤسساتها فرصة للعمل.

وقبل أيام منعت السلطات الأمنية في مطار عدن طائرة سعودية من نقل عسكريين إلى عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية. وقال مصدر في الحكومة الشرعية إن قوات الإمارات منعت إقلاع طائرة عسكرية سعودية استأجرتها الحكومة، لنقل "مرتبات عسكريين من المنطقة العسكرية الأولى والثانية والثالثة من عدن إلى حضرموت".
وعلى صعيد الوضع في الجنوب قالت المصادر إن السعودية فشلت في كبح الممارسات الإماراتية التي تمنع مؤسسات الحكومة من العمل، وتواصل دعم المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسعى للانفصال، إضافة إلى دعم قوات الحزام الأمني ومدير الأمن الموالي لها شلال شايع.

واعتبرت استمرار الخلافات بين حكومة هادي والإمارات مؤشراً واضحاً على "فشل الرياض بلعب دور في جنوب اليمن من خلال قواتها العسكرية التي أرسلت هناك". وبحسب المصادر فإن الخلاف الصامت في عدن بين القوات السعودية والإماراتية قد ينفجر في أي لحظة.

من جهته، قال نائب الرئيس اليمني اللواء علي محسن الأحمر إن جماعة الحوثي تستعد لرد المعروف وتصفية من سمح لها بالمرور إلى صنعاء.

وقال الأحمر أمام قيادات محلية في محافظة مأرب إن من سمح للحوثي بالمرور أمس يستعد الحوثي لرد المعروف له بالتصفية ونكران الجميل كما هو عهدهم في سوابقهم التاريخية.

ولفت الأحمر إلى أن الحوثيين لم يصلوا لما وصلوا إليه "إلا نتيجة التناقضات التي سادت العمل السياسي في اليمن وسمحت لهم بالتسلل حتى سيطروا على العاصمة صنعاء".

وأضاف: "لا يؤمنون بأي عهد أو ميثاق ففي الوقت الذي يقدم فيه الآخرون مصلحة البلاد ويعقدون المصالحات ينتهز الحوثي الفرصة لممارسة التصفيات خدمة لأهدافه".

وهاجم الأحمر صالح واتهمه بالقتال دون هدف وقال: "أنا لا ألوم من يقاتل ليكون إماماً فهو في رأسه هدف لكني ألوم من يقاتل وليس في رأسه هدف إنما هدفه في الحد الأدنى أن يجبر في النهاية على تذييل رسائله بعبارة "خادم تراب نعالكم" كما كان يقال في العهد الكهنوتي البائد".