2024-04-26 12:11 ص

حماس تغازل دمشق.. ولكن على الحركة الاعتذار أولا

2017-09-03
القدس/المنـار/ حركة حماس وعلى لسان أحد قيادييها أعلنت استعدادها لتحسين العلاقة مع سوريا، ولم يستبعد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، عودة العلاقات مع دمشق.
حماس مع بدء مؤامرة الربيع العربي، دخلت طرفا في هذه المؤامرة تمشيا مع موفف جماعة الاخوان، فحاربت في مصر وسوريا، على أمل سيطرة الجماعة على ساحات عربية، بعد أن أبدت استعدادها لتنفيذ البرنامج الامريكي في المنطقة..
وبتدخل الحركة في الشؤون الداخلية لساحتين عربيتين مهمتين، فقدت تأييد وتعاطف شعبيهما، وتاهت حماس وتخبطت، وتأخرت كثيرا في اتخاذ قرار  التراجع والاعتذار.
الشعب السوري فتح ذراعية لحماس وقياداتها، لكنها، لم ترد الجميل، ولم تقف على الحياد، فسارعت الى اسناد عصابات الارهاب في سوريا، وقدمت تسهيلات كبيرة لجماعات التكفير والظلاميين لاحتلال مخيم اليرموك، وحفرت الانفاق للارهابيين ورفعت السلاح في وجه الجيش السوري، وما زال هناك في المخيم مائة وخمسون من عناصر حماس، بقيادة مرافق خالد مشعل رئيس المكتب السياسي السابق للحركة، يتلقون الرواتب والأوامر من قيادتهم، تحت اسم العصابة المسماة بـ "اكناف بيت المقدس".
الآن، وقد حوصرت حماس، وسقط برنامج جماعة الاخوان في دمشق والقاهرة، بدأت الحركة اتصالات لاعادة العلاقات مع الدولة السورية، ولا نعتقد وحسب الكثيرين من المراقبين أن تغفر دمشق بسهولة للجريمة التي ارتكبتها حماس في حق الشعب السوري والدولة السورية، خاصة وأن الحركة تنتقل في تحالفاتها من عاصمة الى اخرى، ولم تستطع بعد الفكاك مما يصدر اليها من تعليمات من جانب الجماعة الأم.
أمام حماس خيار واحد لاعادة علاقاتها مع الدولة السورية، يتمثل في اتخاذ خطوات صادقة تترجم النوايا الصادقة ان وجدت، وأن تقدم اعتذارا علنيا لشعب سوريا على موقفها الذي اتخذته داعما للمؤامرة الارهابية الكونية على سوريا.
ما يصرح به قادة الحركة عن استعدادها لعودة العلاقات مع سوريا، له دوافعه واسبابه، فحماس في مأزق سعب وسياسة الانتظار التي اتبعتها في السنوات الاخيرة لم تحقق لها شيئا، وخسرت داعميها في المنطقة، ومن انصارها داخل الساحة الفلسطينية وخارجها، وارتهان قرارها لم يجلب لها منفعة أو انفراجا، اضافة الى بشائر النصر التي أخذت تلوح في سماء سوريا، وبالتالي اتجهت قيادة حماس الى اطلاق رسائل الندم والاستعداد لاعادة العلاقات مع دمشق، التي لم تتجاوب مع "التوبة" الحمساوية، فان عليها الاعتذار أولا.