2024-03-28 01:19 م

"عباس" لماذا يعادي القاهرة؟!

2017-08-30
بقلم: مجدي سرحان
هذا سؤال مهم: لماذا ذهب الرئيس الفلسطينى محمود عباس إلى أنقرة طالبا وساطتها لدى «حماس» من أجل ما يعتبره تحريكا لملف المصالحة.. ولم يأت إلى القاهرة رغم علمه بأن كل الفصائل الفلسطينية تتجمع الآن فى مصر حول هذا الملف.. وأن هناك استعدادات تجرى لاستضافة مؤتمر وطنى فلسطينى عام تلبية للدعوة التى أطلقها القيادى محمد دحلان؟
<< ببساطة
«أبو مازن» لم يجد ضالته فى القاهرة خلال زيارتين قام بهما فى مارس ويوليو الماضيين.. ولم يفلح فيما سعى إليه.. وهو عرقلة «التفاهمات» الجارية بين دحلان وحركة حماس حول غزة برعاية مصرية.. فهذا هو كل ما يهمه.. ولا يسعى الى شيء غيره.. لأنه لا تعنيه فكرة المصالحة فى حد ذاتها.. بقدر ما يعنيه تهيئة الساحة الفلسطينية لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية الجديدة.. وإعادة انتخابه ليكتسب وضعا دستوريا جديدا لاستمراره فى رئاسة السلطة بعد أن انتهت ولايته فى عام 2009 ولم تجر الانتخابات بعد.. وهو يعلم أن هذه الانتخابات لن يكتب لها النجاح لو استمر وضع القطاع على حالته الراهنة.
<< «عباس»
ذهب الى تركيا ظنا منه أنه مثلما يفعل دائما يستخدم ورقة ضغط على القاهرة للتأثير على مواقفها وتحركاتها.. بينما فاته أن الغضب المصرى لن يكون فى هذه المرة مثل باقى المرات.. فتركيا التى ذهب إليها الآن ليست هى فقط تركيا التى تجاهر بمواقفها العدائية للدولة المصرية.. وتلاحق القيادة المصرية بانتقاداتها.. وتجاوزاتها.. بل هى تركيا التى تناصب مصر ودولا عربية أخرى العداء الصريح.. ليس فقط بإيوائها لقيادات وعناصر عصابات التطرف والإرهاب الهاربة الى أراضيها.. ولا بتسخير إعلامها للإساءة الى قادة وشعوب هذه الدول.. بل هى أيضا تركيا التى حركت جيوشها ومعداتها العسكرية الى قطر راعية الإرهاب التى افتضح أمر أمرائها أمام العالم كله.. لتصب أنقرة بذلك الزيت فوق نيران الأزمة التى صنعها الغباء والرعونة القطريتان.. ولتضع المنطقة كلها أمام خيار حرب مدمرة.
<< بالأمس
قلنا إن «أبو مازن» سيعود بخيبة الأمل من أنقرة.. وعددنا أسباب ذلك.. واليوم نؤكد أن هذه الزيارة ربما تمثل فصل الختام المأساوى للرئيس الفلسطينى الذى أصبح يعيش منعزلا عن قضية شعبه الأساسية.. وهى مقاومة الاحتلال وإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة.. وفقد قدرته على تحقيق أى تقدم فى أى ملف يخص الشواغل الفلسطينية.. بما فى ذلك ملف المصالحة نفسه.. بسبب تعنته وعدائه الظاهر لسكان قطاع غزة الذى تخلت السلطة عن القيام بمهامها تجاهه.. وتركته يغرق فى الظلام والأزمات ونقص الكهرباء والطاقة والطعام.. ورفضت كل الحلول المطروحة لانقاذه.. فلم يجد الغزاويون منقذا أمامهم إلا مصر التى لم تتخل أبدا عن التزامها وواجبها الوطنى فى مساندة الأشقاء الفلسطينيين ومناصرتهم فى قضيتهم التى تعتبرها فى الأساس هى القضية القومية والوطنية والمحورية الكبرى.
<< لا نبالغ
إذا قلنا: إن فلسطين الآن تعيش أزمة كبرى فى القيادة.. تلك القيادة التى لم تعد تهتم الا بما يحفظ مصالحها ويضمن لها الاحتفاظ بسلطاتها.. بينما فشلت فى توحيد الصفوف ولم الشمل.. ولم تتورع عن ممارسة أساليب القمع والاضطهاد ضد سكان غزة.. فصارت معولا للهدم وللفرقة والخلاف والخصام.. وخسرت قطاعا كبيرا لا يستهان به من الشعب.. ومعه خسرت أهليتها للبقاء على رأس السلطة.. وحان وقت تغييرها.
الوفد المصرية