2024-04-20 01:43 م

جارديان: الارهاب يزدهر في افريقيا..

2017-09-10
أظهرت دراسة حديثة أن الاجراءات التي تتخذها الحكومات في افريقيا لمكافحة التطرف والارهاب ، تكون في الغالب "نقطة التحول" في حياة الأشخاص للانضمام إلى الجماعات المتطرفة، وانتشار التطرف في القارة السمراء، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وقالت الصحيفة، أن نتائج هذه الدراسة وهي واحدة من أكبر الدراسات من نوعها، سوف تثير  القلق الدولي، خاصة مع وجود العديد من الأسباب الأخرى التي تدفع الشباب للانضمام الى الجماعات المتطرفة مثل الظروف الاقتصادية، والتهميش، و قلة الوعي الديني، وانخفاض مستوى التعليم، مما يجعل الارهاب  يزدهر في القارة السمراء.
 
وتقاتل الحكومات الافريقية جماعات متطرفة مثل "بوكو حرام" في غرب افريقيا، وحركة "الشباب" في شرق افريقيا، فضلا عن تنظيم الدولة الاسلامية والقاعدة في منطقة الساحل، بدعم من الولايات المتحدة وغيرها من القوى الغربية.
 
وأدى التطرف العنيف في افريقيا الى مقتل أكثر من 33 ألف شخص على مدى السنوات الست الماضية، وتسبب في نزوح واسع النطاق أو تفاقم الأزمات الانسانية التي تؤثر على الملايين من الناس وضرب الآفاق الاقتصادية في جميع انحاء القارة.
 
ويقول التقرير الجديد الذي جاء بعنوان "رحلة للتطرف" ونشرت الصحيفة مقتطفات منه:" في معظم الحالات، اجراءات الدولة العامل الأساسي الذي يدفع الافراد في النهاية الى التطرف العنيف في أفريقيا".
 
وأوضحت الصحيفة، من بين أكثر من 500 عضو سابق في الجماعات المتطرفة الذين تمت مقابلتهم، أشار 71% الى "الاجراءات الحكومية"، بما في ذلك "قتل أحد افراد العائلة أو صديق" أو "اعتقال أحد أفراد العائلة أو صديق" دفعتهم للانضمام للجماعات المتطرفة.
 
وكثيرا ما واجهت التكتيكات التي تعتمدها السلطات انتقادات من جماعات حقوق الإنسان والعديد من خبراء الأمن.
 
وأوضحت التقارير أن السلطات الكينية مسؤولة عن العشرات من عمليات القتل خارج نطاق القانون، كذلك اتهمت منظمة العفو الدولية الجيش والشرطة النيجيريين بارتكاب انتهاكات منهجية لحقوق الإنسان.
 
وتشير المقابلات التي أجريت على مدى السنوات الثلاث الماضية في غرب وشرق أفريقيا إلى أن التهميش السياسي والاقتصادي أمر أساسي في دفع الافراد إلى التطرف.
 
واضاف التقرير، أن غالبية المنضمين للمنظمات المتطرفة ينتمون إلى مناطق فقيرة،  وحدودية عانت من التهميش لأجيال ، وأعرب معظمهم عن شعورهم بالاحباط ازاء أوضاعهم الاقتصادية.
 
وكشف المجندون أيضا عن شعور حاد بالظلم تجاه الحكومات، واعتقد 83% أن  حكومتهم لا تعتني سوى بمصالح عدد قليل، وأكثر من 75% لا يثقون في السياسيين أو  أجهزة أمن .
 
ومن العوامل الأخرى انخفاض مستويات التعليم، وعدم وجود الآباء في مرحلة الطفولة، وفهم الحد الأدنى للمبادئ الأساسية للاسلام.
 
واظهرت النتائج بعض الاختلافات بين افريقيا ومناطق اخرى مثل الشرق الاوسط واوروبا، وذلك جزئيا بسبب انخفاض مستويات استخدام الانترنت، بجانب أن التجنيد في افريقيا غالبا ما يحدث على الصعيد المحلي، وعلى مستوى من شخص الى شخص، وليس على الانترنت.
 
ونقلت الصحيفة عن "محمد يحيى" الباحث الرئيسي في التقرير قوله: هذا قد يتغير مع تحسن الاتصال".
 
ويشير البعض إلى افريقيا باعتبارها "جبهة جديدة" للمنظمات الجهادية العالمية.
 
ورغم ادعاءات السلطات النيجيرية، يبدو أن بوكو حرام بعيدة عن الهزيمة، فقد قتل حوالي 400 شخص جراء سلسلة من التفجيرات التي تشنها الحركة.
 
وفي كينيا، كافحت وكالات مكافحة الارهاب للتغلب على شبكات حركة الشباب، وفي الاسابيع الاخيرة لقى أكثر من 20 شخصا مصرعهم فى مقاطعة "لامو" الساحلية الشمالية الشرقية المضطربة.
 
وقال مدير برنامج الأمم المتحدة للتنمية الافريقى "عبد الله مار دايى":  "هذه الدراسة تنذر بان افريقيا تتأثر بالتطرف العنيف".
 
وانضم نحو  80% من المجندين للجماعات المتطرفة في غضون شهر واحد فقط.
 
وكانت العاطفة الأكثر شيوعا عند الانضمام هي "الأمل  أو الاثارة "، تليها "الغضب"، "الانتقام" و "الخوف".
 
وحمل العديد من المحللين وصانعي السياسات التعليم الديني مسؤولية انتشار التطرف العنيف، لكن يحيى وفريقه وجدوا أن تلقي ست سنوات على الأقل من التعليم يقلل من احتمال انضمامهم إلى مجموعة متطرفة بنسبة تصل إلى 32%.
ويشير الباحثون إلى أنه "في بعض الحالات، قد يؤدي مستوى أعلى من التنقل ومعرفة الآخرين إلى زيادة الثقة في الآخرين، والقدرة على الصمود أمام التطرف في المستقبل".