2024-04-19 07:31 م

الصين تطرق أبواب أوروبا وأمريكا اللاتينية عبر طرق تجارية جديدة

2017-09-03
حرصت الصين على فتح قنوات اتصال جديدة لتعزيز شراكاتها التجارية مع كل من دول أوروبا وأمريكا اللاتينية، مستفيدة من معدلات نمو متسارعة تتمتع بها الصين ودول أمريكا اللاتينية مثل البرازيل، باعتبار أن الدولتين، على سبيل المثال، تعتبران من أكبر الدول النامية في العالم.
اتفق الرئيس الصيني شي جين بينج ونظيره البرازيلي ميشيل تامر على مواصلة تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين. وقال شي إن الصين والبرازيل أقامتا علاقة ناضجة وقوية بناءً على كونهما أكبر بلدين ناميين في كل من نصف الكرة الأرضية الشرقي ونصفها الغربي، على الترتيب، وأيضا بناءً على كونهما اقتصادين صاعدين.
أوضح الرئيس الصيني شي جين بينج أنه خلال العام الماضي، كان هناك تواصل وتنسيق مفيد بين الصين والبرازيل حول التعاون في إطار مجموعة «بريكس» وحول القضايا الدولية الكبرى، مع ازدهار التعاون الثنائي في مجالات التجارة والاستثمار والمالية. وأضاف شي أن الصين تثمن تمسك البرازيل طويل الأجل بسياسة الصين الواحدة، موضحاً أنه يتعين على الجانبين فهم ودعم بعضهما البعض في القضايا المتعلقة بمصالحهما الأساسية وشواغلهما الكبرى.
الحزام والطريق


وأكد شي أنه يتعين على الجانبين إفساح المجال كاملاً لدور اللجنة الثنائية رفيعة المستوى للتنسيق والتعاون، وربط مبادرة الحزام والطريق باستراتيجيات التنمية الخاصة بالبرازيل وتعزيز التعاون وتعزيز الارتباطية الإقليمية. كما أكد شي أنه يتعين على البلدين توسيع التعاون في مجالات التجارة والزراعة والثقافة والسياحة والرياضة، وكذا العمل على نحو وثيق في إطار الأمم المتحدة ومجموعة العشرين ومنظمة التجارة العالمية.
مجموعة بريكس
واقترح شي أن يقوم البلدان بتعميق الشراكة في مجالات البنية الأساسية والتصنيع والتعدين والطاقة والقدرة الصناعية والابتكار العلمي. وأشار شي إلى أن الصين سوف تعمل مع البرازيل لتعزيز التعاون في إطار مجموعة البريكس، في مجالات الاقتصاد والسياسة والأمن والثقافة، لبدء عقد ذهبي ثانٍ للتعاون بين بلدان المجموعة. وأكد شي أيضاً أن الصين تدعم التكامل والتنمية في أمريكا اللاتينية، وأن الصين منفتحة على التعاون مع الكتلة التجارية في أمريكا الجنوبية (السوق الجنوبية المشتركة أو ميركوسور).
وثائق تعاون
من جانبه قال ميشيل تامر إن البرازيل تمنح أولوية للشراكة الاستراتيجية الشاملة مع الصين، واصفاً الصين بأنها صديقة موثوق بها للبرازيل. وأوضح تامر أن بلاده تدعم الصين في استضافة قمة ناجحة لمجموعة بريكس بمدينة شيامن، وأنها سوف تعمل مع الصين في سبيل تعزيز تعاون بين المجموعة والبلدان النامية على وجه العموم. وعقب المحادثات، شهد الزعيمان توقيع وثائق تعاون في مجالات القدرة الصناعية والتجارة الإلكترونية والكهرباء والسياحة والصحة والثقافة وغيرها من المجالات. 
سفينة شحن
من جانب آخر، انطلقت سفينة الشحن الصينية «تيانجين» متعددة الوظائف محملة بأكثر من 36 ألف طن من الآلات من ليانيونجانج . وغادرت السفينة محملة بآلات لحفر القنوات باتجاه روسيا ليتم استخدامها في أعمال بناء مترو أنفاق، إضافة إلى معدات لطاقة الرياح للدانمارك. وتعتبر السفينة «تيانجين» السفينة الصينية الثالثة من بين 6 سفن مخطط لها التوجه نحو الطريق الشمالي باتجاه أوروبا في العام الجاري.
ممرات اقتصادية
واقترحت الصين في شهر يونيو الماضي «ثلاثة ممرات اقتصادية زرقاء» تربط آسيا ببقية القارات، تشمل ممراً يتصل مع أوروبا عبر جزء المحيط المتجمد الشمالي ضمن إطار مبادرة «الحزام والطريق». وفي مطلع شهر يوليو الماضي، اتفق الرئيس الصيني شي جين بينج مع ديميتري ميدفيديف رئيس الوزراء الروسي على استكشاف آفاق التعاون في طريق المحيط المتجمد الشمالي وبناء «طريق حرير على الجليد» حيث تبدو الفائدة كبيرة وواضحة من مثل هذا الطريق.
مليون سيارة بالطاقة الجديدة في الصين
كشف مسؤول من الجمعية الصينية لصناعة السيارات أن حجم إنتاج وبيع السيارات بالطاقة الجديدة تجاوز مليون وحدة في الصين حتى الآن منذ عام 2014، بزيادة أكثر من 200 بالمئة على أساس سنوي. وقال دونج يانج، نائب رئيس الجمعية إن حجم كل من المنتجات والمبيعات والسيارات العاملة بالطاقة الجديدة في البلاد يتجاوز 50 بالمئة من الإجمالي العالمي. وذكر دونج أن في الصين 3 مؤسسات لصنع السيارات بالطاقة الجديدة كاملة و7 مؤسسات لإنتاج البطاريات جاءت ضمن المراكز العشرة الأولى ضمن المؤسسات في العالم. ويشكل حجم البطاريات التي تم نقلها من المنتجين إلى الباعة 70 بالمئة من الإجمالي العالمي.
خيارات توصيل أسرع
قال شن جيان شين قبطان السفينة «تيانجين»:«إن الممر المذكور أقصر، ويستغرق وقتاً أقل، إضافة إلى أنه فارغ كلياً، فضلاً عن عدم القلق أبداً من احتمال مواجهة القراصنة». بدوره قال يو زنج قانج نائب المدير العام لشركة كوسكو للشحن التي تدير السفينة تيانجين: «إن الممر عبر المحيط الشمالي يوسع من خيارات الصين ويوفر للزبائن خيارات توصيل أسرع».
وفيما يواصل المحيط المتجمد الشمالي في القطب الشمالي انحساره، تطول فترة إبحار السفن خلال ذلك الممر المائي، ومع تحسن التكنولوجيا، سيأتي الطريق الشمالي المذكور بفارق كبير لهيكل التجارة العالمية. وعلى الرغم من ذلك، لا يزال هناك الكثير من العقبات التي يجب التغلب عليها وتجاوزها قبل أن يصبح الممر المائي عبر المحيط المتجمد الشمالي خياراً منتظماً.
آلية تعاون
يجتمع قادة من أكبر الأسواق الصاعدة فى العالم بمدينة شيامن الساحلية الصينية هذا الشهر بمناسبة إقامة آلية تعاون «بريكس» التي تشهد عامها الحادي عشر. وكان التعبير الأصلي «بريك» قد ابتكره جيم أونيل الاقتصادى السابق فى مؤسسة جولدمان ساكس فى 2001 للإشارة إلى البرازيل وروسيا والهند والصين، وهى أربع أسواق صاعدة تتمتع بنمو سريع وإمكانات كبيرة.
وفى عام 2006 اجتمع وزراء الخارجية من تلك الدول فى نيويورك من أجل إقامة مجموعة «بريكس» رسميا. وعندما انضمت جنوب افريقيا فى 2010، فإن اللفظ المختصر تغير إلى بريكس. وتمثل الدول الخمس الآن سويا 44 فى المائة من سكان العالم و23 فى المائة من إجمالى الناتج المحلي العالمي، ارتفاعا من 12 فى المائة منذ عقد مضى.