2024-04-24 01:31 ص

القيادة الفلسطينية في دائرة الاستهداف.. الوضع الداخلي قد يسقط المشهد السياسي

2017-09-01
القدس/المنـار/ لا تقتصر الضغوط والتهديدات التي يتعرض لها المشهد السياسي الفلسطيني، ورأس الهرم فيه على تآمر أنظمة عربية، وتخاذل دولي، وحقد وتعنت من جانب اسرائيل، وانحياز أمريكي فاضح للاحتلال، ومع أن الرئيس محمود عباس يحاول السباحة في هذه الامواج الهادرة تلافيا للغرق، الا أن هناك قوى في الساحة الداخلية الفلسطينية، تتبنى أجندات وبرامج خارجية مشبوهة، مما زاد من حدة وشراسة الضغوط.
هذه التهديدات وما نراه من تحركات مريبة، اقليمية ودولية وداخلية، تبقي على يد القيادة "مغلولة"، ونقصد هنا، الرئيس الفلسطيني، في الدرجة الأولى وبالتحديد، لأن غالبية من حوله ربطوا أنفسهم بخيوط اللعبة الخارجية، وتسابقوا فيما بينهم نحو العواصم، أملا بحصة في مرحلة قادمة، فلكل عاصمة مقاولها ووكيلها، للمشيخة القطرية ودولة أبناء زايد، وغيرهما.
الرئيس محمود عباس، يدرك حجم الضغوط الخارجية، والتنغيص الداخلي، دون أن يكشف عن ذلك، محاولا درأها وتنفيسها، وتخفيف حدتها، ينتظر متغيرات ايجابية أفضل وأحداثا لعلها تجلب المنفعة والخير نحو وضع أفضل، رغم بعض الأخطاء المتعلقة ببناء العلاقات وتعزيزها مع عدد من الدول، والانتقال من هذا الموقع الى ذاك، مما يفسر على أن هذا الانتقال نكاية بعاصمة لصالح أخرى.
لكن، التهديدات الأكثر خطورة على المشهد السياسي الحالي وعلى الرئيس عباس بشكبل خاص، هو الوضع الداخلي الذي غاب عنه الاهتمام نظرا للانشغال بالوضع السياسي، والتهديدات الخارجية، وهذا لا يعفي دائرة صنع القرار من مسؤوليتها عن الوضع البائس الذي وصلت اليه الحال في الهيئات والمؤسسات والوزارات على سبيل المثال.
هناك تسلل يتجذر ويتعمق لقوى مهددة للمشهد السياسي الى داخل الهيئات والوزارات، في ظل غياب كامل للأدوات التي يفترض فيها ومن مسؤوليتها، المراقبة والمتابعة والمحاسبة، ففي العديد من الوزارات محاور كاملة تنخر في الجسد المؤسساتي، محاور تتبع جهات تعمل على اسقاط المشهد السياسي واقصاء الرئيس عباس، هذه الأدوات "غائب فيله" كما يقول المثل الشعبي، واذا ما استمر هذا الغياب والاهمال، فان القيادة ستجد نفسها، في حالة اقصاء.
وهناك أيضا، ما يدور داخل الوزارات والهيئات من تجاوزات وفضائح، توظيفا وترفيعا واقصاء ونهبا تحت مسميات عديدة، في المؤسسات الحكومية، تراجع في الاداء، ومظالم لا تعد ولا تحصى، من شأنها زيادة الاحتقان والتذمر، يضاف الى ذلك، ما يتم اخفاؤه عن الرئيس من تجاوزات خطيرة، ووضع آخر التغاضي عنه جريمة هو ضعف الاداء في المواقع الخارجية، بفعل الانشغال بأعمال لا تمت بصلة لما أوكل اليهم من مهام، وقلة الخبرة وانعدام الكفاءة، مما فتح الأبواب واسعة أمام النجاحات والاختراقات الاسرائيلية المستمرة، منذ سنوات، واولو الأمر في تفييب كامل عما يحدث ويرتكب.
يضاف الى كل هذا مسألة شديدة الخطورة تتمثل في مواصلة الاستناد الى التقارير الخاطئة واعتمادها في اتخاذ القرارات والخطوات، فهذه التقارير مضللة ومهلكة، وتؤدي الى ارتكاب الاخطاء، في وقت تغلق فيه أبواب ولي الأمر أمام من يمتلكون مواد خطيرة، يفترض أن توضع أمامه، ومعلومات في غاية الحساسية، تبقى حبيسة الادراج والقلوب حيث يصطدم مالكوها بجدران عالية، وأقدام معرقلة، ونفوس معقدة، لا يأتي من ورائهم الا الخراب والمصائب.
اننا ندرك أن الاوضاع والتطورات والمتغيرات ليست في صالح الموقف الفلسطيني، فالساحة العربية تعيش صراعات دموية، والقوى المعادية وتابعوها لم تعد القضية الفلسطينية، على سلم أولوياتهم، بفعل العجز العربي، لذلك، لا أحد "يعتب" على القيادة لعدم انجاز نجاحات كبيرة في الميدان السياسي، وما دام الأمر كذلك، لماذا لا تلتفت القيادة الى الوضع الداخلي، وتعالج الكثير من التجاوزات الخطيرة، وتفشل التهديدات التي باتت في دائرة التحقيق والتنفيذ قبل فوات الاوان.